واجهة الدماغ والحاسوب تعبر عن نظام تواصل مباشر بين الدماغ وجهاز الحاسب الآلي، هذه القناة تمنح إمكانية نقل المعلومات من وإلى الدماغ على شكل إشارات كهربائية*، حيث يتم قراءة النشاطات الكهربائية من الدماغ باستخدام أقطاب كهربائية تُوضع على سطح الجمجمة (قراءة خارجية) أو سطح الدماغ مباشرة (قراءة داخلية)، وهذا النوع من الإتصال (دماغ-حاسوب) يسمح للمستخدم أن يرسل أوامر للحاسوب عن طريق التفكير، كما أنه يمكن إرسال المعلومات إلى الدماغ (حاسوب-دماغ) عن طريق تحفيز الدماغ بإرسال إشارات كهربائية ضعيفة.
إنطلقت البحوث في هذا المجال في سبعينيات القرن الماضي في جامعة كاليفورنيا-لوس انجليس في إطار منحة من مؤسسة العلوم الوطنية، وكان مجال البحث هو التركيز في المقام الأول على الأطراف الاصطناعية العصبية في التطبيقات التي تهدف إلى استعادة تلف السمع أوالبصر أوالحركة، وفي آخر عشر سنوات لقى هذا المجال اهتمام الكثير من الباحثين من مختلف المجالات، والسبب الرئيسي يعود إلى تطور الأدوات التقنية والخوارزميات الرياضية لمعالجة إشارات الدماغ بشكل أفضل.
أصبح هذا المجال خصبًا لإستقطاب الباحثين في الكثير من المجالات على رأسها المجالات الطبية والهندسية، بالرغم من إنطلاق هذا المجال في سبعينيات القرن الماضي إلا أن الطريق مازال طويلا لتطوير نظام يستطيع التفاعل مع الدماغ بشكل عملي. وهناك تطبيقات كثيرة لهذا المجال، إبتداءًا من التطبيقات الطبية لمساعدة المعاقين على التحكم بالأطراف الصناعية وإمكانية تركيب عين صناعية (تقوم بمعالجة الصور وإرسالها للدماغ) إلى الإستخدامات العملية والترفيهية مثل كتابة رسائل نصية عن طريق التفكير.
هذه المادة تعتبر مقدمة لواجهة الدماغ والحاسوب لكي تعطي الطالب فكرة عامة عن كيفية عملها والصعوبات التي نحتاج إلى تجاوزها للحصول على واجهة اتصال تستطيع التخاطب مع الدماغ بشكل أكثر مثالية، حيث سيتم تغطية الأجزاء الرئيسية التي تقوم عليها واجهة الدماغ والحاسوب، وسيتم عرض آخر ماتوصلت له الأبحاث والدراسات المتعلقة بها.
* بحوث كثيرة تقوم على قياس مختلف الإشارات مثل الكهربائية أو المغناطيسية أو الحيوية ولكن تعتبر الإشارات الكهربائية هي الأكثر إستخداما لسهولة وإنخفاض تكلفة استخدامها مع جودة عالية في التواصل مقارنة بالإشارات الأخرى
رواق