صلاة الوهم :- مع تكبيرة الإحرام يشرد ذهني .. تائهاً بين ذكريات ماضٍ سحيق .. وواقع تميعت فيها الثوابت .. وبين أمالِ مستقبلٍ خائفٍ من مجاهيله المظلمة .. وما تزال أمواج الخيال تَهمُ بي حتى ترميني على سواحل التسليم .. صلاة ماكانت .. بل وهم صلاة ..
صلاة النفس :- أركز على مخارج الحروف إدغاماً واخفاتاً وإظهاراً .. وَأُكثرُ من مستحباتها وأطيلُ الدعاء .. حتى لا أترك شيئاً إلا طلبته ( سوبر ماركت مجاني) .. اهتم في وقوفي والحركات .. وأمدُ ( الضالين ) .. حتى أضل .. فأجدني قد أتممت صلاة قد ضاع الله فيها بين الحركات والسكنات .. لأني لم اطلب الله فيها بل مشتهيات نفس .
صلاة العقل :- يَحارُ الفكرُ في الآيات والكلمات .. تفسيراً وتأويلاً وتخريجاً وتحميلاً .. قد شغلتني المعاني عن المعنى ..
صلاة مُسَمرةً بأحكام .. شكوك ونجاسات .. لقاء دبلوماسي لابد منه .. كيف انهيه بلا أخطاء .. أو وقفةٌ بلا مشاعر .. على طريق الملك .
صلاة القلب :- أهفو إليه .. انتظر اللقاء .. قبل الأذان استعد .. جالساً خلف باب الحبيب عندما ينادي داعي الله ( حي على الصلاة ) .. فقد جاء إذن الوفود .. أقوم تكبيراً .. لأكون أول الواردين عليه .. يهمس في خاطري ( ما أعجلك عن قومك ياموسى ) .. فيجيب قلبي ( عجلت إليك ربي لترضى ) .. أكبره فيُكبرني بعزةِ طاعته .. في كل ذكر وركعة .. وفي كل تسبيحه وسجدة .. له عليّ نعمة سابغة .. لم يعطها لأمم مضت .. غير مأذون لها .