متى تستنيرالعقول وتنظف القلوب من الأحقاد !!!!!!!!



سيكون حديثي منصب على حرف النداء ( يا ) والمنادى ( أيها ) لأن الله تعالى خاطب البشر بصيغ متعدده : فمرة خاطبهم بصيغة الجمع العام فقال في آيات عديدة : ( ياأيها الناس ---- ) ومرة خاطبهم بصيغة الجمع الخاص وفي آيات عديدة أيضا : ( ياأيها الذين آمنو ---- ) وأخرى خاطب فردا بعينه وبصيغ متعددة أيضا : ( ياأيايها الرسول ----- ) ( ياأيها النبي ----- ) .
وأنا العبد الحقير أناشد الجميع مؤمنين ومنافقين أن يرجعوا الى أصولهم فيصفوا حسابهم مع الله . لذا سأتأسى بقول الله تعالى (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير)
وفي قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (4).)
لا أريد أن اناشد الذين آمنوا فأستشهد بقول الله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا ----- ) لان قسما غيرقليل منهم أخذ يأكل لحم أخيه حيا في الدنيا لان الشيطان استولى على عقله فضعف أيمانه
قال رسول الله صلى الله عليه وأله : من أكل من لحم أخيه في الدنيا ، قرب له لحمه في الآخرة ، فيقال له : كله ميتا كما أكلته حيا . قال : فيأكله ويكلح ويصيح " . غريب جدا.
لذا ياأحبائي فلننظف قلوبنا من الاحقاد ولننير عقولنا ولانجعل الشيطان يستولي على عقولنا فننعق مع كل ناعق ولنتأسى بحديث أمام المتقين أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام حين قال لصاحبه كميل بن زياد رضي الله عنه :

عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:-
"
أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ:-
"
يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.