نتائج مهمة يتوقع ان تؤدي إلى مخطط متكامل ودقيق للدماغ البشري أرشيفية






التقط باحثون في معهد ألين لعلوم الدماغ، في مدينة سياتل الأميركية، أول صور تفصيلية ثلاثية الأبعاد للأحداث المعقدة في الرحم، التي تؤدي إلى تشكل الدماغ البشري. وبذلك يمكن أن تكون الدراسة بمثابة تقدم مفاجئ وحاسم في فهم العديد من الاضطرابات المعرفية، التي يعتقد بحدوثها قبل الولادة، بدءاً بالتوحد، ووصولاً إلى مرض انفصام الشخصية.

آفاق مستقبلية
يعتقد الباحثون الأميركيون، أنه بمقدور هذه النتائج أن تؤدي يوماً ما لـ«مخطط للدماغ البشري»، اعتماداً على معرفة التسلسل الدقيق للجينات التي يجري تشغيلها وإيقافها بشكل انتقائي، في أجزاء مختلفة من الجهاز الجنيني، خلال المراحل الحرجة من التطور داخل الرحم.
وذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الباحثين في معهد «إلين»، وبتمويل من ملياردير مايكروسوفت بول آلن، حللوا أدمغة أربعة أجنة بشرية، عمرها تراوح بين 15 و21 أسبوعاً، بغية بناء الأطلس الأول للدماغ النامي، على أساس الاختلافات في أنشطة الجينات.
ويعد هذا العمل جزءاً من كيان أوسع بكثير من البحوث التي تهدف لفهم أساسي للدماغ، الذي غالباً ما يوصف بأنه الهيكل الأكثر تعقيداً في الكون. وكان لافتاً في هذا السياق، أنه أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، مضاعفة تمويل حكومة بلاده لمبادرته حول دعم أبحاث الدماغ، وذلك من نحو 100 مليون دولار لتصل حوالي 200 مليون دولار.
وتشمل المناهج الأخرى في مبادرة الرئيس أوباما، إيجاد الرسوم البيانية للشبكة المعقدة لكيفية تواصل 100 مليار خلية عصبية في الدماغ، مع بعضها البعض، عن طريق إرسال إشارات كهربائية.

أدلة قوية
وأكد قائد الفريق البحثي في المعهد، أن معرفة مكان إرسال الجينات في الدماغ، يمكن أن توفر أدلة قوية حول ماهية دورها. وهذا يعطي نظرة شاملة على الجينات المنخرطة في الإجراء، وغيرها من التي جرى إيقافها، وذلك داخل أنواع معينة من الخلايا، في حين أن الدماغ يتطور خلال فترة الحمل.

قهر التحديات
يرى باحثون أن هذه التقنيات الثورية الجديدة لدراسة الدماغ، يحتمل أن تمكننا من معرفة آلية عمل الدماغ، بما يؤدي إلى استنباط أشكال جديدة جذرية للوقاية أو علاج العديد من الاضطرابات النفسية والتطورية، التي تتحدى الطب حتى الوقت الحالي.