لا تسألني كيْفَ تـُرى تـُضْرَبُ زيْـنـَبْ
لا تسألني أيُّ دم ٍ قـــد خلـَّــــــدَهُ الرَّبْ
لا تسألني عينـُكَ لو مَرْمَرُهَــــا صـَــبْ
لا تسألني خـَــدُّكَ ذا كيـْــفَ مـُـــذهَّــبْ
هَبْ إنَّ دمي مثلُ سرابيــــلـُك يُخْضـَــبْ
هبْ أنني من روحـيَ في حُبِّــكَ أسْــلـَبْ
هَبْ أنني في جـِذعِـكَ يا روحُ سأصْـلـَبْ
لو أحْرَقُ لو أنـْزَعُ من جـِلـْديَ والـقـَلـبْ
قـَـدْ كـُنـْتُ على تـُربــــِكَ لو مُتًّ سأنـْبَتْ
بلْ إنَّ دَمي صــــــــارَ بمِصْفاتِكَ أعـْذَبْ
سلْ أيُّ دَم ٍ فـيـــهِ بكـَــتْ كلُ سمــــاءِ
سَـــلْ زينـــبَ كم قد رفعَت كبْشَ فداء
هابيلُ غدى يرفِلُ في ثوب دمـــــــــاءِ
قربـَــانـُكِ يـــا زينــب ما زال دعـائي
كـــم قــــد رَفـــعَ اللهُ بـِــــكِ كلَّ لواءِ
يا نـَصْرُ ويا فـَخـْرُ ويا روحُ عَـــزائي
يـا درُّ وقـد أبـْرَقَ في لــــــون بكــائي
قـد ذكـَّــرني كيف َ قضى رَمْزُ ولائي
أي زيْنـَبُ في ذكـْركِ ما زالَ بَـقـــائي
يا جيشُ ويا جَحْـفـَلُ في كلِّ بــَــــــلاءِ
يا واحِدة ً ليْسَ لـَها عِـــــــدْلُ نِسَـــــاءِ
ما عاشرُ لو لاحَ سوى عِطرُ خلـــــودِ
ما عاشرُ في واقعـهِ غـير وَقـــــــــودِ
يا حجُّ له الحـزنُ غـدى فرحة عــــيـدِ
كم ذبْتُ أنا فـيهِ كما ذابَ جـلــــــيـدي
كم تـُقتُ وكم تِهتُ ولم أدرْ حُــــدودي
كم علمني الحزنُ بهِ سِرَّ وُجُـــــــودي
كم داسَ بهِ السِّبط ُ على رأسَ يــــزيدِ
كم أوقـدَ في ثـورتـهِ نـــــــارَ وَريدي
كم أيقض مَنْ نامَ على نعـشَ لـُحُـــودِ
ما عاشرُ لو شِئتَ سـوى سِحْرُ شهيــدِ
الشاعر : الأستاذ عبد الجبار أبو فراس