هل يمكنك تصديق أنه يوجد نساء في العالم لا ترين أعناقهن مرة كل عشرة أعوام، هذه قصة حقيقية وليست خرافة، فهو واقع تعيشه نساء قبيلة الكايان في بورما، وهي أقلية يقدر عددها حاليا بمائتي ألف نسمة. وتشتهر القبيلة بارتداء نسائها لما يسمى بـ"خاتم العنق" أو كما يسمى في عرف القبيلة بـ"لفائف الثعبان النحاسية"، وهو عبارة عن لفائف من النحاس تلف حول العنق منذ أن تكون الفتاة صغيرة بعمر خمسة أعوام طرية العظام ومن السهل تغيير شكلها الطبيعي، ويتم إزالة هذه اللفائف مرة كل عام وزيادة طولها بهدف تطويل العنق.
وعند بلوغ الفتاة وتوقف عظامها عن النمو ترتدي العقد المعدني للأبد وتبدله كل عشرة أعوام مرة واحدة، وهي المرة التي ترى فيها عنقها.
وتثبت صور الأشعة لعنق هذه النساء أن ما يحدث هو أن الكتفين تهبطان وليس أن العنق يطول، فاللفافة النحاسية الثقيلة تضغط على القفص الصدري وتدفع عظمة الترقوة إلى الأسفل، وهي عملية مؤلمة في مرحلة النمو لكن الفتاة لا تشعر بها بعد عمر العشرة أعوام.
كما ترتدي نساء الكايان سلاسل مشابهة في الساقين، ويتميزن بها عن نساء القبائل الأخرى مثل خاتم العنق.
اليوم في مخيم اللاجئين تعتبر قبيلة الكايان موقعا سياحيا لزوار بورما وتايلند، يسعون لرؤية نساء الكايان، ويطلقون عليهن لقب “الزرافات”، مما يساهم في دعم المخيم اقتصاديا.
وهناك تفسيرات مختلفة لارتداء هذه اللفائف النحاسية بحسب علماء الأنثرولوجيا، منها أن هذه اللفائف كانت تجعل المرأة تشبه التنين، وهو حيوان مقدس لدى قبيلة الكايان، فالديانة التي تدين بها قبيلة الكايان تسمى "كان خوان" وفيها رمز المرأة هو التنين ورمز الرجل هو نصف إنسان ونصف ملاك.
بينما يفسر البعض ذلك بأن اللفائف كانت تحمي امرأة قبيلة الكايان من أن يخطفها أفراد قبيلة أخرى، إذ أن منظرها لن يكون مرغوبا لرجال من خارج قبيلتها بل أنه قد يكون منفرا.
بينما يرى بعض الأنثروبولجيون أن خاتم العنق يجعل المرأة أكثر إثارة في نظر رجل قبيلة الكايان.
من الجدير بالذكر أن هناك مجموعة من النساء في نيبال يرتدين خاتم العنق أيضا، ويحلقن شعورهن تماما.