في فلسفة الخيال وسوء أثره، على المرأة في أنوثتها، وعلى الرجل في رجولته؛
وأن ذلك تعقيد في الشهوات يقابله تعقيد في الطبع،
وكذب في الحقيقة ينشأ عنه كذب في الخلق،
وأنه صرف للمرأة إلى حياة الأحلام والأماني والطيش والبطر والفراغ، وتعويدها عادات تفسد عاطفتها،
وتضيف إليها التصنع فتضعف قوتها النفسية القائمة على إبداع الجمال من حقيقتها لا من مظهرها،
وتحقيق الفائدة من عملها لا من شكلها.
وكل محاسن المرأة هي خيال متخيل ولا حقيقة لشيء منها في الطبيعة،
وإنما حقيقتها في العين الناظرة إليها فلا تكون امرأة فاتنة إلا للمفتون بها ليس غير.
ولو ردت الطبيعة على من يشبب بامرأة جميلة
فيقول لها:هذه محاسنك وهذه فتنتك وهذا سحرك وهذا وهذا؛
لقالت له الطبيعة: بل هذه كلها شهواتك أنت.
وبهذا يختلف الجمال عند فقد النظر؛
فلا يفتن الأعمى جمال الصورة ولا سحر الشكل ولا فراهة المنظر،
وإنما يفتنه صوت المرأة ومجستها ورائحتها.
فلا حقيقة في المرأة إلا المرأة نفسها؛ ولو أخذت كل أنثى على حقيقتها هذه
لما فسد رجل ولا شقيت امرأة، ولا انتظمت حياة كل زوجين
بأسبابها التي فيها. وذلك هو المثل المضروب في القصة.
الرافعي