السلام عليكم
هذا الزمن الذي تعيشونه...لم يمر في تاريخ البشرية مثله.
ملات على البشرية عصور غريبة وعجيبة جدا...ولكن تلك الغرائب والعجائب كانت تطرأ على البشر وتبقى البشر تسميها غرائب.
ولكن هذا الزمن...ان الغريب الذي في والذي ماعهدته البشرية...هو ان البشر لا يتعجبون من العجائب والغرائب..وبتقبلونها,
وكأنها شيئ عادي..مهما بلغت هذه الغرابة.
هذه مقدمة للموضوع الذي اشرع في كتابته...والذي يتحدث عن العقل العراقي.
مشكلة الانسان الشرقي بشكل عام..والعراقي بشكل خاص: انه فوضوي السلوك...لانه لايميل للتحليل والتصنيف والتقسيم.
وقد عرق ذالك اعداءه اليهود..اذ ان احد كتاب الصهاينه يقول: اننا قد عرفنا نقطة ضعف العرب..وهي: الصبر في العملية الذهنية.
اذ ان اليهود تعمدوا كثرة النقاشات والمفاوضات والاحتجاجات العلمية على العرب...فشعر العرب بالملل وهذا من اكبر الاسباب التي جعلت العرب يتهاونون في مصيبة القدس.
واشد العرب الذين يعانون من هذه الخصلة هو العراقي...لان العراقي يحب الحلول الفورية..والآنية..ولا يفكر بعقلية استراتيجية..تنظر للبعيد.
وهذا يتلمسه كل عراقي...وحتى على الصعيد الفردي..نستشعر ذالك.
فلو طلبت من العراقيين ان يصيغوا تعريفا للهوية العراقية...لاختلفوا وهذي شيئ طبيعي..وما هو غير طبيعي هو انهم لن يتفقوا عبر البحث المشترك.
وانا بدوري اعطي تعريفا لهذه الهوية وهي: الشعور بالمسؤولية تجاه البشر..لان العراق اصل الانسان وهي التي عاش فيها آدم عليه السلام.
ولانه يشعر بأنه مسؤول عن البشرية...فهو ليس ذيلا لاحد يتبعه اينما ذهب.
انظر الى هذا التعريف..والى دلالاته..هل ترا له صدا في اسماع العراقيين؟
الجواب: لا.
ولكن ماتسمعه هو فقط..استعباد الانسان العراقي..بتشويه دينه في نفسه..وذلك بوجود مرتزقة يدعون المرجعية والمشيخة..ووجود ااقتتال بين هذه الدمى الشيطانية.
والامر الاخر..تأليه الغرب وجعله معبودا يعبد من دون الله في شعوره ولاشعوره...والغرب هو الذي نهب ثرواته
من ثروات طبيعيه: كالبترول والذهب
وثروات معفرفية: كالآثار والمخطوطات.
وثروات بشرية: وهم الخمسة آلاف من العلماء والخبراء من المؤسسات والجامعات العراقية...وفوق كل هذا تجد منهم من يعبد الغرب.
الغرب يا اخواني..مثل المرأة الحسناء الضعيفة..وذات نفس نجسة..تعتدي على رجال فحول..بالضرب والشتم والاذلال وقتل اولادهم..ولكنهم يمتنعون من الانتقام منها..بسبب شدة جمالها.
الانسان العراقي..في هذا الوقت عليه ان يعرف من هو..ويعرف الحقيقة..وهذا يتطلب مجهودا ذهنيا على مدى اجيال وليس جيلا واحدا.
عليه ان يعرف دينه..بدون الاستماع للشياطين التي تريد ان تجعله انم يكره دينه...وبدون ان يجعل العلماء اصنام تعبد من دون الله
ويتحرج من ان يناقش آراءهم..وبدون ان يتمرد على التركيب الاجتماعي ويثور فجأة بدعوى الاصلاح..وبدون الانسياق وراء الوساوس الشيطانية التي تجعله يفسد في الارض...وتخيل اليه بأنه يحسن صنعا.
تلاحظن هذا القدر من المجهود الذهني المطلوب من الانسان العراقي؟..هذه العلملية تحتاج الى ذهن تحليلي ناقد..وليس انحيازي.
واقصد بالانحيازي هو: الذهن الذي لايناقش المسلمات والبديهيات.
انا اطلت الحديث..ولكني كتبت كل هذا حتى اصل الى نقطة وهي:
ان الدين لايفهم بالحماسيات..والاهازيج والابوذيات..بل يعرف بمعرفة مراده وروحه بالانغماس في دراسة دراسة مجردة عن آليات الدراسة اليهودية..الآتية من اوروبا.مايحفظ ادين هي هي االحاضنة الحسينية
...صدقوني ان الحسين عليه السلام كان قرير العين ايام البويهيين اكثر من اليوم..لان اليوم مايحدث من حماسيات دينية ليست الا محطة لتفريغ العواطف التي كانت مكبوته طوال سنين...يعقبها مرحلة الشعور بالملل والتكرار اللفظي الذي يفقد اللفظ معناه كما حدث في ايران...وبعد هذه المرحلة..المصير الذي رسمه الشيطان.
في الموضوع القادم..نتحدث عن هذا المصير الذي رسمه ابليس.