من سايغون إلى دمشق ليس للخيانة وطن !









كنت ولازالت منذ اكثر من ثلاثين عاما من المتابعين والمهتمين بالعمل السياسي وبقضايا الشرق الأوسط وبالقضية الفلسطينية خاصة .

وكنت ارى دوما اننا نحن وفي بلاد الشام بالتحديد اي في سورية وفلسطين ولبنان والأردن ومعنا العراق نشكل مركز العالم منذ ان بدأت البشرية في تدوين تاريخها وهذه قد تكون نعمة ولكنها نقمة كذلك اذا لم نستطع ان نحميها بعلمنا وعقولنا وقوتنا ، ولذا فلقد رأينا وعبر تجربتنا الطويله كيف ان هذه المنطقة وعلى الأقل وفي تاريخنا الحديث لم تعرف الاستقرار منذ ماسمي حينها بالثورة العربيه الكبرى منذ حوالي المئة عام الى يومنا هذا حيث ربيع بني صهيون الدامي الذي يلبس عباءة المنافقين من المسلمين ليلعب دوره الشرير في القتل والأجرام والتنكيل ترافقه حملة إعلامية شرسه مدعومة بأمبرطورية مردوخاي الصهيوني البريطاني وحواشيه من محطات العهر العربي والتي تدعي العروبة والإسلام وليس لها منهما بشيء. فما سمي بالثوره العربيه لم تكن نهاية لألامنا وإنما كانت بداية لمسلسل من المصائب فلقد أخرجتنا هذه الثوره من نير العثمانيين المتخلفين لتدخلنا في صراع ضد الغرب واستعماره الحديث والمتمثل في ام المصائب وهي إسرائيل ولولا هذه المصيبه لكانت المنطقة كلها بألف خير . ولكن من الذي يريد الخير لهذه المنطقه وللعرب والمسلمين من ؟

ولأن الاستعمار يجدد دوما أدواته وخططه فلقد كان عليه ان يغير من استراتيجياته في الصراع على هذه المنطقه وبالكامل اذا تبين له وبعد صراع طويل وبرغم تخلفنا وفرقتنا وفشل أنظمتنا الحاكمه الا انه لم يستطع ان يحقق تقدما استراتيجيا داخل مجتمعاتنا حيث ان الاسلام والذي يشكل البيئة الحاضنة لشريحة واسعه من مجتمعاتنا كان من الثبات بأن يعطي من القوة والمناعة بل والمقاومه لتلك المجتمعات والتي تمثلت في الصراع لأجل فلسطين وحين أدرك الغرب الصهيوامريكي ألقوه الحقيقيه للإسلام حين أدرك ذلك عمل وبجهد متواصل مدعوم بالمال والاعلام على اختراق الاسلام السياسي وتجييره لخدمة مصالحه عبر شبكة واسعه وعالميه من المنظمات والجمعيات التي تتخذ طابعا إسلاميا تمتد من باكستان وأفغانستان وشبه جزيرة العرب الى بلاد الشام ووسط وشرق أوروبا ثم الى أوروبا الغريبه وعلينا ان لانتسى دول الاتحاد السوفيتي السابقة وخاصة الشيشان وبلاد القوقاز .

ولقد اثبت الغرب الاستعماري وعبر أجهزته السريه اثبت جدارته وبراعته في التلاعب بالإسلام السياسي عبر تجييش عشرات الآلاف من الشباب المسلمين ليقاتلوا عوضا عنه وعن شبابه عدوه الاول الاتحاد السوفيتي على الأرض الافغانيه .

اما بالنسبه للشرق الأوسط فلقد كانت العمليه اكثر تعقيدا وتحتاج الى رعاية ودراسة اكبر فأسرائيل هي العدو الاساسي للجميع ؟ ولذا فلقد كان عليه ان يحول الأولويات في عملية الصراع من صراع عربي منظم تديره سوريا ومحور المقاومه ضد اسرائيل الى صراع عربي عربي او إسلامي إسلامي وبما ان القيادة كانت دوما بيد المقاومين من العرب ومن هذه التقطه بالذات بدأت عملية التغيير فلقد بداء الغرب على تسويق اردوغان(بدلا من الرئيس بشار الاسد ورجل المقاومه حسن نصرالله والذين كانا يمثلان نبض الشارع العربي)نعم بدأ الغرب تدريجيا يسوق اردوغان كقائد إسلامي وعبر حملة كبيره من الاعلام المخادع فقدم لنا هذا الرجل عبر مسرحية دافوس في سويسرا وكأنه صلاح الدين العربي ثم تبع ذلك مسرحية سفن الحريه لغزه وطبعا وخلال السنوات الماضيه قدم لنا الاعلام وادي الذئاب ومسلسلات تركية كثيره ترجمة ودبلجت باللهجة السوريه وكل هذه العمليه المخابراتيه المعقدة كان هدفها( سحب البساط )كما نقول بالعاميه من تحت ارجل المقاومين العرب الشرفاء ليعطى الى اردوغان هذا الرجل القادم من المجهول والذي سيتحول تدريجيا الى السهم الذي سيغرز في الجسد العربي والإسلامي وللأسف هنا كانت المصيبه الكبرى فلقد وثقنا في الرجل ولقد نسينا ان تركيا هي عضو أساسي في حلف الناتو وان تركيا هي اول دولة اعترفت بأسرائيل وان اردوغان وبرغم تطبيله وتزميره كما نقول بالعاميه الا انه لايزال الحليف الاستراتيجي الاول لإسرائيل بعد أمريكا وبريطانيا وهو مسؤول وعبر اتفاقيات موقعه عن حمايتها...بل وان كل هذه الحمله التي رافقته منذ البدايه على انه حامي العرب والمسلمين لم تحرر هذه الحمله ولا شبر واحد من ارض فلسطين بل هي التي زرعت بذور الفتنة والشر والدمار في المنطقه ككل وستدفع تركيا وبالمستقبل القريب ثمن هذه السياسات الخاطئة كما يدفع العرب اليوم سبب سياساتهم الخاطئة في الماضي ..... وعلينا ان لا ننسى انه ولغاية هذا اليوم فأن يوم الجمعه هو يوم عمل في تركيا وليس يوم عطلة كبقية بلاد المسلمين وأن الأذان ممنوع ان يرفع في مآذن تركيا بينما هو لايزال مرفوع وسيبقى مرفوع بأذن الله على كل مآذن بلاد الشام التى أعزها الله رغم كثرة سيوف الغدر والخيانه .

الحرب على سوريا والعرب اليوم هي حرب مخابراتيه بالدرجة الاولى يديرها رجال لبسوا عباءة العروبة والإسلام ولقد ذكرت ذلك منذ اليوم الاول للمؤامره الكبرى هذه منذ اكثر من ثلاث سنوات حينما كتبت مقال بعنوان (المؤامره تلبس عباءة عربيه ) ثم كتبت مقالة اخرى بعنوان (حصان طروادة ) .

واليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات يمكننا ان نقول نعم لقد ادخل حصان طروادة الى الجسد العربي ومعه دخل الكثير من المتأسلمين والمستعربين .

ولكن ورغم كثرة الجراح وكثرة سيوف الغدر والخيانه الا ان قدر سورية كما في الماضي هو اليوم وفي المستقبل قدرها ان تنتصر بجيشها وشعبها العظيم والكثير الكثير يستغرب كيف استطاعت سورية ان تواجه هذه الهجمة الصهيوامريكيه المدمرة والجواب دوما وأبدا ...... وان ينصركم الله فلا غالب لكم .



بشار نجاري

زيورخ. سويسرا