بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
كيف نحل مشكلة صلاة الفجر ؟
إن الكثيرين عندهم مشكلة بالنسبة إلى صلاة الفجر، ولعلًّ قلّ مَنْ يُوفق لأداء فريضة الفجر طوال السنة، وخاصةً في أولِ الوقت.. فالبعض عندما يستيقظ صباحاً وقد طلعت الشمس، فإنه لا يجد في نفسه أيّة مُشكلة، ويتمسك بالحديث المعروف، أو القاعدة المعروفة: إنّ الإنسان النائم لا تكليف عليه.. والحال أنّ من أدنى واجبات الإنسان عندما تفوته فريضة الصُبح، أنْ يعيش حالة من حالات الهمِّ والغم.
فمثلا، إنسان عنده موعد في دولةٍ أخرى، وصفقة تجارية مربحة، هي صفقة العمر.. فيذهب إلى المطار متأخراً، وإذا بالطائرة قد ذهبت.. فهل يرجع هذا الإنسان إلى منزله وهو لا مبالي؟!.. أو يرجع وهو حزين، وقد يبكي، وقد يلطم على رأسه، أنّه كيف فاتتني هذه الفرصة؟!.. وكذلك فإن الصلاة هي عبارة عن صفقة مع رب العالمين: فكل فريضة هي صفقة، وكل ركعة صفقة.. فعلى الإنسان المؤمن أن يكون حساساً في هذه القضية.
إن هنالك عدة توصيات في هذا المجال، وهي العمل لما يوجب اليقظة.. فالذي ينام قُبيل الفجر بساعة أو ساعتين، وهو في قِمة الإرهاق، مِنَ الطبيعي أنْ تفوته الفريضة.. فمَنْ يَخَافُ على نفسه ذلك عليه بابتاع ما يلي:
أولا: أنْ يبادر إلى النوم المبكر.
ثانيا: تخفيف طعام العشاء.
ثالثا: قراءة تسبيحات الزهراء قبل النوم.
رابعا: قراءة آخر سورة الكهف.
خامسا: استعمال الأدوات المنبهة.. فالبعض قد يضع بجانبه كأساً من الماء، فإذا استيقظ يغسل وجهه، لئلا يغلبه الشيطان مرةً أخرى.
فإذا قام الإنسان بهذه الأمور، ولقن النفس تلقينا مباشراً ومؤثراً، هذه المقدمات التي توجب اليقظة.. ثم استيقظ بعد طلوع الشمس نادماً، فإنه من المناسب المبادرة إلى القضاء.. فالإنسان عندما يستيقظ، ويصلي صلاة الفجر مباشرة، فإنه متشبهٌ بالذين أدوا الفريضة في وقتها.. وعلى كلٍ يقضي ذلك اليوم بشكل قريب من الفريضة الواجبة.
فإذا فاتتك صلاة الصبح، وأردت أنْ تقضي، فليكن القضاء خيراً من الأداء.. فأنت عندما تؤدي صلاة الصبح، تؤديها وأنت متناعس متثاقل في أول الوقت.. وأما عندما تريد أن تقضي فحاول أنْ تتقن القضاء: بأذان وإقامة، وتوجه وتركيز، وإطالة في القنوت والسجود.. فلعل هذه الصلاة القضائية أبلغ عند الله عز وجل من صلاة الأداء، مع اكتنافها بجوِ من الندامة، والإنابة إلى الله عز وجل
نسالكم الدعاء