المشهد الأول ..
الحياة أتفه من أن تصنع رجلاً .. لذاك تعثرت به ذات صباح .. فاقتنته من متجر عتيق يضج بالغبار .. ثمة تفاصيل لا تعجبها .. لا بأس من محاولة نحته من جديد .. تعديل / ترميم .. بعض التفاصيل .. لا بد أن بضعة أشهر ستكون كافية لكيّ ياقة هذا التمثال ، وجعله صالحاً لارتياد غرفتها .. ليكون مؤهلاً للإمساك بركن تحت طائلة إبصارها .. وتمر الأشهر .. تغسله من درن الاختلاف عنها بنظرة نسائية أخيرة .. تقلّه إلى عالم الغرفة .. يتموضع غير معترض على منضدة المرآة / مرآة المرأة .. وتمضي الأيام والتمثال يزين بهجتها به .....
المشهد الثاني ..
ذات صباح أيضاً .. قطعت وصلة نوم لذيذ .. فتحت مجهرها نحوه .. لترضي غرورها بقدرة الـــ ( تدزين ) خاصتها .. كان عارياً .. كسر أفق المرآة التي أعطته طوال الأيام الماضية بعده الثالث والرابع .. كيف يمكن لتمثال أن يتعرى وسط غرفة امرأة !!! قفزت من سريرها نحوه .. ثمة قطرة من طلاء الأصابع سقطت على رأسه .. التماثيل تحتج أيضاً .. يا امرأة الأصنام ......
المشهد الثالث ..
لا تثقي بتمثال .. لا تثقي بقدرة مذكر على الوقوف طويلاً تحت ظلكِ .. ببساطة .. لأنه تمثال .. أو ربما يكون المشهد مقلوباً يا سيدتي التمثال !!!!!