الحلقة الاولى:
http://www.dorar-aliraq.net/showthread.php?t=304786
السلام عليكم
مرحبا بكم في الحلقة الثالثة من هذه السلسلة سلسلة من المقالات والمواضيع عن حضارة خنازير ابليس.
في هذه السلسلة نسلط الضوء على جانب محوري لهذه الحضارة ويعد ركن من اركانها وهي البعد عن الطبيعة.
حينما خلق الله الانسان...خلقه خلقا لايقبل التبدل والتغير والتطور..بل يقبل الضمور والضعف والتلف.
ان الله خلق الانسان ي احسن تقويم واي طارئ على هذا القيام..فالنتيجة هي الاضرار.. والف مستحيل ان تكون فيها ايجابيات.
وكما قلت دائما ان الانسان مكنه الله بقدرات عديدة...ونأتي لذكرها في الحلقات القادمة..واهمها هي القدرة على الصناعة.
والصناعة هي: استخلاص عناصر من الطبيعة من موارد مختلفه ودمجها ببعض في بصيغة معينه تهدف الى التكيف والاستقرار.
هذه هي الصناعة...وهذه اهدافها فقط وفقط.
اذا تعدت الصناعة هدفها..فهنا يحدث خرقا للتوازن الانساني..وجلب احوال طارئة عليه.
في عصرنا هذا نجد ان الصناعة ليست لاجل التكيف والاستقرار...بل هي وسيلة لكل غاية.
فهو وسيلة الاقتصاد..وهو وسيلة الدفاع..وهو وسيلة الراحة..وهو وسيلة التغذي كالحلويات الصناعية والادوية الكيميائية.
وهنا نجد ان الانسان ماوقع في هذا الخطأ الا من جهل فيه لمبدأ مهم جدا ولعله اهم الامور التي تحل كثير من المعضلات التي تحول بيننا
وبين الوصول الى استقامة السلوك الانساني..وتقييم هذا السلوك...
هذا المبدأ هو: ان لكل هدف وسيلة خاصة له...وليست الوسيلة الواحدة هي الطريق لكل هدف..وهذا الخطأ الذي حدث..جراء العلم الاستقرائي
الجهول.
وفي عصرنا هذا سؤال..لماذا كلمة تطور تجلب ممعنى للذهن مفاده البعد عن الطبيعة بالصناعة..ولماذا هذا البعد مهما بلغت اضراره ناخذه
وكاننا مرغمين عليه..وفي نفس الوقت هو من صنع ايدينا؟
الانسان يتعلم الكتابة بالورق والقلم...ولكن هذه الحضارة تكره هذه المنظر..فتجعله يتعلم الكتابة بالاجهزة الالكترونية.
الانسان يسخن اكله بالنار...فتكره هذه الحضارة ارتباطه بالطبيعة ووالتي منها النار فتجعله يسخن اكله المايكرويف.
الانسان يخيط الثياب بيديه...فتكره هذه الحضارة ارتباطه بالصوف المأخوذ من الخروف..فتجعله يخيط بالآلة فيشعر وكان هذا القميص اتى
من الآلة وليس من صوف الخروف.
الانسان يذهب الى الناس للتواصل معهم..ولكن حضارة الخنازير تكره هذا التواصل فتوجد بدائل عنه حتى يقل هذا التواصل..كالانترنت والجوال
وغيرها.
الانسان يبحث عن العلاج في الاعشاب والرقية الشرعية والاطعمة ذات الخصوصية العلاجية...ولكن تكره هذه الحضارة هذا الارتباط بالطبيعة
فاتته بالكيمياء..فكل علاج دوائي يكون عبر الالعمليات الكيميائية...والتي دائما ما تأتي بالاعراض الجانبية.
الانسان في طفولته..يحتاج الى حليب الام..فكرهت هذه الحضارة هذا التواصل..فأتته بحليب البودرة..والسيريلاك بدلا من الطعام الطبيعي.
كان الانسان يستعمل السدر والاعشاب لغسل شعره وتطييب بدنه..واما الان بالصناعات الكيميائية..فأتته بالشمبو والصابون.
كان الانسان يستخرج الالوان من بعض احيوانات والاعشاب للرسم على الورق..فكرهت هذذه الحضارة ارتباطه بالطبيعة فاتته بالكاميرا لتصوير
مايريد على ورق..ثم كرهت ارتباطه بالورق..فجعلت الصور رفمية تشاهد على الاجهزة الالكترونية.
وكذالك شرب الحليب..فقد كان يذهب الانسان الى البقرة ويحلبها بنفسه ويسخن هذا الحليب ليصفو..ثم يشربه في قدح طيني,..واما الان فالذي يحلب البقر الآت قم يبستر الحليب..ومنها مايعامل معاملة فيزيائية للتخلص من الدهون ليكون قليل الدسم..ثم يفرغ في عبوات بلاستيكية ويباع تحت تبريد الثلاجة ويشرب في اناء زجاجي.
قد قلت ان الانسان كان يخيط ثيابه بيده..واما الآن فقد اتت الآلة اللعينة لتخيطها...
واود هنا ان ارسم لك يا ايها القارئ دفئا قد حرمت منها في منظر اود ان تتخيله...لو انك تسترجع ايام الصغر وانت في سن الرابعة اوالخامسة..
وترى امك وهي تخيط بمغزلين محاطين بخيوط الصوف لك قميصا بنيا غامقا..وفي كل ساعة تأتي لترى هل اكتمل هذا القميص ام لا..واليوم يلي اليوم وانت تراقب امك وي تحيك هذا القميص...وبعد مدة اكتمل هذا القميص..قلي ماهي قيمة هذا القميص لديك..واذا كبرت ماذا ستشعر
في كل مرة حين تنظر اليه..لما تحرم نفسك هذه المشاعر لاجل كلمة سافلة اسمها حضارة.
في هذه الحضارة..كره وحقد شديد خفي ومبطن..لكل ماهو طبيعي.وعشق لكل ماهو قبيح وصناعي ومزيف.
اعلم يقينا..انك لست في وضع افضل من السابقين الذين تعيرهم بتخلفهم...ان كنت تعيرهم بإيمانهم بالخرافات فانت قد آمنت بخرافات اغبى من
تلك التي آمنوا بها..الحلقة القادمة هي حلقة الخرافات..فتابعوني...ايها الانسان قد كنت انسانا فارجع كما كنت.