العلم الخاصّ والإخبار بالمُغَيّبات• روى الشيخ المفيد بسنده أنّ الإمام أبا عبدالله الصادق عليه السّلام قال:لمّا وَليَ عبدُالملك بن مروان فاستقامت له الأشياء، كتب إلى الحجّاج كتاباً وخَطّه بيده، كتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، مِن عبدالملك بن مروان إلى الحجّاج بن يوسف. أمّا بعد، فجنّبْني دماءَ بني عبدالمطّلب؛ فإنّي رأيتُ آل أبي سفيان لمّا ولغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلاّ قليلاً، والسلام.وكتب الكتابَ سِرّاً لم يُعلِم به أحداً، وبعث به مع البريد.. وورد خبر ذلك من ساعته على عليّ بن الحسين عليهما السلام وأُخبِر أنّ عبدالملك قد زِيدَ في مُلكهِ بُرهةً مِن دهره؛ لكفّه عن بني هاشم، وأُمِر أن يكتب إلى عبدالملك ويُخبرَه بأنّ رسول الله أتاه في منامه فأخبره بذلك، فكتب عليّ بن الحسين عليهما السّلام بذلك إلى عبدالملك بن مروان. ( الاختصاص للشيخ المفيد 314 ـ 315. الخرائج والجرائح لقطب الدين الراوندي 256:1 / ح 2 ـ وفيه: رُويَ أنّ الحجّاج بن يوسف كتب إلى عبدالملك بن مروان: إنْ أردتَ أن تَثْبت في مُلْكك، فاقتلْ عليَّ بن الحسين. فكتب عبدالملك إليه: أمّا بعد، فجنّبْني دماءَ بني هاشم واحقنْها؛ فإني رأيتُ آلَ أبي سفيان لمّا أُوِلعوا فيها لم يلبثوا أن أزال اللهُ المُلْكَ عنهم. وبعثَ بالكتاب سرّاً إلى الحجّاج.فكتب عليّ بن الحسين عليهما السّلام إلى عبدالملك في الساعة التي أنفذ فيها الكتاب: علمتُ ما كتبتَ في حقن دماء بني هاشم، وقد شكر اللهُ لك ذلك وثبّت ملكك وزاد في عمرك. وبعث به مع غلامٍ له بتاريخ تلك الساعة التي أنفذ عبدالملك فيها كتابه إلى الحجّاج، فلمّا قدم الغلام وسلّم إليه الكتاب.. نظر عبدالملك في تاريخ الكتاب فوجَدَه موافقاً لتاريخ كتابه، فلم يشكَّ في صدق زين العابدين عليه السّلام، ففرح بذلك وبعث إليه بوقر دنانير وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجهِ وحوائج أهل بيته ومَواليه..وروى هذا الخبر بصِيغٍ قريبة: ابنُ الصبَّاغ المالكيّ في الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة 185 ـ طبعة الغري، وابن حمزة في الثاقب في المناقب 361 / ح 300، والحضيني في الهداية الكبرى 47، والصفّار القمّي في بصائر الدرجات 396/ح4، والإربلي في كشف الغمّة 112:2، والحرّ العامليّ في إثبات الهداة 15:3 ـ 16/ح27 ـ عن الخرائج والجرائح، وعن الفصول المهمّة في معرفة الأئمّة لابن الصبّاغ المالكيّ ).