ضرورة التعرض لأشعة الشمس باعتدال
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة والأشخاص يعانون من نقص فيتامين «د»، والذي يعد من العناصر الأساسية والضرورية التي تساعد الجسم على امتصاص الكالسيوم، فالأجسام التي يتوافر فيها فيتامين «د» بكميات كبيرة تكون قادرة على امتصاص كميات عالية من الكالسيوم، كما أن فيتامين «د» يزيد الكثافة المعدنية للعظام وله مفعول مخفض لمستويات الهرمون الدريقي (هرمون جارات الدرق)، إضافة إلى مفعوله في تحفيز النسيج العضلي، ولمعرفة أسباب نقص فيتامين «د» لدى الأطفال والكبار كان اللقاء مع الدكتورة هادية قياسة أخصائية الطب الباطني ورئيسة اللجنة العلمية لجمعية الإمارات الطبية لهشاشة العظام.
اضطرابات الأمعاء
في البداية أوضحت د. قياسة أن فيتامين «د» يعرف لدى البعض بمسمى فيتامين أشعة الشمس، وذلك لأن مصدره الأشعة فوق البنفسجية التي تصدرها وتعمل على تكوينها تحت الجلد، وهناك نوعان من فيتامين «د» أحداهما يتم تصنيعه وتكوينه في النباتات والآخر يتم تكوينه في جسم الإنسان، لافتة إلى أن أسباب حدوث نقص فيتامين «د» عدة، يأتي في مقدمتها عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس والبقاء طويلاً داخل المنزل، كما يحدث عند الرضع الصغار والمسنين، أو حدوث اضطرابات في أجهزة الجسم مثل نقص امتصاص الأمعاء بسبب تراكم الدهون والمواد الدسمة، أو استخدام الواقيات الشمسية بكميات عالية وبكثرة عند الخروج من المنزل، أو ربما يتسبب تناول بعض المضادات الحيوية والأدوية إلى ظهور هذه المشكلة.
أما عن إصابة الأطفال حديثي الولادة بنقص فيتامين «د» فأشارت الدكتورة قياسة إلى أنه غالباً ما يكون سببه عوامل وراثية، أو تناول المرأة لأغذية غير متوازنة ومفتقرة للكالسيوم وفيتامين «د»، والتي تضمها الألبان والأجبان والبيض والأسماك والحليب، والعديد من الأغذية التي يجب أن تضعها المرأة الحامل في مقدمة وجباتها اليومية، إضافة إلى قلة تعرض المرأة الحامل لأشعة الشمس.
حماية الجسم
وأضافت أخصائية الطب الباطني ورئيسة اللجنة العلمية لجمعية الإمارات الطبية لهشاشة العظام أن الدراسات الطبية الجديدة أوضحت أن فيتامين «د» يساعد في حماية الجسم من أمراض أخرى مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب واضطرابات المزاج، كما أن الحصول على معدل طبيعي لفيتامين «د» في الجسم، يلعب دوراً إيجابياً في التحكم بمعدل السكر في الجسم، منوهة إلى أن كمية فيتامين د التي يحتاج إليها الجسم تختلف بحسب الفئة العمرية، فالكبار بحاجة على الأقل للجرعات التالية من فيتامين «د»، فإذا كانت أعمارهم من سن 70 وما دون فهم بحاجة إلى نحو 600 وحدة دولية، أما الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 70 سنة فبحاجة لنحو 800 وحدة دولية، وتنخفض احتياجات الأطفال لكميات فيتامين «د»، إذ تبلغ الجرعة اليومية الموصى بها لحديثي الولادة وحتى قبيل إتمامهم عامهم الأول قرابة 400 وحدة دولية، أما الأطفال من سنة واحدة إلى 18 سنة فالجرعة اليومية لهم 600 وحدة دولية.
نقص حاد
وأوضحت أنه يمكن تقييم نقص فيتامين«د» عبر قياس مستوى فيتامين «د»، فإذا كان مستوى فيتامين «د» أقل من 10 نانوغرام يصنف أنه نقص حاد، وعندما يكون بين 10-19 يصنف أنه نقص، وبين 20-29 عدم كفاية، أما المعدل الطبيعي لفيتامين «د» في الجسم فهو 30 نانوغرام وما فوق.
بعد الكشف والتحليل إذا تبين وجود نقص فيتامين «د» في الجسم لابد من مراجعة الطبيب المتخصص لإعطاء الوصفة اللازمة للحالة، وقد تختلف جرعة الدواء من شخص إلى آخر بحسب الفئة العمرية ودرجة نقص الفيتامين، وقد تؤخذ الجرعة يومياً أو أسبوعياً بحسب ما يوصي به الطبيب المعالج، كما ينصح باستعمال فيتامين «د» على شكل إبر عضلية في حال تزامنت الحالة مع وجود صعوبة في امتصاص الدهون الغذائية، لافتة إلى أن الوقاية تلعب دوراً مهماً لتجنب نقص فيتامين «د»، وذلك من خلال الإكثار من الأطعمة التي تحتوي عليه، وأهمها: الأسماك الدسمة مثل سمك السلمون، والبيض والكبد، والسمن النباتي والحليب المدعم بفيتامين «د».
أعراض النقص
أكدت الدكتورة قياسة أن الأعراض التي تترافق مع نقص فيتامين «د» قد تختلف من شخص إلى آخر، إذ تظهر في الشعور بالتعب والإجهاد وضعف في العضلات وآلام في المفاصل والعمود الفقري، نتيجة لنقص فيتامين «د» عند الأطفال قد يحدث مرض الكساح، وعند البالغين ما يعرف بلين العظام، وفي حالة وجود نقص في فيتامين «د» عند الأشخاص الذين هم عرضة للإصابة به، فينصح بتناول مكملات فيتامين «د» بحسب الكمية الموصى بها.
أخصائية باطنية: زيادته في الجسم تسبب أضراراً خطيرة
قالت الدكتورة هادية قياسة أخصائية الطب الباطني إن هشاشة العظام مشكلة أخرى قد تنتج عن نقص فيتامين د في الجسم، والتي يصاب بها العديد من الأشخاص، وفي حالات متطورة من الإصابة بهذا المرض قد يصاب بعض الأشخاص بالكساح، وضمور في بعض العضلات، لذلك لا بد من التركيز على النشاط البدني لتقوية كلٍّ من العظم والعضل وبغض النظر عن العمر فإنّ ممارسة التمارين الرياضية في الطفولة والمراهقة تساعد على تنمية عظامٍ أقوى .
وتعمل بالتالي على الحدّ من خطر الكسور في المراحل اللاحقة من الحياة، مشيرة إلى أنه يمكن التخلص من هشاشة العظام ونقص فيتامين د من خلال التعرض للأشعة فوق البنفسجية "ب" اللازمة للحصول على فيتامين "د" والتي تختلف وفقاً لنوع البشرة والموسم، إذ تتراوح مدّة التعرّض للشمس بين 30 دقيقة وساعة من الوقت في فصل الصيف لضمان تعرّض 8% من مساحة الجسم الوجه والذراعين للأشعة, بينما تكون المدة في الشتاء أطول.
مصدر سموم
وأضافت إنه في المقابل قد يتحول فيتامين د مصدرا للسموم والأمراض إذ تم التعرض له بكميات كبيرة ودون إشراف طبي، وتبرز أعراض الإفراط في فيتامين د في الإسهال والغثيان والصداع وارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم وهي حالة خطيرة جداً تؤدي إلى ترسب الكالسيوم الزائد في الكليتين والقلب والأنسجة الأخرى مسبباً أضراراً خطيرة.
أما توازن فيتامين د في الجسم فإنه يحقق فوائد عديدة منها سهولة امتصاص الجسم للكالسيوم والفوسفات التي تفرزها الأمعاء الدقيقة إضافة إلى سهولة امتصاص الكلية للكالسيوم، ويحافظ كذلك على ترسيب عناصر الكالسيوم والفوسفات في العظام بصورة تعمل على تقويتها ونموها وحصولها على كثافة طبيعية يصعب كسرها بسهولة، إضافة إلى تنشيط جهاز المناعة ومقاومة نشاط الخلايا السرطانية وبذور تكونها.
صحة
وجبات الصيف.. الخضروات أولاً
بدأت درجات الحرارة في الارتفاع ودخل فصل الصيف بنهاره الطويل، ما يضطرنا إلى اللجوء إلى الأماكن المغلقة مثل مراكز التسوق وغيرها.
وبالتالي يتجه الناس إلى المطاعم لقضاء أوقات ممتعة مع الأهل والأصدقاء، وعندما تتقدم لائحة الطعام تشتهي النفس كل ما هو لذيذ وطيب. لكن كيف يمكن المحافظة على الصحة العامة والجسم السليم؟
لاشك أن تناول كميات كبيرة ومتنوعة من الطعام تسبب زيادة في الوزن ومشاكل صحية عدة.
أما العادات الصحية خلال الصيف فتعني اختيار الوجبات الخفيفة والخضراوات كي تتم عملية الهضم بسرعة، وفي الوقت نفسه تعمل على تنقية الجسم. وهناك خيارات متعددة يمكن من خلالها الحفاظ على الصحة والتغذية السليمة للجسم.
توازن الجسم
وفيما يلي مجموعة من الخطوات التي يقدمها الأطباء للحفاظ على توازن وصحة الجسم خلال الصيف:
تجنب تناول الوجبات السريعة والأطعمة السكرية، واستبدلها بالخيارات الصحية كالفاكهة والخضراوات. لأن الوجبات السريعة تزيد السكر في الجسم، وهو سبب رئيسي لزيادة الوزن خلال الصيف، وكذلك المحافظة على رطوبة الجسم بتناول الماء بدلاً من العصائر، فهي غالباً ما تجعل المرء يشعر بالعطش.
والترطيب المستمر يحمي من الجفاف، وهو سبب رئيسي للكثير من المشاكل الصحية والدوخة خلال الصيف، ولابد من تناول بعض المكملات الغذائية الإضافية للحفاظ على قوة الجسم ومناعته العالية، كالحديد والفيتامينات المتعددة وفيتامين ج.
أما الذين يحبون تناول منتجات الألبان فيمكن استبدالها بمشتقات قليلة الدسم أو تناول الحليب قليل الدسم.
ويؤكد اختصاصيو التغذية ضرورة تناول وجبة الإفطار التي تسهم في تقوية نظام المناعة والأيض، ولتكون مصدر طاقة وتجنب الشعور بالجوع أثناء فترة العمل الصباحية. ولمحبي اللحوم يفضل تناول الأسماك المشوية أو بشكل عام الابتعاد عن استخدام اللحوم المقلية والدهون.
أساليب الطهي
من النصائح المهمة لربات البيوت عند إعداد الطعام واختيار الزيوت للقلي أو الشواء وغيرها، من المهم عند اختيار منتجات الزيوت الاهتمام بمحتواها الصحي بدلاً من التركيز على السعر الأفضل أو الأرخص فقط. وفي هذا السياق لا بد من البحث عن الجودة بدلاً من الكمية في مكونات إعداد الوجبات للعائلة أو الضيوف.
فزيت الذرة مثلاً من الخيارات الممتازة للطهي، كما أن زيت الذرة من أفضل الخيارات المتاحة للاستخدام، كونه يحتوي على مكونات نباتية تخفض من مستوى الكوليسترول وتقي من أمراض القلب.
كما أن زيت دوار الشمس يقدم العديد من المزايا الصحية، نظراً لكونه مضاداً طبيعياً للأكسدة وغنياً بفيتامين «هـ» الذي يقوّي نظام المناعة في الجسم. أما زيت الزيتون فينتج من أشجار الزيتون ولا يختلف اثنان على فوائد زيت الزيتون خلال استخدامه مع السلطات أو يوضع فوق أطباق المقبلات.
وإذا كانت الرغبة في تناول الطعام مع العائلة في مكان ما خلال الصيف، وهو أمر شائع للغاية في المنطقة، فمن الأفضل اختيار الأماكن التي تقدم وجبات مغذية وغنية. ولكن التأكيد على تناول الطعام باعتدال دون الإضرار بالصحة. لأن تناول وجبات متوازنة وأطباق ذات مكونات صحية تم طهيها وإعدادها بالشكل الصحيح يساعد على التمتع بصيف جميل دون عناء.
اختر وتجنب
اختر الماء وتجنب المشروبات الغازية
اختر زيت الزيتون وتجنب زيت النخيل
اختر زيت دوار الشمس وتجنب زيت الفول السوداني
اختر السمك أو اللحم المشوي وتجنب الدجاج المقلي
اختر الفاصولياء والعدس والبازلاء وتجنب النقانق
اختر البيض وتجنب الجمبري والربيان والمحار
اختر الحليب قليل الدسم أو منزوع الدسم وتجنب الحليب كامل الدسم
اختر الأجبان قليلة الدسم وتجنب الجبن كامل الدسم، والزبادي والآيس كريم
اختر العصير الطازج وتجنب العصائر الصناعية والصودا
اختر الخبز العربي والأسمر وتجنب المعجنات مثل الدونات نصائح
تناول الألبان والخضروات
الكالسيوم هو العنصر الأساسي في تكوين العظام. والهيكل العظمي في الإنسان يختزن 99% من إجمالي كمية الكالسيوم في الجسم، ومن أكثر المواد الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم، اللبن، ومنتجات الألبان بشكل عام، وتتميز منتجات الألبان، إضافة لاحتوائها على الكالسيوم بأنها مصدر أساسي للبروتين والعناصر المفيدة لسلامة العظام.
ومن مصادر الكالسيوم الأخرى، الخضروات، المكسرات، والسلمون. في الوقت نفسه، يقلل فيتامين(د) من معدلات فقدان الجسم خلايا العظام، كما تقي كبار السن من الكسور الناتجة عن المرض. إن تناول الخضروات والفواكه يزيد من كثافة العظام، كما أن تناول البروتينات يقلل من معدلات فقدان العظام لدى كبار السن.
مراجعة الطبيب
عند الشعور بخلل في توازن الجسم أو ظهور أعراض نقص فيتامين (د) لا بد من مراجعة الطبيب لمعرفة كمية الأشعة، التي يتعرض لها الشخص، ونوعية الأطعمة التي يتناولها. ومتابعة إرشادات الطبيب على تعود كمية فيتامين( د) إلى الجسم بمعدلها الطبيعي. لأن الكالسيوم يؤدي وظائف عدة في الجسم، وهو ضروري لانقباض العضلات وقوتها، ويحصل عليه الجسم من تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم.
التعرض للشمس
التعرض الكثير لأشعة الشمس قد يتسبب في حدوث مضاعفات خطرة على جسم الإنسان، وذلك للزيادة المفرطة في كميات فيتامين (د) الذي إذا زاد عن معدله الطبيعي يتحول إلى مصدر سموم للجسم، كما أن استخدام الواقي الشمسي بكميات مبالغ فيها يحجب الجسم عن الحصول على الأشعة المطلوبة، لذلك لا بد من تعريض الجلد لكميات الأشعة المطلوبة، ومن ثم وضع الواقي الشمسي.