المدى برس/ ذي قار
اعلنت منظمة طبيعة العراق المهتمة بشؤون الأهوار ،اليوم الجمعة، اطلاق العمل بتجربة بناء دور "صديقة للبيئة" في أهوار الناصرية ، وفيما بينت انها استوردت ماكنة أمريكية حديثة لصنع "كتل البلوك" الطيني المضغوط لإنتاج مواد بناء "تعتمد على خلطة من مادتي الطين والإسمنت تتناسب مع بيئة الأهوار" ، لفتت الى المباشرة ببناء نموذج لتعميمه للسكان المحليين والقطاع العام .
وقال الخبير في منظمة طبيعة العراق جاسم الأسدي في حديث الى (المدى برس) ان "المنظمة وضمن الإعداد لمشروع اعمال البناء المستدامة الذي يقدم حلولا بديلة عن البناء الكونكريتي والطابوق المفخور في مناطق أهوار الناصرية ، استوردت ماكنة أمريكية لصنع كتل البلوك الطيني المضغوط لغرض انتاج مواد بناء تتلائم مع بيئة الاهوار والأراضي الرطبة من الناحية البيئية والأنشائية ومعايير أستهلاك الطاقة".
واضاف الاسدي أن "الماكنة ستكون متاحة للسكان المحليين والقطاع العام في أستخدامها لأنتاج كتل طينية وبمواصفات عالمية في أبنية ذات تصاميم جمالية ومريحة وملائمة للظروف الجوية المتطرفة في جنوب العراق".
واشار الخبير في منظمة طبيعة العراق الى أن "المنظمة باشرت ببناء نموذج في مناطق أهوار الناصرية استخدمت فيه مادة البلوك الطيني المخلوط بالاسمنت بنسب معينه"، مبينا ان "مادة الطين المتوافرة والرخيصة تستطيع أن تقدم أنتاجاً مباشراً وسريعاً يستند لمعايير وخصائص هذا النمط من البناء الصديق للبيئة" .
وبين الاسدي ان "منظمة طبيعة العراق سبق لها أن نفذت بيتا طينيا (أدوبي هوس)عام ٢٠٠٩ وبواسطة الطابوق غير المفخور والمنتج يدويا وبأستخدام تكنولوجيا محلية صنعت في الشيخ عمر في بغداد، وكان مشروعا ناجحا جداً".
وتقدر المساحات المغمورة بالمياه في مناطق اهوار الناصرية (350 كم جنوب بغداد) بنحو 60% من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية البالغة مليون و 48 الف دونم والتي تعرضت لحملة تجفيف مطلع تسعينيات القرن الماضي .
وعقدت منظمة طبيعة العراق في الـ(29 حزيران 2013)،وبمشاركة عدد من المنظمات المحلية وناشطين دوليين من إيطاليا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا، وعلى قاعة نقابة المهندسين العراقيين في الناصرية مؤتمرا لإنقاذ نهر دجلة والأهوار العراقية تحت شعار (المياه لا تعرف الحدود)، وتضمن المؤتمر تقديم دراسات وبحوث وعرض عدد من الأفلام عن التنوع الأحيائي في الأهوار العراقية ومعرض فوتوغرافي يبين التنوع الأحيائي ويعكس طبيعة الحياة عقب عودة المياه الى الأهوار 2003 والمصاعب التي واجهتها مهمة انعاش الأهوار".
وكانت محافظة ذي قار شهدت في (الأول من نيسان 2013)، انطلاق فعاليات "مهرجان الجبايش الأول" لدعم المحمية الطبيعية في منطقة الأهوار الوسطى بمشاركة عدة وفود أجنبية في المهرجان الذي أقامته منظمة طبيعة العراق بالتعاون مع وزارتي البيئة والموارد المائية، في حين أكد خبير في المنظمة ان المهرجان يهدف "لتسليط الضوء على واقع الاهوار والضغط على أصحاب القرار" في مجلس الوزراء للإسراع بإقرار مشروع المحمية الطبيعية في الاهوار الوسطى الذي وافقت وزارة الموارد المائية على تنفيذه في تلك المنطقة.