العد العكسيإنه ليس مبدّأ عد لانطلاق سباق ماراثون أو سباق سيارات أو أطلاق مركبةفضائية الى الفضاء أو أي نوع من أنواع المسابقات , بل هو نظام إنذار فعال لك أخيالمسلم وأختي المسلمة وهو ليس نظام مبتكر أو مخترع جديد بل هو أصلا موجود فيعالمنا هذا ( الحاضر الغائب ) لكنه منسي ومندثر ولا أحد يفكر به أصلا ( إلا ماندر) أو يهتم به بسبب ملهيات الدنيا ومغريات الحياة ومتاعها والأموال والبنين التينهتم بها ليلا ونهارا , نعم هي زينة الحياة الدنيا كما وصفها الله عز وجل ولكنالباقيات الصالحات هي خير وأبقي , المهم ولكي لا أبتعد عن الموضوع فأن ماقصدته هنابالعد العكسي هو ( العد التنازلي ) , أي العد التنازلي لعمر الإنسان فمثلا,عيدميلادك والعد العكسي لعمرك الكل يحتفل بمرور عام من حياته والسعادة تغمره ولكن الحسبة الصحيحة هي مرور عام على نهاية حياته بالطبع كلنا نعلم أن عمر الإنسانمن بداية ولادته وحتى وفاته قد حدده الله له من قبل ولادته نفترض مثلا إن اللهسبحانه وتعالى قد حدد عمر جنين في بطن أمه انه سيعيش 80 عاما مثلا من بداية ولادتهفيولد الجنين .. ومن اللحظة التي ولد فيها يبدأ العد العكسي على حياته .. فيمر عامعلى ولادته .. أصبح المتبقي 79 من عمره .. ويمر العام الأخر .. أصبح متبقي 78 منعمره .. ويستمر العد العكسي الى أن يلاقي هذا الجنين ربه بعد ما أصبح كهلا بالطبع لا احد مننا يعلم كم حدد الله له منالعمر وكم سيعيش .. فأعلموا إن في كل عيد ميلاد يقترب المرء من لقاء ربه ..فاغتنموا المتبقي من أعماركم لطاعة الله وإرضاءه وتنفيذ أوامره وعدم عصيانه وتجنبكافة أنواع المعاصي والمنكرات والكبائر وترك مانهي عنه وماورد عن لسان نبينا محمدصلي الله عليه وسلم وما جاء في سيرته النبوية الشريفة وأحكامها في تفسير وتوضيحأحكام الشريعة الإسلامية التي جاء بها القران الكريم المنزل,لأنك لا تعلم .. متى آخر عيد ميلاد ستحتفل به .كيفية تشغيل العد العكسي :-سوف نخرج عن المألوف والمتعارف عليه في حساب العد التنازلي لعمر الإنسانحيث وإنه عمر الإنسان من الطبيعي يقاس بالسنين فإذن المنطق للعد العكسي يكونبالسنين أيضا لكن تأكدوا سوف لن يكون له تأثير فعال ومباشر علي موضوع المقالة وهذاليس ما اعنيه هنا في شرح الموضوع , لان السنة العمرية هي طويلة وتقدر ب 365 يومفمن الطبيعي فأن الإنسان وعندما يمر به العمر بهذه الأيام الطويلة بلياليهاونهاراتها هو معرض الى النسيان والسهو والغفلة بسبب ملذات الدنيا وملهياتها لذلكفان السنة قد تنتهي ويفاجئ بأنه قد خسر سنة من عمره دون الانتباه الى ماهية الأعمالالصالحة والحسنات التي قام بها والتي ستنفعه في يوم القيامة وعالم البرزخ الموحشوسيقوم بإعطاء الوعود الجديدة بأنه سيقوم بالسنة الجديدة بتنفيذ ما أمره الله منعمل الطاعات والعبادات التي نساها وتناستها الأيام الخوالي وستأتي نهاية السنة الاخري... وهكذا تعاد الكرة من جديد الى أن يخلص العمر بدون أن يدري هذا إن كتب الله لهبالعمر الطبيعي والعمر القياسي لكل إنسان .. معني ذلك إن للإنسان له فرص معدودة بالأصابعأو بالأرقام البسيطة المعروفة مثلا قد يتذكر 60 – 70 مرة فقط هذا إذا ما حذفناالسنين الأولي من عمره عمر الطفولة وعدم الإدراك واعتقد ان هذه الأرقام قليلة جدا,ويحتاج الإنسان لإيجاد وابتكار نظام عداد خاص أكث فعالية وأكثر تأثيرا يكون له وقعمؤثر يغير من حياة الإنسان ويكسبه مصداقية إيمانه بالله وبوجوده والآخرة والجنةوالنار ويكون علي الدوام ذاكرا لله ومسبح بحمده ويستغفره بشكل مستمر .النظام التنازلي الجديد :-هو يعتمد علي استخدام وحدة عد زمني صغيرة قدر الامكان لكي يكون الانساندائما علي أطلاع وتذكير بأيامه المتبقية من عمره علي قدر من المستطاع وهنا مثلا لوأستخدمنا ( الشهر ) كوحدة للعد التنازلي لعمر الإنسان ولو أفترضنا إن معدل عمر الإنسانالافتراضي الطبيعي الذي قدره الله هو ( 80 سنة) فمعني ذلك إن عدد الأشهر التييعيشها ذلك الإنسان هو ( 960 شهر ) أي إنه لديه 960 فرصة ممكن ان يتذكر فيه مابقيأو ما فاته وهذا الرقم لا باس به لكن نحن نطمح الى المزيد من الفرص والي المزيد منفرص التذكير لكي نضمن تحقق الإيمان ومعرفة وحدانية وإدراك الله حقيقة , لذا سنقوم باستخداموحدة عد أصغر والتي ستكون مناسبة جدا إلا وهي ( الأسبوع ) لذلك فان معدل عدد الأسابيعالافتراضية التي يعيشها الإنسان هو ( 4170 أسبوع ) , أي انه لديه 4170 فرصة ممكنان يتذكر ويتزود بالزاد من جديد لكل مافاته واعتقد هنا سيكون هذا الرقم وبشكل عامهو كافي الى حد ما لكي يتم فيه استيعاب الدرس ولا اعتقد ان هناك انسان مسلم سوف لنيتم قيامه بالاستفادة من تلك الفرص , أي كل 7 أيام يحذف العداد رقم ويبدأ بالتنازلهكذا , تصوروا هذه هي حياتنا القصيرة فقط 4170 وحدة عد من العدادات فكم هي قصيرةتلك الحياة الدنيا التي تعتبر مرحلة أختبار وعبور فقط لا أكثر ولا اقل وان حياةالبرزخ التي سينتقل لها كل انسان هي أطول بكثير من الحياة الدنيا والآخرة طبعا هي الأطولوهي دار الخلود .الغاية من أستخدام العد العكسي :- 1- تمكين الإنسان من أستحداث نظام حياة منتظم ينظم ويرتب كل فعاليات الحياةاليومية التي تحقق له الطمأنينة والعيش الرغيد بسعادة .2- التذكير المستمر والدائم لعظمة الخالق ووحدانيته وأستحقاقية عبادتهباعتباره خالق الكون كله .3- تجسيد لحقيقة قصر مدة العيش في هذه الحياة الدنيوية وحسب قوله تعالى فيسورة التوبة :-((بسم الله الرحمن الرحيم ))(( يا أيها الذين امنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروافي سبيل الله اثاقلتم الى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيافي الآخرة إلا قليل )) صدق الله العظيم .إن نعيم الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة في المقدار كذلك أوما الدنيا في قصر مدتها وفناء لذتها بالنسبة للآخرة في دوام نعيمها إلا كنسبة الماءالذي يعلق بالأصابع إلى باقي البحر .4- التحضير المبكر لملئ صندوق الآخرة ( جنطة الآخرة ) منأعمال صالحة وجمع الحسنات التي هي التي ستنفع العبد في يوم القيامة وتهول عليهوحشة القبر وتخفف عنه عذابه قبل فوات الأوان ومجيء ساعة الموت المفاجئ التي لايعلمها إلا الله والتي تعمد إخفائها عن عبده لكي يكون علي استعداد دائم له وفي أيوقت فلو علم العبد بانه سيعيش مثلا 50 أو 60 سنة فسيلهوا معظم تلك المدة وفي اخرسنة او حتي اخر 6 اشهر سيقوم بالتعبد وذكر الله والاستغفار والتوبة وهذه هي الحكمةمن إخفاء تاريخ الموت لكل انسان لكي يبقي باستمرار علي ذكر الله وشكره علي نعمهوطلب الاستغفار الدائم .5- الاستعداد الحقيقي والدائمي للموت في أي وقت وكانه كلماتمر 7 أيام يجب ان يكون علي قناعة بان ساعته قد حانت , وصدقوني لا تقولوا انهيستحيل علي الانسان ان يعيش هكذا بل علي العكس هذه هي حقيقة خلق الله للانسان لكييعبده ويشكره علي نعمه وليس للانفراد بالعيش الابدي فيها ونسيان الخالق بل عليالعكس سيشعر بحقيقة الاخرة ووجودها وانه وجوده في هذه الدنيا هو تحضيري مبدأيأستعدادي للذهاب الي دار الخلود . إن الدنيا خضرة حلوةوالنفس تميل إليها والجاهل بعاقبتها ينافس في زينتها معتقدا أنها تبقى أو هو يبقى فشهوات الدنيا في القلب كشهواتالأطعمة في المعدة وسوف يجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنتنوالقبح ما يجده للأطعمة اللذيذة إذا انتهت إلى المعدة غايتها وكما أن في الأطعمة كلماكانت ألذ طعماً وأكثر دسماً وحلاوة كان رجيعها أقذر فكذا كل شهوة في النفس ألذ وأقوىفالتأذي بها عند الموت حق .قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قالعن نفسه: (إن عبداً عُرضت عليه الدنيا وزينتهافاختار الآخرة) .أخواني وأخواتي المسلمين لا تهنوا ولا تضعفوا ولاتترددوا وقوموا بتشغيل ذلك العداد العكسي من الان ولا تضيعوا الفرصة وهنيئا لكل منقرأ وسمع وعمل به وأستفاد وجعله الله في ميزان حسناته وكونوا على ثقة بأنكم اذاقمتم بالتشغيل او لم تقوموا ,,,, فانه اصلا يوجد عداد عكسي لكل واحد منا وهو شغالمن يوم الولادة الي يوم الممات سواء رضينا ام ابينا ..... لكن السعيد والمؤمنوالشجاع الحقيقي هو من يقدر علي تجسيد وأظهار عداده بنفسه أمامه.... وهذا ما قصدتهوما عنيته في خضم مقالتي هذه ... ومن الله التوفيق . بقلمي حصريا