الخدمات النيابية: وعود مسؤولي الكهرباء كاذبة.. والازمة ستستمر
المدى برس
اكدت لجنة الخدمات والاعمار في مجلس النواب، اليوم السبت، ان ازمة الطاقة في البلاد لن تحل “في ظل وجود نفس الاشخاص القائمين على الطاقة”، حتى لو صرفت مليارات الدولارات الاضافية، فيمااشارت الى ان “الفساد والبيروقراطية” وعمولات المشاريع والصفقات الوهمية في المؤسسات الحكومية هي أبرز اسباب تكرر المشكلة.
وقالت عضو لجنة الخدمات والإعمار النيابية فيان دخيل في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن “الفساد الإداري والمالي والبيروقراطية في الدولة والعمولات والصفقات الوهمية أسباب تمنع من تحسن الطاقة الكهربائية في العراق”، مشيرة إلى أن “البلد انفق مليارات الدولارات منذ العام 2003 ولغاية ألان على مشاريع الكهرباء، الا ان المواطن لم ير تحسنا ملحوظا في هذا المجال”.
وأضافت دخيل ان “مشكلة نقص الطاقة الكهربائية لن تنتهي في ظل وجود نفس الأشخاص القائمين على الطاقة والكهرباء ولن يتغير شيء بوجود هذه المجموعة وسيبقى الحال على ما هو عليه”.
وتابعت عضو لجنة الخدمات والاعمار “لم أكن واثقة من التصريحات التي اطلقتها الحكومة قبل عام بخصوص تحسن انتاج الطاقة الكهربائية والوعود التي قالت ان الكهرباء ستستمر 24 ساعة خلال اليوم الواحد، إلا أنها كانت وعودا كاذبة ولا صحة لها”.
واوضحت دخيل ان “مشكلة الكهرباء لا يمكن معالجتها بالحلول الترقيعية التي تقوم بها الحكومة لان الأمر بحاجة الى جهد كبير من اجل القضاء على هذه المشكلة التي تبرز خلال كل صيف بسبب حاجة المواطن للتيار الكهربائي بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.
ولفتت دخيل إلى أن “الحلول لمشكلة نقص الطاقة الكهربائية ليست سهلة، ويجب ان تقوم الحكومة بالاستفادة من تجربة إقليم كردستان الذي يوفر التيار الكهربائي للمواطنين 22 الى 24 ساعة يوميا”، مبينة ان “الحكومة العراقية يجب ان تلجأ الى القطاع الخاص او المختلط لإيجاد معالجات جذرية لمشكلة الكهرباء التي تؤرق المواطن العراقي”.
من جهته قال عضو مجلس محافظة بغداد السابق صبار الساعدي في حديث الى “المدى”، ان “وزارة الكهرباء يجب ان تتحمل مسؤوليتها في توفير الطاقة الكهربائية للمواطن العراقي وعلى وزارة الكهرباء ان لا ترمي الكرة بملعب المواطن وتقول انه يستهلك كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف”، مبينا ان “الحكومة العراقية أنفقت مليارات الدولارات على مشاريع الكهرباء، وليس لها ما تتحجج به”.
وأضاف الساعدي ان “وزارة الكهرباء ابلغتنا في العام الماضي بأن الطاقة الكهربائية ستكون جاهزة بنسبة 100% خلال هذا العام 2014 وسيكون تجهيز المواطن 24 ساعة، الا ان الواقع لا يشير الى اي تحسن يذكر في مجال إنتاج الطاقة كما نشاهد اليوم من انقطاع مستمر للطاقة الكهربائية”، مستغربا من “النقص الواضح في انتاج الطاقة الكهربائية التي شحت بصورة كبيرة بعد يوم الانتخابات، علما ان التيار الكهربائي كان جيدا لغاية يوم الانتخابات”.
وأشار الساعدي الى ان “تردي تجهيز الطاقة الكهربائية الوطنية اثر سلبا على المولدات الأهلية، ما دعا أصحاب تلك المولدات الى استغلال الوضع العام ومطالبة المستخدمين بأجور الأشهر السابقة التي شهدت تحسنا في التجهيز الحكومي للكهرباء”، مؤكدا ان “محافظة بغداد لازالت تجهز أصحاب المولدات الأهلية بمادة الكاز وبأسعار حكومية مدعومة، الا انهم لا يطبقون القانون ويستقطعون مبالغ كبيرة من المواطنين ولا يلتزمون بالتسعيرة الحكومية لسعر الأمبير”.
ولفت الساعدي الى ان “المواطن العراقي البسيط هو من يتحمل الاخفاق الحكومي وعدم امتثال اصحاب المولدات الاهلية بالقوانين”، مطالبا بـ “فرض عقوبات شديدة على أصحاب المولدات الاهلية ممن يخالفون القانون”.
من جانبه قال عضو لجنة النفط والطاقة النيابية خليل زيدان في حديث الى “المدى”، ان “مسالة انقطاع التيار الكهربائي خلال ايام الصيف وارتفاع درجات الحرارة طبيعة جدا بسبب زيادة استهلاك المواطن للتيار الكهربائي”، مبينا انه “كلما ارتفعت درجات الحرارة زاد الاستهلاك، ويتبين القصور في التوليد والطاقة، وهي مسألة ثابتة في كل سنة”.
وأضاف ان “مشكلة شح الوقود تبرز كل عام بسبب عدم التنسيق بين الوزارات ذات العلاقة، وهي مشكلة يسهل حلها”.
واشار زيدان الى ان “الحلول الحقيقية لمشكلة الطاقة الكهربائية تكمن في بناء وتأهيل المحطات التوليدية الكبرى”، متوقعا “استكمال وزارة الكهرباء تلك المحطات خلال سنتين او ثلاثة سنوات”.
وحاولت “المدى” الاستيضاح من وزارة الكهرباء عن سبب زيادة ساعات الانقطاع في التيار الكهربائي الا ان المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس لم يرد على اتصالاتنا المتكررة به.
وعادت ازمة الكهرباء الى البلاد مجددا وخصوصا في العاصمة بغداد مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف، فيما تبخرت وعود القائمين على وزارة الكهرباء بتوفير الطاقة على طول الوقت مع اول موجة حر تعرضت لها البلاد.
المصدر