شفقنا - رحب خطباء الجمعة في لبنان في خطبهم اليوم بالتقارب الحاصل بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة السعودية، ورأوا أنه يساعد علي مزيد من التعاون العربي الإسلامي، وعلي طي ملف الصراعات في المنطقة، ودعوا النواب اللبنانيين إلي الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وشددوا في ذكري «النكبة» علي دور المقاومة في تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

السيد علي فضل الله
وقال السيد علي فضل الله في خطبته التي ألقاها في مسجد الحسنين (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت: «إننا نرحب بالحديث الجاري عن التقارب السعودي الإيراني، الذي لطالما دعونا إليه، والذي كنا ولا نزال نؤكد أنه من أهم السبل لتنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي، وحل الكثير من المشكلات، ومعالجة العنف المستشري، الذي يهدد أكثر من بلد عربي وإسلامي، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن أو البحرين».
أضاف السيد فضل الله: إن «من شأن هذا التقارب أن يعمل علي طي ملف هذه الصراعات، لمصلحة المزيد من التعاون العربي والإسلامي». ودعا إلي «الإسراع في تحقيق اللقاء (الإيراني السعودي) الذي نعتقد أنه سيبدد الكثير من المخاوف والهواجس التي أريد لها أن تحكم علاقة هذين البلدين».
وتطرق السيد فضل الله إلي ذكري «نكبة فلسطين»، فدعا إلي أن تكون هذه الذكري «مناسبة لدراسة الأسباب التي أدت إلي ضياع فلسطين، رغم كل قدرات العالم العربي والإسلامي، والتي نخشي أن تتكرر، في ما يعمل عليه لتهويد كل فلسطين». كما دعا الشعوب العربية والإسلامية ودولها، إلي «إعادة الاعتبار لحضور فلسطين في وجدانها، فلا تضيع وسط الخلافات العربية والإسلامية، والانقسام المذهبي والطائفي، فضلا عن الخلافات الداخلية التي لا نريدها أن تستمر في الساحة الفلسطينية».
وأكد «أن فلسطين ينبغي أن لا تبقي أمانة في عنق الشعب الفلسطيني فحسب، بل أن تكون أمانة في أعناق كل الشعوب العربية والإسلامية، وكل المستضعفين والأحرار أيضا». وقال: إننا «نشد علي أيدي المجاهدين الذين يصنعون من الضعف قوة، والذين سطروا ولا يزالون يسطرون ملاحم من البطولة، من ثبات آلاف الأسري الذين يعانون أقسي الظروف في سجون العدو، إلي صمود الشعب الفلسطيني الذي لا يبخل في تقديم الشهداء من أجل هذه القضية، وآخرهم شهداء أمس أمام سجن عوفر، وكل الذين يدعمون قضية فلسطين والقدس، وكل من يعمل علي بقاء فلسطين حية في الأدب والشعر والفن والإعلام».
ورأي السيد فضل الله أن انتخابات الرئاسة اللبنانية مؤجلة «بانتظار جلاء الغبار عما يجري من لقاءات وحوارات علي المستويين الإقليمي والدولي» متوقعًا حصول فراغ في موقع الرئاسة، معربًا مع ذلك عن أمله في «أن ينتخب النواب رئيسا تجمع عليه كلمتهم، فلا يعيش البلد تجربة الفراغ مجددا، بكل ما يعنيه ذلك من مخاطر».

الشيخ أحمد قبلان
بدوره دعا المفتي الجعفري في لبنان الشيخ أحمد قبلان في خطبته التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين(ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت إلي «الإفادة من التقارب السعودي - الإيراني، وتوظيفه في ما يخدم التقارب الإقليمي، فضلاً عن المصلحة الوطنية وفي ما يحقق طموحات اللبنانيين الذين يتطلعون بفارغ الصبر إلي وطنهم، وقد تعافي وعادت إلي ربوعه تباشير الخير والاطمئنان».
وكرر الشيخ قبلان دعوته إلي انتخاب «رئيس توافقي» للجمهورية اللبنانية، لافتًا إلي أن «رئاسة الجمهورية هي مركز جمع لا قسمة»، وقال: «نطالب كل القيادات والمرجعيات العمل بهذا الاتجاه، والإسراع إلي إخراج هذا الاستحقاق الوطني من عنق الزجاجة، وتحريره من التجاذبات والاصطفافات والانقسامات الحادة التي تهدد لبنان».


الشيخ محمد يزبك
وأكد رئيس «الهيئة الشرعية» في حزب الله الشيخ محمد يزبك في خطبته التي ألقاها في مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين (ع) بمدينة بعلبك شرق لبنان «حاجة الامة الي المقاومة لمواجهة الخطر الصهيوني الذي يتهددها» داعيا الجميع الي التعاون والتنسيق والوحدة في المواقف والامكانيات، في مواجهة العدو الصهيوني المتمادي في اعتداءاته.
وقال: «في الذكري الستة والستين ليوم النكبة واحتلال فلسطين ما زال العدوان والعمل علي التهجير واقتلاع أهل الأرض من أرضه لإشغالها بالمزيد من قطعان الإستيطان والقمع والقتل والارهاب والهدف دولة يهودية عنصرية في قلب الأمة».

الشيخ عفيف النابلسي
وتطرق الشيخ عفيف النابلسي في خطبته التي ألقاها في «مجمع السيدة الزهراء (ع)» في مدينة صيدا (الجنوب) إلي ذكري نكبة فلسطين معتبرًا أنها «واحدة من المحطات المؤلمة في تاريخ الأمة التي تخلت عن مسؤولياتها وضعفت أمام العدو فكان ما كان من اغتصاب فلسطين وطرد أهلها في عملية تطهير جماعي غير مسبوق في تاريخ البشرية».
وقال: «لا شك أن بريطانيا وبعض الدول الغربية كانت وراء هذه المؤامرة التي وقف العرب إزاءها منقسمين مشتتين متفرقين معرضين وجودهم ومصيرهم ومستقبلهم لرياح الأزمات والفتن التي لم تتوقف منذ نشأة هذا الكيان السرطاني ،واليوم قد يكون مشهد الألم هو نفسه، والمعاناة هي ذاتها،والمصير بعينه، لولا وجود مقاومة فلسطينية ومقاومة لبنانية ووجود سوريا الصامدة وإيران المقدامة. فهؤلاء جميعاً ينعشون الآمال بأن الغد الآتي لن يكون كالأمس البعيد، وأن الحرية ستخرج من رحم الأبطال،وأن قوافل الشهداء ستصنع النصر المظفر بعودة فلسطين كاملة من النهر إلي البحر». داعيًا الشعب الفلسطيني أن «يبقي مؤمناً بحقه ثابتاً علي نهج المقاومة مصراً علي وحدته مؤمناً أن النصر حليف المقاومين ولو طال زمن الطغاة».
النهایة