18 ,April, 2010
بعد 5 سنوات من انطلاقه "يوتيوب" يتحول إلى "مصيدة" لمشاهير الدين والفن والرياضة والسياسة
الموقع تحول لمصدر أساسي لتغطية أحداث إيران وواشنطن
تحول موقع "يوتيوب" الشهير إلى "مصيدة" تلتقط وترصد كل تحركات الشخصيات الشهيرة، سواء في الدين أو الفن أو الرياضة أو السياسة وغيرها، كما أنه كان ركيزة أساسية في تحويل الكثير من القضايا المجهولة للناس إلى قضايا رأي عام، تهتم بها كل وسائل الإعلام.
ويحتفل الموقع يوم 23 إبريل الجاري بالذكرى الخامسة لانطلاقته على يد ثلاثة شبان هم تشاد هارلي، ستيف تشين، وجواد كريم، وانبثقت فكرة الموقع عندما كان الثلاثة مجتمعين على مائدة عشاء في كانون الثاني (يناير) 2005 في سان فرانسيسكو وأرادوا تبادل بعض لقطات الفيديو، ولأن إرسال الفيديو عبر البريد الإلكتروني لم يكن ممكناً بسبب كبر حجم الفيديو وعدم قدرة البريد الالكتروني على تحميله، فكروا في طريقة ما لنشر وعرض ملفات الفيديو على الإنترنت.
وفي 14 فبراير (شباط) 2005 تم شراء اسم الموقع www.youtube.com وبدأ العمل الجدي من أجل إطلاق أول فيديو، وبأسهل طريقة يمكن تحميلها، وهو ما تم في 23 نيسان (ابريل) من العام نفسه، ويمكن حتى اليوم مشاهدة ذلك الفيديو والذي يبدو فيه جواد كريم وهو امريكي من أصل بنغالي في حديقة سان دييغو للحيوان.
ويأتي ترتيب موقع يوتيوب اليوم في المراكز ما بين 1 و5 في تصنيف المواقع الالكترونية الاكثر إثارة للاهتمام في جميع دول العالم دون منازع، غير أن نجاح الموقع كان مبنياً على أساس واحد أثبت نجاحه حتى الآن وهو السهولة في الطرح، وهو الأساس الذي كانت قد بنت عليه شركة (جوجل) نجاحها حينما أطلقت محركاً عملاقاً للبحث والخدمات يعتمد على صفحة واحدة بيضاء وفي داخلها مستطيل يمكنك بكتابة كلمة واحدة معرفة الملايين من المعلومات والمواضيع والعناوين والصور والفيديوهات حولها.
العالم يتغير
ويُعتبر "يوتيوب" حالياً أحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي، وجاءت انطلاقته في ذروة تغير اهمية الانترنت من مجرد ناقل للاخبار الى صانعها، فبعد ثلاثة اشهر تقريباً من تسونامي ضرب جنوب شرق آسيا ترك آثاراً رهيبة على بشكل خاص شواطئ إندونيسيا لا يبدو أنها ستنسى ابداً. وكان الانترنت هو المصدر الاول للحصول على الفيديو الخاص بما جرى صبيحة 24 كانون الثاني (ديسمبر) حينما تفاجأ الناس في العالم بحصول زلزال في عمق المحيط ووصول موجات عملاقة جعلت تسونامي ظاهرة عالمية بعد ان كانت غائبة عن ذهن جميع أبناء هذا الجيل.
لكن ما كان ينبغي له ان يكون أداة للابداع والمشاركة سرعان ما تحول إلى موقع لنقل المواد المصنفة ضمن حقوق الملكية الفكرية، وبدل أن يقوم الجميع بما فعله أول ناشر في يوتيوب جواد كريم ببث الفيديو الخاص بزيارته إلى حديقة سان دييغو للحيوان، بدأ الكثيرون ببث الفيديو الخاص بقنوات الأخبار او البرامج المفضلة ما أجبر قناة NBC الامريكية الشهيرة على تعيين ثلاثة موظفين في عام 2007 يقومون بزيارة الموقع على مدار الساعة ويحاولون كشف فيديوهات قناتهم المسروقة من قبل المستخدمين، لكن سرعان ما أعلنت الشبكة استسلامها ودخلت في صفقة مع الموقع لكسب المشاهدين.
حملة أوباما وانتخابات إيران
كما أثبت موقع يوتيوب أنه مجال للإبداع ايضاً، خاصة حينما شهدت إيران انتخاباتها قبل عام من الآن، تلك الانتخابات التي شهدت اعمال عنف من الطرف الغاضب على نتائجها التي جاءت لصالح الرئيس الايراني احمدي نجاد، حيث تحول الموقع الى جانب "تويتر" الى مصدر اساسي لتغطية قنوات "سي ان ان" و"فوكس نيوز" و"بي بي سي"، كما كان للموقع دور غير مسبوق في حسم نتائج الانتخابات الامريكية لصالح أول رئيس من أصول إفريقية هو باراك أوباما.
المعارضة الايرانية استعانت بالموقع لعرض الفيديوهات
والأكثر من ذلك تحول موقع يوتيوب إلى أداة توصل رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون بناخبيه حيث يمكنك توجيه أي سؤال له عبر صفحته على الموقع المعنونة (اسأل جولدن براون)، كما قرر البرلمان البريطاني فتح صفحة له على يوتيوب "من أجل زرع السياسة في قلوب الشباب البريطاني العازف عنها وهو ما يشكل خطراً على المستقبل السياسي للبلاد التي قد تصحوا على عدم وجود سياسيين مرموقين قادرين على قيادة البلاد مستقبلاً".
وقبل أن يحذو حذوه الآخرون من الساسة، قام السياسي البريطاني ديفيد كاميرون بفتح صفحة يقوم فيها ببث مقال له حول الاوضاع السياسية في البلاد، وهو ما يتجاوز دور يوتيوب في نقل مؤتمر صحافي، او مشاركة في برنامج تلفزيوني.
هدية بلير إلى ساركوزي
ولم يخلُ تاريخ الموقع من لقطات طريفة، فحينما فاز الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برئاسة فرنسا، قرر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تهنئة الرئيس الفرنسي الجديد بطريقة جديدة، وهي تسجيل رسالة على يوتيوب ونشرها على موقعه بدل إرسال رسالة مكتوبة كما تجري العادة في كل العالم اليوم.
رشدي أباظة وشادية على يوتيوب
وخلاصة القول، يمكن أن تصبح قضية فتاة مراهقة قضية رأي عام بفضل "يوتويب"، ولا يمكن أن تحصل حركة في شارع سياسي معين دون ان تتسرب صوره الى العالم، ليساهم هذا الموقع بجعل العالم أكثر شفافية، وفي هذا الصدد يقول مدون مصري متهكماً "لن يستطيع رشدي اباظة ضرب شادية الآن.. دون ان يضع في حساباته ان شادية قادرة على نشر تجاوزه على يوتيوب.. ويصبح الامر قضية رأي عام".
وفي أكتوبر 2006 قامت شركة جوجل بشراء الموقع مقابل 1.65 مليار دولار، بينما في يناير 2007 وصل تخزين موقع يوتيوب الى مستويات غير مسبوقة مساوياً لتخزين الانترنت كاملاً منذ عام 2000 حتى 2007. وفي مايو 2008 ارتفع معدل تحميل الفيديوهات على الموقع الى 13 ساعة من أفلام الفيديو كل دقيقة، وتوقعت مجلة "فوربس" المالية الشهيرة بأن عائدات الموقع وصلت الى 200 مليون دولار سنوياً.