القصة التي رويت عن حيثيات كتابة الشاعر حسن المرواني للقصيدة فتُنسب لقصة حقيقية عاشها الشاعر فترة شبابه في أروقة جامعة بغداد حيث كان يدرس في كلية الآداب ، حيث أحبّ إحدى زميلاته واسمها ( سندس ) من مدينة كركوك ، فصارحها بمشاعره تجاهها متجاوزاً حاله المعدمة فصدته ، ومن ثمَّ عاود كرته بعد عامين فصدته هذه المرة قطعياً ، وبعدها بفترة خُطبتْ لأحد الزملاء الأغنياء في نفس الكلية ، فاغتنم فرصة إحدى المناسبات في نشاطات الكلية وبحضور سندس ، وألقى قصيدته التي بدأها منذ أول صدٍّ لـها ( وقد كنّاها بـ ليلى في القصيدة ) .
لامـــوا افتتانـــي بـــزرقـــاء العيون ولـو رأوا جــمــال عـيـنـيـك ما لاموا افتتانـاتـي
لــــو لــــم يكن أجمل الألــــوان أزرقـــها مــــا اخـــتـــاره الله لـــونـــاً للــســمـاوات
يــرســو بجفني حــرمــان يمــص دمــي ويــســتــبــيــح إذا شــاء ابــتـــســـامــاتـي
عنـــدي أحــاديــث حـزنٍ كيف أسـطرها تــضــيــق ذرعـــاً بــي أو فــي عبـاراتــي
يــــنزّ مــــن حــــرقتي الــــدمــــع فأسأله لــمــن أبـــثّ تـــبـــاريـــحـــي المريضات
معــذورة أنتِ إن أجهضــت لـــي أمـــلي لا الــذنــب ذنــبــك بــل كــانــت حـمـاقاتي
أضعت في عــرض الصحـــراء قـــافلتي فــمــضــيــت أبـحث في عينيك عن ذاتــي
وجـئـت أحـضـانـك الـخضــراء منتشــياً كالطــفل أحــمل أحــلامـــي الـبـريـــئـــاتِ
أتـــيـــت أحــمــل فــي كــفــيّ أغــنــيــةً أجــتــرهــا كــلــمــا طــالــت مــســافــاتي
حــتــى إذا انبلجــت عــيـنــاك فــي أفــق وطــــرز الفــــجر أيــــامـي الـكـئــــيـباتِ
غــرســـت كـــفـــك تـجـتـثـيـن أوردتــي وتــســحــقــيــن بـــــلا رفــق مــســراتــي
واغربتاه... مضاعٌ هاجـرت سفنـي عنـي ومـــا أبـــحـــرت مـــنـــهـــا شـــراعـــاتي
نُفيــت واستــوطــن الأغــراب فـي بلدي ومــزقــوا كـــل أشــيــائــي الــحــبــيــبـات
خـانتك عينــاك فــي زيــف وفــي كــذب أم غــــرّك الـبــــهـرج الـخداع … مولاتي
تــوغلــي يــا رمــاح الحقــد فــي جسدي ومــزقــي مــا تــبــقــى مــن حــشــاشـاتي
فــراشــة جئت ألــقــي كــحــل أجنحتــي لديـك فـاحـتـرقــت ظــلــمــاً جــنــاحــاتــي
أصيـح والسيف مــزروع بخــاصــرتــي والـغـدر حـطــم آمـــالــي الــعــريــضــات
هل ينمحي طيفك السحري منى خلــدي؟ وهــــل سـتـشـرق عـن صـبــح وجــنــاتـي
هـا أنـت أيضـاً كيـف السبيل إلـى أهلـي؟ ودونـــــهـــــم قـــــفـــــر الــــمــــفــــازات
كتبــــت فــــي كوكــــب المريــــخ لافتة أشــكــو بــهــا الــطــائــر الـمحزون آهاتي
وأنــــت أيضــــــاً ألا تبّـــــــت يــــــداكِ إذا آثــرتِ قـتـلـي واســتــعــذبــت أنّــاتــي
من لـي بحـذف اسمـك الشفـاف من لغتي إذاً ســتــمــســي بـــلا ليلى حــكـــايــاتـــي
**مما راااق لي**