اهتمت الشعوب وبخاصة الشرقية منها باظهار جوانب الضيافة والكرم وحرصها على ذلك اشد الحرص وهي تتخذ عدة اتجاهات كما لها عدة روافد.ويلاحظ هناك ولائم عامة لا تحتاج الى دعوة ويمكن للجميع حضورها وتناول طعامها كولائم المواكب الحسينية واخرى لا يستحب حضورها الا بدعوة كاجتماعات الاعراس والختان والفوز في المجالس البرلمانية او المجالس البلدية في الاقضية والنواحي والقرى والولائم التي تقام لدعوة المسؤولين في الدولة ويكون عدد المدعوين في مثل هذه الحالات والمناسبات كبيرا وهناك عزائم متوسطة الحجم او قليلة فقد يكون المدعون يصلون الى عشرون فردا او اقل من ذلك كما هو الحال في الايفاء بالنذور الدينية..وقد تتم الوليمة من قبل احد اهل الخير الذي يقوم بجمع طائفتين متنازعتين على مادبة غداء او عشاء وثم ايقاع الصلح بينهما وانهاء نزاعهما .وقد تكون ناتجة عن قيام شخص بتحقيق رغبته بجمع احبائه والمقربين اليه في وليمة يتبادلون وقبلها وبعدها الاحاديث التي تذهب عنهم عناء العمل وتروح عن انفسهم فيقضون وقتا ممتعا وقد تقام عند زيارة مفاجئة لضيف عزيز جليل الــقدر اذ يقوم صاحب الوليمة بدعوة معارفه الى الحضور تكريما لهذا الضيف وربما كانت لضيف واحد اواكثر ويسمى هذا النوع من الطعام بالتحفة وقد تقام من اجل الترحيب والتكريم للجار الجديد وربما اقيمت من من صاحب الدار التي سكن فيها حديثا اذ يدعو معارفه والاخرين الى وليمة بهذه المناسبة اذ تكون وسيلة لتوثيق عرى الاواصر بينه وبين اصدقائه واقاربه ومحبيه وتعريف بالمكان الذي سكن فيه حديثا والدلالة عليه وقد يقدم الطعام للعمال القائمين ببناء المسكن ويسمى طعامهم (بالوكيرة) اما الطعام الذي يقدم بمناسبة قدوم مولود وهي عبارة عن ذبيحة فيسمى (بالعقيقة) اما ما يقدم من زاد الى الزائر فيسمى (بالقرى) وهناك ما يشبه الوليمة من حيث الدعوة وتقديم الطعام ويسمى (بالعزيمة) الا انه يختلف عن الوليمة في كون الاخيرة تختلف عن الاولى بكونها اعم منها وحيث لابد من الدعوة في العزيمة والتي غالبا ما تشمل جميع الافراح وبعض المناسبات الحزينة اذ يدعو صاحبها الاخرين بالذات بنفسه او بواسطة غيره اما الوليمة فانها تشمل جميع المناسبات الافراح والاتراح حيث ان حضور بعضها مسموح للجميع دون دعوة مسبقة كما في حالات ولائم الاتراح المفاجئة كما تقام من اجل الاحتفاء بالاهل القادمين من سفر بعيد او حج او فقدان كذلك تقام بعض الولائم بمناسبة تبادل التهاني في الاعياد وخاصة في عيد الفطر المبارك وقد تقام للتهيئة للاعلان عن الترشيح الى البرلمان وقبل الفوز بمقعد فيه كما تقام من قبل العوائل المتصاهره حديثا لزيادة التعارف بينهم وقد تقام من قبل احد الاقارب للمتزوجين حديثا من اقاربه وقد تقام لتحقيق رغبة صاحب الدعوة في اظهار كرمه وقد خاطب حاتم الطائي عبده قائلا
اوقد النار فان الليل قرٌ فان جلبت لنا ضيفا فانت حرُ
وقد لاحظت ان هناك بعض الاشخاص ينزعج عندما لا يدعى مع الاخرين ليس من باب الحاجة الى الطعام وانما من باب المشاركه الاجتماعيه وان عدم دعوته يعتبرها تجاهلا وتهميشا له ويذكر لنا التاريخ وكذلك الواقع الاجتماعي الذي نعيشه ان هناك من يهتم بحضور وليمة الامير لا لشيئ الا لكي يظهر امام الناس بانه موضع اهتمام ولاة الامر فليست الغاية لديه تناول الطعام وانما ليقول اني كنت من ضمن المدعوين على مائدة الامير او المائدة التي يحضرها الاخير ومن ناحيه اخرى فأن فئات اجتماعيه لا يحبذ حضورهم العزائم كالقضاة والموظفين الكبار في الدوله من طبقة التكنوقراط وذلك مما تسببه له هذه العزائم من علاقات اجتماعيه مع جمهور واسع وعريض من الناس خوفا من استخدامها بما يتنافى ويتعارض مع الواجبات الوظيفيه وحقوق الغير... وقد اعتبر العرب الكرم نوع من انواع الشجاعه الا ان الجود بالنفس اقصى غاية الجود وكانوا يقدمون القهوة الى الشجاع اولا ثم الى الكريم ثانيا وذلك لان الشجاع يبسط حمايته على جميع افراد بما في ذلك الكريم ولولاه لكانت اموال الكريم غنائم عند القبائل الاخرى وربما اجتمعت الصفتان الكرم والشجاعة في شخص واحد وفي المجتمعات العشائرية هناك اقسام من الذبيحة يختص بها بعض الحضور دون غيرهم كالراس اذ يقدم الى زعيم القوم او اعلى الحضور مرتبة اجتماعية وقد شجع الاسلام على الكرم اذ ورد في القران الكريم كرم نبي الله ابراهيم الخليل (ع)عندما قدم لضيفيه عجلا حنيذ وهي القصة القرآنية المعروفة كما شجعت الكثير من الايات القرانية الكريمة الانفاق على المساكين والفقراء واليتامى وابن السبيل وقد توعد الله سبحانه وتعالى في سورة الماعون المانع من الخير بالويل والثبور كما وعد المنفقين والمطعمين خيرا كثيرا الا ان ذلك يجب ان يتم دون افراط او تفريط اذقال تعالى "ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا"وقال الرسول (ص)"بئس الزاد زاد الوليمة يدعى لها الاغنياء ويترك الفقراء"فللوليمة اداب في الشريعة الاسلامية اذ يجب ان يكون المدعو من اهل البر والفلاح وان يكون صاحبها باعثا للبهجة والفرحة والمسرة في نفوس ضيوفه مشاركا لهم في طعامهم وان لا يستكثر امامهم ما قدم لهم وان يضع المدعوين منازلهم كما ان على المدعو واجبات منها ان يلبي الدعوة وان لايدخل بيت صاحب العزيمة الا باذنه وان يجلس في المكان الذي يشير اليه به صاحب المجلس و لايترك الطعام الا بعد فراغ الجميع منه وان لا يمتنع عنه الا في حالة الصوم الواجب وان لا يبادر الى تناوله مسرعا ومراعيا الاداب العامة عند الاكل وان يقدم غيره على نفسه فيما يحتاج اليه منه وان يدعو لصاحب الوليمة بعد الطعام بدوام النعمة والبركة وان لا يبقى الا قليلا بعدها.. وحضور الوليمة بدون دعوة امر غير لائق لان في ذلك مهانة ومذلة وقد قيل ان في وليمة العرس مثوبة عظيمة وانها سنة ووليمة الختان مستحبة وقد تكون العزيمة يوم للرجال ويوم للنساء واجابة العزيمة واجبة لان فيها تطييب لخاطر صاحب العزيمة وقلة الطعام ليست سببا مانعا من اجابة الدعوى فهي تحقق المودة ويزداد التالف وكان الرسول (ص) يجب دعوة المملوك وهناك اشخاص لا يعتبرون مدعون من غير دعوة وهم الاخوان والاقارب اذ لاحاجة لدعوتهم للوليمة وربما كانوا هم القائمين على ادارتها وتهيئة مستلزماتها بما يهيئ للضيوف جوا مريحا ووقتا ممتع