بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

إن لتذكر الموت أثر كبير في إصلاح النفوس وتهذيبها, وذلك أن النفوس تأثرالدنيا وملذاتها وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة الدنيا, وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي وقد تقصر في الطاعات, فإذا كان الموت دائما على بال العبد فإنه يصغر الدنيا في عينه ويجعله يسعى في إصلاح نفسه وتقويم المعوج من أمره.



ذكرت الآخرة تذكر الموت تذكرت قول الله تعالى (فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ , وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ , وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ)
روي عن النبي محمد صلى لله عليه واله انه قال راقبو الموت عند ثلاث إذا رشح جبينه وذرفت عيناه ويبست شفتاه فهي من رحمة لله قد نزلت به وإذا غط غطيط المخنوق وأحمر لونه وإربدت شفتاه فهو من عذاب لله تعالى قد نزل به




 
اقوال الامام علي (ع) عن الموت


لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها





إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها

وللموت رجفة في القلب عند المؤمن لا هرباً من موعود الله بل خوفاً من ذنب ما قارفته توبة صحيحة ، أو حياءً
من منةٍ ونعمةٍ أضاعها العبد ووضعها في غير موضعها أو صحة ضاع منها ما ضاع في غير سداد ، ووقت وجهد
فيه شوائب تخرجه عن المطلوب ، أو موقف حقٍ أضاعه في لحظة جبن حين غفلته عن أن الأرواح والأرزاق بيد الله
وأن الروح لا تسلب إلا بإذن باريها ، أو موقف بذلٍ إنكمشت يده فيه عن البذل فإذا هي في حب الإتلاف أبذل ، أو
حقوق ضاعت أو أوامر نسيت أو طاعات فُرِّط ببعضها أو ذنوب جنح إليها ، أو أنانية طاغية صبغت حياته فما كان
فيه كثير نفع لأهله وإخوانه.

ما هو السبيل لتطهير أنفسنا وتزكيتها والترقي بها في مقامات الكمال ؟ النفس البشرية مجبولة على آفات كثيرة, شهوات وأهواء وحرص وبخل وجبن , فما السبيل لأن نطهر أنفسنا ونزكيها ونرتقي بها إلى المقامات العالية؟



1-أن يزهد الإنسان في الدنيا
2-أن يرغب الإنسان في الآخرة
3-أنه يؤز الإنسان لمحاسبة نفسه

4-أنه يحث الإنسان على المسارعة لعمل الصالحات
5-أنه يقود الإنسان إلى تعجيل التوبة
6-خلع صفة التكبر والتزام التواضع





اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاكْفِنا طُولَ الأَمَلِ، وَقَصِّرْهُ عَنَّا بِصِدْقِ العَمَلِ حَتّىَ لا نُؤَمِّلَ اسْتِتْمامَ ساعَةٍ بَعْدَ ساعَةٍ، وَلا اسْتِيفاءَ يَوْمٍ بَعْدَ يَوْمٍ، وَلا اتِّصالَ نَفَسٍ بِنَفَسٍ، وَلا لُحُوقَ قَدَمٍ بِقَدَمٍ، وَسَلِّمْنا مِنْ غُروُرِهِ، وَآمِنَّا