الأموال المصروفة تكفي لبناء آلاف المساكن منخفضة الكلفة للعوائل التي تسكن في بيوت الصفيح في قلب العاصمة بغداد
* كلفة أغنية واحدة لأحد المرشحين وصلت إلى 20 ألف دولار عدا ثمن بثها على الفضائيات
أفرزت الانتخابات البرلمانية التي ستجري في 30 ابريل الجارى حالات عديدة انفردت بها عن الانتخابات في مختلف دول العالم، مسجلة أكثر كلفة في العالم.
واتخذت الدعاية الانتخابية، التي ستتوقف بعد 24 ساعة، مسارات جديدة غير مألوفة في الانتخابات بسبب التنوع الكبير في المجتمع العراقي وكذلك التأثيرات الداخلية والخارجية على العملية الانتخابية.ويعد موضوع كلفة الناخب العراقي من أهم الأمور التي افرزتها الانتخابات التشريعية العراقية الحالية والتي من المقرر ان تجري يوم الاربعاء المقبل.وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد يونس، الاستاذ في كلية الادارة والاقتصاد بجامعة تكريت «إن كلفة الناخب في العراق تبلغ 7 دولارات للمواطن الواحد بينما الكلفة الحقيقية لانتخاب الشخص في مختلف دول العالم لا تتجاوز 33 سنتا ما يؤشر الكلفة العالية للانتخابات والتي ارهقت موازنة الدولة التي تعاني من العجز».واضاف «ان هذا المبلغ لا يشمل الاجراءات الامنية وتعطيل حركة الدولة ومختلف الفعاليات المرتبطة بالانتخابات وهو يمثل فقط المستلزمات اللوجستية الداعمة للانتخابات من ورق وصناديق وبطاقة الناخب الالكترونية واجهزة الحاسوب والعد والفرز ولا تدخل فيها رواتب موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات».اما الدعاية الانتخابية فقد اتخذت اشكالا جديدة ومكلفة جدا وتعد الاعلى في العالم حيث صرفت فيها ارقام خيالية يقدرها بعض المعنين ب750 مليون دولار صرفت في معظمها من الكيانات الكبيرة المسيطرة على الساحة السياسية في العراق وهذه المبالغ ناتجة عن عمليات فساد في اجهزة الدولة ومؤسساتها لحساب الكتل والائتلافات السياسية التي تشارك في الحكومة والانتخابات.ويقدر يونس حجم الاموال المصروفة بأنها يمكن ان تبني الاف المساكن منخفضة التكلفة للعوائل التي تسكن في بيوت من الصفيح حتى في قلب العاصمة بغداد، موضحا أن كميات الحديد التي استخدمت في الدعاية الانتخابية تقدر بالاف الاطنان.وابتدع المرشحون العراقيون لمجلس النواب اساليب كثيرة للفت انتباه الجماهير اليهم واستمالتهم إلى كتلهم والحصول على اصواتهم وكان الغناء من أكثر الوسائل استخداما في الدعاية الانتخابية لمرشحي الكتل الكبيرة ما انعش بعض المهن التي كادت ان تنقرض بسبب الاجواء غير المستقرة في البلد كالغناء والموسيقى واستوديوهات التسجيل والمطربين.وقال ليث عبدالله صاحب مكتب اعلان في تكريت، مركز محافظة صلاح الدين (70 كم) شمال بغداد، «إن كلفة اغنية واحدة لأحد المرشحين وصلت إلى 20 ألف دولار من دون تكلفة بثها على الفضائيات والتي اصبحت ارقاما خيالية تدفع كلها من خزينة المواطن».وكان احد المرشحين كشف من ان الفضائيات الكبيرة في العراق حددت سعر الثانية الواحدة في الاعلان، بألف دولار امريكي، مبينا ان هذه الفضائيات حققت ملايين الدولارات خاصة من وصفهم ب «حيتان الكتل الكبيرة».واضاف عبدالله ان الانتخابات انعشت كتاب الاغنية والملحنين والمطربين والفرق الموسيقية واستوديوهات التسجيل وحصلت هذه المهن على مبالغ جيدة من وراء الدعاية الانتخابية.وشهدت الثروة الحيوانية اسرافا كبيرا في اعداد المواشي المجزورة فيما تسمى «المؤتمرات الانتخابية» ونحرت الاف المواشي من قبل الكتل الكبيرة واقيمت ولائم تكفي لاشباع الاف الجياع في العراق لكنها قدمت من اجل الحصول على الاصوات ليس الا .وذكر شاهد عيان ان محافظ صلاح الدين احمد عبدالله اقام مؤتمرا انتخابيا نحر خلاله 250 خروفا في وجبة واحدة فيما نحر مرشحون اخرون مئات الخراف في مؤتمرات اخرى في سامراء والشرقاط وتكريت وبلد والدجيل، وهذه الحالة منتشرة في اغلب المحافظات ذات الطابع العشائري، ما أدى إلى ارتفاع اسعار اللحوم، وزيادة معاناتهم.وانعشت الانتخابات النيابية العراقية مهنة الحدادين حيث بلغ اشغال محلات الحدادة وللشهر الماضي طيلة الليل والنهار واستخدمت مئات الاطنان من اجل تعليق صور المرشحين التي غطت شوارع مدن وبلدات المحافظات العراقية من شمالها الى جنوبها.وبالرغم من تلك المبالغ المصروفة الا ان المواطنين ينظرون بعين من السخرية والتندر إلى تلك الارقام ويتكلمون عنها بلغة تقطع الشك باليقين من انها كلها اموال سرقت منهم واعيدت على شكل دعاية انتخابية يقدمها اعضاء مجلس النواب ومن يطمح في الحصول على العضوية من اجل استمرار السرقات والفساد.يذكر أن الدعاية الانتخابية في العراق بدأت في الاول من شهر ابريل الجاري وستستمر حتى 28 منه، وشهدت هذه الدعاية في الايام الاخيرة ارتفاعا في وتيرتها من قبل الكتل التي استخدمت شتى الاساليب والوسائل من اجل اقناع الناخب بالتصويت لها.وستجري الانتخابات البرلمانية في العراق على ثلاث مراحل الاولى يومي 27 و28 ابريل الجاري، للعراقيين المقيمين في الخارج، والمرحلة الثانية يوم 28 التي اطلق عليها الاقتراع الخاص، وتشمل عناصر قوات الامن والسجناء والمرضى، والمرحلة الاخيرة الاقتراع العام الذي سيجري في 30 نيسان في عموم المحافظات العراقية الـ 8.




المصدر: http://albayyna-new.com/news.php?action=view&id=30292