7 معايير لاختيار مواد بناء المدن المستدامة
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
تستخدم الآلاف من المواد والعناصر الكيميائية في تشييد المباني والمناظر الطبيعية. ولكل منها دورة حياة مختلف
وذات جذور فريدة من نوعها وتركيبة كيميائية وخيارات إعادة استخدام أو طمر مختلفة.
إن المادة المثالية هي تلك القادمة من مصدر محلي وتتم معالجتها محليا وتكون خالية من الانبعاثات والعناصر السامة
بصورة تسمح بإعادة استخدامها أو القابلة للتحلل.
إن استعمال مواد مستدامة مثل الخيزران في البناء تمثل ميزة كبيرة للمبنى لكن مثلاً لو تم شحن الخيزران من آسيا
فإنها لن تحقق نتيجة جيدة في قياس الطاقة الكامنة نظرا لعملية الشحن.
إن سقف معدني عالي الجودة يدوم لمدة 40 سنة قد يكون خياراً أفضل من استعمال سقف مصنوع من خشب الأرز يعمر لمدة 10 سنوات
وبالرغم من أنه يزرع محلياً في البلدان المعنية ومن مصادر متجددة.
ولحسن الحظ، فإن سوق مواد بناء الأخضر تشهد توسعاً سريعاً. ولسوء الحظ من جهة أخرى فإن (الادعاءات الخضراء) تقضي على المزايا البيئة للمواد
وهي شائعة، بالتالي من المهم على فريق التطوير أن يتأكد من تلك المواد والمنتجات بحذر
وبالتالي يجب التفكير في المعايير التالية:
1- من الضروري اختيار المواد التي تنتج القليل من انبعاث الغاز أثناء أو بعد التثبيت.
2- يجب العمل على الحد من المواد الدخيلة والتشطيبات الزائدة، فليس هناك حاجة لتلبيس الأسطح الداخلية والخارجية بصورة دورية
وهذا ما سيحد من استعمال المواد الكيميائية خلال فترة حياة المبنى.
3- ضرورة استخدام المنتجات مع مكونات معاد تدويرها من منتج آخر والحرص على اعادة تدوير مخلفات البناء شريطة أن تكون تلك المواد قابلة للتدوير.
4- من الأفضل استعمال مواد مستصلحة من عمليات الهدم. ويمكن للمقاول تنفيذ التفكيك الانتقائي للمبنى لحفظ أو إعادة تدوير المكونات الرئيسية للهيكل.
5- يجب مراعاة مقدار الطاقة المطلوبة في مرحلة تصنيع وشحن مواد البناء بحيث تكون الأولوية بهذا الخصوص للمواد القادمة من مصادر محلية.
(من الصعب تصور استخدام مواد جرى تصنيعها ونقلها باستخدام مواصلات تساهم في زيادة الانبعاثات).
6- ضرورة تحديد ما إذا كان استخلاص أو حصد بعض المواد يدمر أو يضر بالمواد الأصلية.
7- لا بد من إجراء تقييمات للبحث في دورة حياة المنتجات. فهذا النوع من التقييم يقيس الآثار البيئية المتعددة
الناجمة من عملية الاستخلاص والحصار والتصنيع واستخدام المواد.
التفكير في الخيارات
إن المواد الإنشائية أو الهيكلية عناصر مهمة جداً في التصميم المستدام وذلك بالنظر إلى الكميات الكبيرة من المواد التي تستعمل.
وبالنسبة للخشب والصلب فمن الضروري النظر في المفاضلات التي تتضمن عناصر التجديد والطاقة وقوة التحمل واعادة التدوير.
الخيار النموذجي للبنائيين يقوم على تشييد هيكل يجمع بين الخشب والفولاذ. فلكلاهما مزايا
لكن الاختيار يجب أن يكون قائما على عناصر اقليمية خاصة بالتصنيع والحصاد.
فالخشب مادة متجددة ويتوافر محليا في كثير من الأحيان ويمكن حصاده بصورة مستدامة.
أما الصلب فيحتاج لطاقة أكبر لتصنيعه لأنه موصل جيد للحرارة، فاستعماله في الجدران الخارجية يزيد من الحاجة لاستعمال مزيد من العزل.
لكن من ناحية أخرى فالصلب عنصر متين للغاية ولا يتقلص ولا تتغير مستوى رطوبته كما أنه قادر على التحمل بصورة كبيرة وهو قابل لاعادة التدوير.
الكثير من الفولاذ المطروح في السوق حالياً يحتوي مكونات معاد تدويرها.
تصبح تكاليف الأنظمة الهيكلية من الفولاذ تنافسية أكثر مع الخشب، وبالتالي يجب على المطورين وفرق التصميم أن يفكروا في عدد من العوامل مثل :
(المناخ المحلي، المصادر المحتملة، ممارسات البناء) والتفكير كذلك في النظم المصنوعة والجاهزة.
من جانب آخر دار نقاش كبير ومستفيض حول مادة البولي فينيل كلورايد وهي مادة بترولية الأساس تستخدم عادة في الكسوة الخارجية والأرضيات والنوافذ
وفي صناعة مواد البناء الأخرى. بحسب تقييم دورة الحياة فإن أداءها لا يقل عن أداء غيرها من المواد لكن مكوناتها خاملة
وتسبب المواد السامة المستخدمة في تصنيع هذه المادة في استمرار الجدل حولها.
هناك خيارات أقل تأثيرا لطبقة الأرضيات. كما نجد بعض هذه المركبات في العديد من المبيدات ومنتجات التنظيف.
من المهم تنفيذ برامج تعليمية حول منتجات التنظيف الخضراء وإدارة الحشرات بالنسبة لموظفي صيانة المبنى والقاطنين مهم لتحقيق الاستدامة طويلة الأمد لبيئة داخلية صحية.
وتكمن كمية كبيرة من الطاقة في الرغوة والبلاستيك والأقمشة والمواد الاصطناعية في السجاد.
والمواد اللاصقة التي تلصق تلك الطبقات ببعضها تحتوي في الغالب على مركبات يمكن أن تبعث غازات في البيئة
وتهدد مستوى الراحة على المدى القصير والصحة على المدى الطويل بالنسبة للقاطنين.
من ناحية إيجابية، يقوم مصنعو السجاد بتطوير لاصق قليل الانبعاث.
تعتبر الأرضيات الخشبية الصلبة دائما خيارا جيدا لضمان جودة الهواء في الأماكن المغلقة.
يمكن للتشطيبات ومانعات التسرب أن تكون مسألة مهمة، ولكن هناك الآن عددا من المنتجات ت
تميز بمستويات منخفضة من المركبات العضوية المتطايرة وتلك المنتجات المصنوعة من عناصر مائية.
خيارات الأرضيات الطبيعية تشمل تلك المصنوعة من الفلين والمشمعات وهي تتميز بمكونات عالية
من زيت الكتان المتجدد وبعث مستويات منخفضة من المركبات الطيارة.
يمكن استعمال الخرسانة المسلحة المجردة من العناصر الإضافية في إقامة الجدران والسقوف والأرضيات في المباني المستدامة
حيث يتم استعمال الخرسانة في الهيكل. كذلك من المهم أن يتم اختيار مواد لاصقة تتميز بقوة التحمل وذات انبعاثات منخفضة.
الخرسانة هو خيار أقل إثارة للجدل، ولكن لا يزال يتطلب دراسة متأنية. فالخرسانة مادة شديدة التحمل ويمكن طحنها وإعادة استعمالها في موقع العمل
وفي أغراض أخرى. لكنها تتميز بكتلة حرارية كبيرة، وتمتص الحرارة وتحتفظ بها طوال اليوم وتملك قدرة للتبريد في الليل.
الأسمنت الشائع هو منتج مستهلك كبير للطاقة. لكن الرماد المتطاير من محطات التوليد التي تعمل بالفحم والخبث الناجم عن مصانع الأسمنت
(كلاهما مخلفات منتج) يتم استعمالهما مكان نسبة معينة من الأسمنت.
النتيجة أسمنت يتميز بالضغط العالي وتوفير التكاليف. يمكن لمصانع الأسمنت التي تستعمل إمدادات محلية مزج المادة بحسب مواصفات مهندس الهيكل.
استراتيجيات عريضة للنظام
يكمن مستقبل التصميم المستدام في الأنظمة في الإنتاج المحلي والعالمي وتوزيع المواد وعلى مستوى المبنى الفردي
فإن التصميم الأخضر يدمج بين النظم الخاصة بالتدفئة والتبريد والتهوية وإقامة الجدران ومغلف المبنى.
وفي السوق الحالي فإن البناية السكنية عالية الأداء لديها أغلفة معزولة ومفصلة جيدا ونوافذ معزولة وتتميز بكفاءة الإضاءة والأجهزة الكهربائية
والتركيبات منخفضة التدفق المائي. من شأن المبنى الذي يتميز بأداء عال من الناحية البيئية أن يوفر احتياجات الطاقة فيه
عن طريق الألواح الفولتوضوئية لتوليد الكهرباء والألواح الشمسية لتسخين المياه والتي توضع في أعلى المبنى.
بعد عشر سنوات من الآن، يجب أن يكون لكل مبنى جديد غلاف فعال واتجاه أمثل. بالنظر للمستقبل
وبعد 25 سنة من الآن، من المحتمل أن يصبح تركيب نظم طاقة متجددة أساسي. في كل مشروع جديد
بغض النظر عن ميزانيته، يمكن أن يحقق هدف تقليص تأثيراته على النظام البيئي في المنطقة.
ضمان الجودة
يتم تحقيق جودة عالية في الهواء في الأماكن المغلقة بعدد من الطرق، بدءا من شكل وطبيعة المحيط نفسه وعلاقته مع المساحات الخارجية المفتوحة.
ضوء النهار والتهوية الطبيعية والمكونات الرئيسية للتصميم الأخضر تسير جنباً لجنب مع عناصر التصميم العام.
ليس هذا التماشي من قبيل الصدفة، فهذه العناصر تمثل الفوائد الصحية للمستخدم فضلا عن التوفير في استهلاك الطاقة بالنسبة للمالك.
إن الأنظمة الميكانيكية المصممة بصورة جيدة وأنظمة التهوية الطبيعية تزيد من إنتاج الهواء النقي في البيئة الداخلية
وبالتالي تستبعد وتحد من الانبعاثات الغير صحية والتي يمكن أن تعلق في تلك المكونات.
إن ترشيح الهواء الدوار أمر بالغ الأهمية لإزالة الجسيمات، وتنفيذ جدول صيانة منتظمة سيساعد الفلاتر من التعرض للانسداد.
لكن خيارات المواد، ولا سيما تلك التي تملك سطوح مكشوفة داخل المبنى هي مهمة جدا.
بعض مكونات المواد التي تعتبر حاليا العناصر السلبية في البيئة تشمل المواد السامة المتراكمة بيولوجيا والملوثات العضوية الثابتة
والمركبات العضوية المتطايرة والمركبات العضوية شبه المتطايرة؛ والمعادن الثقيلة (الزئبق والرصاص والكادميوم).
في حين أن هذه المواد تشكل خطرا على البشر والحيوانات، فهي خطيرة على نحو خاص عندما تحصر في بيئات داخلية على شكل غازات أو جسيمات.
على الرغم من أن الصناعات تهتم بالتصاميم النهائية للديكور الداخلي والمفروشات من خلال تقديم بدائل ملائمة أكثر للبيئة بصورة مستمرة
إلا أن عدداً من هذه المركبات وجد في السجاد العادي والموكيت ومنتجات الخشب الصناعي، والدهانات، والصبغات ومانعات التسرب