بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

ـ أمالي المرتضى ج 1 ص 30
إن قال قائل ما تأويل قوله تعالى : وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون .
. . . فأما ظن السائل دخول الاِرادة في محتمل اللفظ فباطل ، لاَن الاِذن لا يحتمل الاِرادة في اللغة ، ولو احتملها أيضاً لم يجب ما توهمه لاَنه إذا قال إن الاِيمان لا يقع إلا وأنا مريد له لم ينف أن يكون مريداً لما لم يقع ، وليس في صريح الكلام ولا دلالته شيء من ذلك .
وأما قوله تعالى : ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون ، فلم يعن بذلك الناقصي العقول ، وإنما أراد الذين لم يعقلوا ولم يعلموا ما وجب عليهم علمه من معرفة الله خالقهم ، والاِعتراف بنبوة رسله والاِنقياد إلى طاعتهم . ووصفهم تعالى بأنهم لا يعقلون تشبيهاً ، كما قال تعالى صمٌٌّ بكمٌ عميٌ ، وكما يصف أحدنا من لم يفطن لبعض الاَمور أو لم يعلم ما هو مأمور بعمله بالجنون وفقد العقل