تبدو للناظر امرأة حديديّة، قويّة، صاحبة شخصية صلبة وقرارات متّزنة ومدروسة، لكنّها في الحقيقة إنسانة رقيقة، تغلّف ضعفها بقوّة "100 رجل" لتتحمّل مسؤوليات جسامًا وتتقن أداء أدوارها في الحياة، كما على الشاشة. هذه هي النجمة المصرية داليا البحيري، ملكة جمال مصر السابقة، العارضة، المذيعة والممثلة، التي أسقطت أقنعة الرجولة عن وجهها لتبرز شخصيّتها الحقيقية كأنثى وأم ونجمة، وذلك لدى حلولها ضيفة أمس على برنامج "الحكم" الذي تقدّمه الإعلامية وفاء الكيلاني عبر محطة MBC.
حياة داليا البحيري المليئة بالشجن والدموع إلى جانب نفحات الأمل والنجاحات الراسخة في أذهان محبّيها، طرحت أمس بشفافية واضحة من خلال الأسئلة والاستفتاءات، فاختلطت الدموع مع ضحكات من القلب المليء بالصّدمات التي عزّزت من قوّته بعد أن فشلت في تحطيمه.
أكّدت البحيري في بداية الحلقة رفضها لأن تكون زوجة ثانية لأنّ الرجل لا يستطيع أن يُحبّ امرأتين، مشيرة إلى أنها لن تنافس أيّ امرأة وتتسبّب بإزعاجها.
البحيري لم تتمكّن من إخفاء دموعها لدى ذكر وفاة ابنتها في شهورها الأولى، ومن ثم رحيل زوجها الثاني بعد انفصالهما بفترة قصيرة، واعترفت بمحاولتها الدائمة لتبقى قويّة ومتماسكة، في الوقت الذي أكّدت فيه أنّها نسيت الأنثى التي في داخلها بسبب كمّ المسؤوليات الملقاة على عاتقها. وأعلنت عن إيمانها القوي بأنّ الله لا يفعل شيئًا إلّا لمصلحة الإنسان، وعدّت وفاة ابنتها خلاصًا لها من العذاب وبالتالي باتت ملاكًا في السماء، كما أنّ الله عوّضها بابنتها الثانية قسمت، فيما تحدّثت عن طليقها الراحل بمحبّة معلنة عن خوفها من بعض الأمور في الحياة.
داليا البحيري قالت، انطلاقًا من تجربتها الخاصة، إنّ الرجل والمرأة من عالمين مختلفين كلّيًا، فلا يتشابهان أبدًا، مشيرة إلى أنّ ما يستفزّها في الرجل هو تسلّطه. أما عن إمكانية العيش من دون رجل، فلم تنفِ البحيري أنّها عاشت فترة طويلة من دون وجوده في حياتها، وكونها رومانسية تحاول أن تعوّض ذلك بالاستماع إلى الأغنيات الجميلة، مؤكّدة أنّ الصّدفة أدّت دورها في زواجها مرّتين برجلين أصغر منها سنًّا، وأنّ الأمر لا يشكّل عقدة بالنسبة إليها، متمنّية إذا تزوّجت للمرة الثالثة أن يكون رجلًا ناضجًا وأكبر منها سنًّا.
داليا البحيري، التي تناولتها الصحافة سلبًا بعدما خلعت ملابس الحداد على طليقها واحتفلت بعيد ميلاد ابنتها، أشارت إلى أنّها لا تهتمّ لرأي أحد لأنّ الحزن في القلب، معلنةً أنّه تُوفي في اليوم الأول لتصوير مسلسلها فأرجأت التصوير، مضيفة أنّها كانت تقوم بمشهدٍ تمثيلي وترتدي الملابس الخاصة به عندما احتفلت بابنتها التي لا تعرف حتى اليوم أنّ والدها مات، وهي حريصة على إبلاغها في الوقت المناسب بعدما استشارت اختصاصية نفسيّة.
عن أعمالها التمثيلية، رأت داليا البحيري أنّها نالت حظّها، لكن لا يزال أمامها الكثير من الأدوار التي تحلم بتقديمها، ورفضت أن تضع نفسها في مقارنة مع منة شلبي ومنى زكي، مؤكدةً أنّها أخذت فرصة لم يأخذها أحد منها خصوصًا في السينما، ورافضة عبارة أنّ السينما هجرتها بل أكّدت أنّها هي التي هجرتها.
وتوقّفت البحيري عند الحرب التي تعرّض لها فيلم "حلاوة روح" للنجمة هيفا وهبي في مصر، مؤكّدة أنّها لم تشاهده، لكن قيل لها إنه ليس فاضحًا. وعلى الرغم من كونها ليست في موقع الناقد، رفضت منع رئيس الوزراء عرض الفيلم، على اعتبار أنّ المشاكل التي تعاني منها مصر أهم بكثير من هذه القضية، وبالتالي فإن ما حصل ليس منطقيًا.
وأكّدت داليا البحيري خلال الحلقة أنّ خلافها مع أنغام أخذ حجمًا أكبر مما يجب، وأنّ الأخيرة شكّلت نوعًا من الإضافة إلى مسلسل "في غمضة عين"، فيما أعادت سبب توقّف مسلسل "خيانة عصرية" إلى إعلان المنتج عدم مقدرته المادّية على استكماله في الوقت الحالي.
"الحكم" كشف بالفعل النقاب عن جوانب مختلفة في شخصية داليا البحيري، التي إن لم تكن غامضة كلّيًا، فإنّها من دون شك مثيرة للاهتمام