الأحد 04 جمادى الأولى 1431هـ - 18 أبريل 2010م
يتضمن تناول الخضراوات والدواجن والمكسّرات دراسة علمية تتحدث عن نظام غذائي صحي يقي من "الزهايمر
الدراسة شملت 2100 شخص من سكان نيويورك
أثبتت دراسة حديثة أن اتباع نظام غذائي يعتمد على الإكثار من الخضراوات والفاكهة والأسماك والدواجن والمكسرات والتقليل من اللحوم الحمراء والزبدة يقلل من مخاطر الإصابة بمرض الخرف الشيخوخي والذي يطلق عليه داء الزهايمر (Alzheimer's Disease).
وكان الباحثون التقوا أكثر من 2100 من سكان مدينة نيويورك البالغين من العمر 65 عاماً فأكثر وبينهم 253 منهم أصيبوا بـ"الزهايمر"، وسألوهم عن عاداتهم الغذائية خلال 4 أعوام.
وتبيّن للباحثين أن الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً يعتمد على السلاطات والطماطم والدواجن والخضراوات الصليبية (مثل القرنبيط والبروكلي) والخضراوات الورقية ويقللون من تناول الزبدة واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان عالية الدسم تقل مخاطر إصابتهم بالداء بنسبة 38% عن أولئك الذين يتناولون كميات قليلة من الفاكهة والخضراوات والدواجن وكميات كثيرة من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان عالية الدسم.
وأوضح د.نيكولاس سكارمياس، أستاذ مساعد طب الأعصاب في مركز جامعة كولومبيا الطبي بنيويورك أن الدراسة التي توصلت لهذه النتائج اعتمدت على الملاحظات وليس على التجارب الطبية، لذا لا يمكن الجزم بأن تناول أطعمة معينة يحول دون الإصابة بالزهايمر.
ويضيف: "يشابه النظام الغذائي الذي أثبتت الدراسة فائدته لطرق تناول الطعام في منطقة البحر الأبيض المتوسط (Mediterranean diet) ولكنه ليس نسخة كربونية عنه، له حيث إن نظام البحر الأبيض يحتوي على 9 مجموعات طعام".
ويرى أن الطعام الذي تحتويه المجموعات في النظام الغذائي الخاص هي التي تؤثر في 7 أحماض دهنية ومكونات غذائية ثبت في دراسات سابقة وجود علاقة بينها وبين الإصابة بالزهايمر، وهذه المكونات تتضمن الأحماض الدهنية المشبعة والأحماض الدهنية أحادية عدم التشبع وأحماض أوميغا-3 الدهنية وأحماض أوميغا-6 الدهنية وفيتامين (هـ) وفيتامين (ب-12) وحمض الفوليك، ويزيد: "اكتشفنا وجود مجموعات من الأطعمة تؤثر في مستويات هذه الدهون والفيتامينات والتي بالتالي تؤثر في مخاطر الإصابة بالمرض".
من جانبه قال صامويل جاندي، عالم الأعصاب وعلم أحياء الخلايا بكلية طب "ماونت سايناي" في نيويورك، إن الاكتشافات التي توصلت لها الدراسة الأخيرة تتسق مع دراسات أخرى في علم الوبائيات والتي تؤكد أن من يتبعون نظاماً غذائياً مفيداً للقلب تقل لديهم مخاطر الإصابة بالزهايمر، مشيراً إلى أن "كل العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب مثل ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والبدانة ومرض السكري الخارج عن السيطرة هي أيضاً تزيد من مخاطر الإصابة بمرض الخرف الشيخوخي".
ونوّه إلى أنه "لم يتم التوصل بعد لأسباب هذه الصلة بين أمراض القلب والزهايمر، وربما يرجع هذا إلى أن العوامل التي تؤثر في الأوعية الدموية في الجسم هي نفسها التي تؤثر في الأوعية الدموية في المخ. وكان هناك اعتقاد بوجود نوعين من الخرف أحدهما ينتج عن خلل في الأوعية الدموية، وخرف (الزهايمر) الناجم عن خلل عصبي، ونحن الآن نعرف أن معظم من يعانون من الخرف لديهم جزء من نوعين".
وشدّد جاندي على أن تناول طعام مفيد للقلب قد يقلل بالفعل من مخاطر الإصابة بداء الزهايمر، لكن ما هو غير معروف حتى الآن هو الكميات التي ينصح بتناولها من كل نوع من أجل الوصول للنتيجة المطلوبة، "أما بالنسبة للعادات اليومية التي يمكن أن تقلل من مخاطر الإصابة بالمرض فإن الرياضة هي الشيء الوحيد الذي ثبتت فائدته في هذا الشأن من خلال تجارب طبية عشوائية".
وكانت دراسة ثانية نشرت في عدد إبريل من المجلة نفسها أشارت إلى أن المصابين بالزهايمر لديهم وزن الأنسجة غير الدهنية lean body mass أي من العظام والعضلات والأعضاء، لكن ليس من الدهون لهذا فإن نقصان الوزن يحدث بشكل غير متعمد وهو عادة يسبق ضعف الذاكرة.
وقام الباحثون في كلية طب كانساس سيتي بجامعة "كانساس" بتقييم التكوين الجسدي لـ70 شخصاً أعمارهم تبدأ من الـ60 ومصابون بالمرض في مراحله الأولى و70 آخرين غير مصابين بالمرض. كما تم إجراء أشعة رنين مغناطيسي MRI واختبارات عصبية نفسية لجميع الخاضعين للدراسة.
وثبت من هذه الاختبارات أن وزن الأنسجة غير الدهنية أقل عند المصابين بمرض الزهايمر كما يقل لديهم حجم المخ والمادة البيضاء white matter.
ويرى القائمون على تلك الدراسة أن "هذه المعلومات تتسق مع الدراسات الأخرى التي أشارت إلى أن أمراض المخ قد تسهم في نقص وزن الأنسجة غير الدهنية ربما لأنها تحدث خللاً في وظائف الجهاز العصبي المركزي الذي ينظم عملية امتصاص الأطعمة والتمثيل الغذائي".
جدير بالذكر أن الباحثين وضعوا في الاعتبار العوامل الديموغرافية مثل السنّ ومستوى التعليم والعرق والعوامل الوراثية وأيضاً التدخين والوزن وعدة عوامل طبية، كما تجدر الإشارة إلى أن الدراسة نشرت في 12 نيسان (أبريل) في النسخة الإلكترونية من أرشيف طب الأعصاب Archives of Neurology وسوف يتم نشرها في العدد الورقي لشهر حزيران (يونيو).
alarabya.net