متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ، قول عربي مأثور ومشهور يكرره المسلمون بمناسبة وبدون مناسبة، لكنهم لا يقومون بتطبيقه في حياتهم العملية ..
واقرب مثل لذلك ما قامت به جماعة بوكو حرام الإرهابية باختطافها ما يزيد عن 200 طالبة في نيجيريا ، والإعلان عن نيتها بيع الفتيات في سوق النخاسة مقابل دريهمات معدودة تحت حجة واهية وهي تطبيق شرع الله .. في الواقع لم استغرب مثل هذه الأعمال من هذه الجماعة أو من مثيلاتها .. لكن ما يثير الدهشة والاستغراب حقا هو الصمت المطبق من قبل جيش الشيوخ و الكتاب والإعلاميين الذين ما انفكوا عن تضخيم بعض الأحداث الطارئة هنا وهناك .. وتصوير المؤامرات التي تهدف للنيل من الإسلام ، مع أن الله قد تكفل بحفظ دينه .. إذن لا داعي لتجيشهم المتواصل وبث الفتن في كل مكان .. هؤلاء الذين لم ينبسوا ببنت شفه تجاه إجرام بوكو حرام وغيرها ، ورأيناهم انتفضوا ضد مسلسل أو مشهد تمثيلي لمجرم قد يكون ملتحي أو يرتدي الملابس الهندية ، الذي يروجون على أنه زي إسلامي ، والحقيقة ان جواهر لال نهرو اتخذه زي رسمي ، وقد أقنع والده وبقية عائلته بذلك بعد أن انتبذ الملابس الأوربية أثناء نضاله ضد التاج البريطاني وبعد استقلال الهند !
كذلك من السخيف حقا القول بالمؤامرات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين وربطها باعتناق أو خروج احدهم أو إحداهن كما جرى في الأردن قبل أيام .. بعد مقتل إحدى النساء على يد والدها وعمها بدعوى تغيير دينها .. ما الذي يصيب الإسلام إن اعتنقه فلان أو تركه علان ؟!
إن التناقض والانتقائية تتجلى واضحة بعد كل حدث سواء كان ضد مسلمين او غيرهم .. فكما نرمي غيرنا بالعنصرية والانتقائية فإنها متجذرة في نفوس غالبية الشعوب العربية .. تضخيم الذات والبكاء والعويل على أحداث قد تكون عارضة وغير مقصودة واستحضارها دائما والصمت بل نسيان الجرائم التي ترتكب باسم الإسلام والمسلمين لهي المؤامرات الحقيقية ضد المسلمين .. فقد صدق الذي حينما شخص حالنا : " لو خيروا العرب بين دولتين علمانية ودينية صوتوا للدولة الدينية وذهبوا للعيش في الدولة العلمانية "
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .