مبروك ، القاعدة حامل
البندقية لا تجيد نطق كل حروف الهجاء ، و لا تصلح للحوار ، لذلك تعتمدها عقول الظلام وسيلة “مثالية” لرفض الحوار و تنفيذ الأجندات الخارجية ، و يتوجه إليها فكر الزندقة السلفي التكفيري لتكفيه مؤونة محاجة الطرف الأخر و مواجهة الحجة بالحجة كما يحصل بين العقول المتنورة القابلة للتعايش مع الأفكار المضادة ، ولان البندقية جماد يفتقر إلى المشاعر و الأحاسيس فمن الطبيعي أن يكون لها شأن في نشر فكر الكراهية و التكفير و من الطبيعي أن تقوم بتلك الأفعال السيئة دون أن تفكر أو تحاول النأي بنفسها عن الأجندات الصهيونية الأمريكية الخليجية المشبوهة .
الذين وقفوا في لحظة معينة مع ” القاعدة ” رغم علمهم بكونها صنيعة وكالة الاستخبارات الأمريكية بعلة مواجهة التمدد الشيوعي في أفغانستان و ما جاورها في زمن الاتحاد السوفيتي السابق ، و رغم علمهم بحالة اشتباك المصالح بين أهل النفط السعوديين في الخليج و أهل النفط من عائلات المافيا المؤثرة في الولايات المتحدة الأمريكية ، يقفون اليوم على حقيقة ” الجهاد” السعودي و على طبيعة الفكر التكفيري الوهابي الذي ينهش عرض الإسلام و العقيدة الإسلامية بحيث فرض الغرب على العرب حالة اشتباه و ريبة متواصلة في حلهم و ترحالهم في المطارات و الموانئ الأجنبية الغربية ، يقفون باندهاش مفرط بعدما تحول مفهوم الجهاد و تناسلت منه جماعات إرهابية تكفيرية تمارس الرذيلة البربرية في أبشع صورها الوحشية البدائية ، يقفون في حالة انزعاج بعد أن كشفت المؤسسة الدينية السعودية و من تناسل منها من مكاتب الإرشاد الكئيبة على كونها جــزء من مشروع الفوضى الخلاقة التي بشـرت بها ” العزيزة ” كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة .
مبروك ، القاعدة حامل ، بطبيعة الحال ” السيدة ” القاعدة تملك كل أدوات و فرص الإنجاب حتى تنجب صبيانا و بنات لهذه الأمة رغم ما تعانيه من فائض بشرى عجزت كل الحكومات العربية العميلة على مواجهة متطلبات عيشه ، و لان السيدة القاعدة تعاشر كل أولاد ” الحلال” من الغرب و الشرق فهي تنجب كالأرانب و لا يهمها معرفة أو التعريف بهوية ” المصدر ” الذي عاشرها معاشرة جهاد النكاح أو زواج المتعة و المهم لديها أن تفاخر كل الجماعات الإرهابية العالمية الأخرى بنسلها و تناسلها ، بحيث أنها تحتكم اليوم ، اللهم لا حسد ، على ما يناهز الخمسين أو أكثر من الصبيان و البنات الذين يحملون تسميات مختلفة بحسب ظروف مكان ” اللقاح ” أو طريقة الكلوناج الاصطناعي ، تسميات لا يمكن أن نجد لها مثيلا في معجم ” الأسامى” العربية مثل جبهة النصرة ، داعش ، كتيبة الفاروق ، إلى غير ذلك من ” الأسماء” .
لا نعرف في تاريخ العرب ما قبل و بعد الإسلام حالة شبيهة ، و لم تستطع كل المنظمات الإرهابية المسجلة خطر في العالم أن تتحصل على براءة …” الإنجاب” مثل السيدة القاعدة ، و لا ندرى فعلا لماذا لم يفكر السيد أيمن الظواهري على الحصول على براءة الاختراع و تسجيل هذا السبق في موسوعة “قينس” للأرقام القياسية العالمية ، بل نحن نتساءل بشيء من الخبث لماذا لم تحتفل السيدة القاعدة باليوبيل الذهبي بمناسبة مرور سنوات معينة على بعض “الانجازات” التاريخية التي بقيت عالقة “بآثارها” في أجساد الأبرياء و لوعة أهل الشهداء الأبرياء ، مثل أحداث 11 سبتمبر 2001 أو أحداث سفارتي كينيا و تنزانيا عام 1999 أو تفجير ” الخير ” في السعودية سنة 1996 رغم وجود شبهات حول هذا الموضوع لا يتسع المجال لتفصيلها.
يدعو الشيخ أيمن الظواهري في إطلالته الأخيرة “أبناؤه ” إلى تجنب الخصومة فيما بينهم و أن يتفهموا أن انشغالهم بتلك الخصومات الهامشية سيجعلهم يتأخرون في انجاز المقاولة القذرة التي أوكلها الصهاينة و أهل مال النفط و الفتاوى في الخليج إلى هؤلاء على اعتبارهم الأداة القوية الفاعلة للعدو الصهيوني و لمن أتبع هواه من حكام الخليج ، و بعض المتطاولين على المقاومة و حلفها الثلاثي المعروف ، ولان أبناء العقوق و المشي البطال كما يقول أهلنا في المشرق يتمردون دائما على كافليهم أو من يدعون الولاية عليهم لأسباب مادية و أخرى “عقائدية ” ، فمن الواضح أن السيدة القاعدة تعانى من انقلاب السحر على الساحر بحيث تبين المتابعون أن الشيخ الظواهري المختبئ في برجه الأفغاني لم يعد يملك سطوة قوية أو نفوذا على جماعات إرهابية أختلط لديها الحابل بالنابل في سوريا و العراق و لم تعد تدرى على أي ساق ترقص.
يفترض ، كما يقول بعض المقربين من السيدة ” العجوز” ، أنها حامل مرة أخرى، و أنها تعانى من حمل فرض عليها بعد معاشرتها لحركة النهضة الإسلاموية في تونس و هذا الحزب التكفيري الجديد الذي أسسه أحد أبناءها من سفاح المدعو عبد الحكيم بلحاج ، يقول أهل الاختصاص في الحمل و موانع الحمل و أمراض…الجماعات التكفيرية أن السيد القاعدة تبحث عن اسم غير مسبوق لهذا ” المنتج ” الإرهابي الجديد الذي يتكهن له العارفون في مسألة الجماعات الإرهابية التكفيرية السعودية بكونه “الأمير” الذي ستوكل إليه إمارة المغرب العربي الكبير ليحقق طموحات 80 سنة من التيه في المجهول لهذه الجماعات الإرهابية ” الإسلامية ” في دول المغرب العربي الكبير ، تفهمون طبعا لماذا يتحدث الجميع عن “نزوح” الجماعات التكفيرية من مصر إلى ليبيا استعدادا للدخول إلى تونس ، تفهمون لماذا يتحدث البعض عن حالة نزوح مضادة من سوريا إلى ليبيا لبعض المجموعات الإرهابية، تستنتجون أن ساعة “خلاص” السيدة القاعدة قد حانت ، أن الحديث عن قاعدة عسكرية أمريكية في تونس ليس حديثا عبثيا.
بانوراما الشرق الاوسط
أحمد الحباسى تونس