قال الصحافي والسياسي الأميركي، نورمان كوزينز مرةً: "إن الموت ليس الخسارة الكبرى بالنسبة للإنسان، لأن أكبر الخسارات على الإطلاق، هي الأشياء التي تموت في داخلنا ونخسرها للأبد ونحن أحياء". هذا القول يعتبر عميقاً في معناه لان الموت يأتي مرة واحدة، لكن الخسارة الكبرى هي خسارة القيم والمبادئ.
و كشفت دراسة برازيلية متخصصة بالشؤون الاجتماعية، أن مجرد التفكير في الخسارة، يعتبر أمراً مرعباً، ويكون نتيجة ذلك التعرض لنكسات نفسية عميقة. فأولئك الذين يخافون من السفر بواسطة الطيران، إنما يخافون من أن يخسروا حياتهم، أو خسارة الوظيفة، أو المال، تخيفنا إلى جانب خسارات ثقيلة مثل فقدان الأولاد أو الاهل.
الناس إذاّ يخشون خسارة كل ماهو متعلق بالمادة، ولكن هذه الخسارات التي تخيفنا يمكن نسيانها. فماذا عن خسارات أخرى غير مادية لايمكن نسيانها؟
أوضحت الدراسة من خلال استطلاع للرأي أجرته بين صفوف نحو عشرة آلاف امرأة من مختلف الجنسيات عبر الإنترنت، أن نسبة 64% من النساء يعتبرن فقدان الحب من أكبر الخسارات التي تؤثر على المرأة، وهي الخسارة التي لاتستطيع نسيانها بسهولة.
الى ذلك، هناك خسارات لا تعوض إذا فقدناها في داخلنا، ويكون لها تبعات سيئة على الصعيد الاجتماعي والإنساني بشكل عام. ومن أهمها هي خسارة الكرامة وخسارة القيم والمبادئ . وذكرن الدراسة أنه: "هناك نساء لايفكرن في بداية الأمر بفداحة هذه الخسارات، ولكنهن يعدن لرشدهن ويشعرن بالرعب عندما يجدن بأن المجتمع لايحترمهن، ولا أحد يثق بهن".
هناك أيضاً الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة. فعندما تُرفض الفرص الجيدة التي تتاح لنا في الحياة، فإن ذلك يمثل خسارة لاتعوض لأن الفرص الجيدة في الحياة ربما لا تتكرر أو تعود من جديد.
وبرأي الدراسة إن أكثر ما يخيف المرأة أيضاً، هو الشعور بأنها خسرت كرامتها لتصرفات سخيفة قامت بها من دون تفكير، وفي هذا الصدد فإنه من الأهمية بمكان، التفكير قبل التصرف وليس العكس.