الإمام الهادي (عليه السلام) صرح لن يتصدع
03/05/2014 01:05
المكتب الخاص / النجف الاشرف
الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) فجر سامراء الصافي وأمان الأمة المذبوحة على مقاصل الطغاة, استظل بظلّه التقى وعلى كفّه نُصّبت مثابة العدل في زمن سطوة الجبابرة الذين اختزلوا الأديان في بلاطهم وذلوا الإنسان بجورهم. إمام نقي فجّر ثورة العلم في معاقل العقول وهزم جحافل الجهل بسلاح المعرفة وبنى مملكة الإيمان بهياكل القرب من الله جل وعلا, فتى هاشمي علوي اسند الحق على قوامه النبوي وأبطل الأباطيل بسيرته المحمدية ثم ارتفعت على مناكبه منارة العدل ليستضيء بوهجها الأجيال المتعاقبة على مر الدهور. شبل من أشبال المرتضى .. بشجاعته الحيدرية وفصاحته العلوية حطّم عروش الطغاة الخاوية وأومأ للانهيار أن يدبّ في قلوب ملوكها الفانين بكلمات الحق التي ينبعث منها نور القداسة فكشفت عن المصير الحتمي للظالمين في قاع الاندثار ليكونوا عبرة للإنسان وطعاما للديدان. هادي مهدي في زمن الظلال والبدع وقلعة صمود الحقيقة الناصعة التي تعلق بأسوارها العالية التائقين للنهج القويم في عصر الضياع وتلاشي الوجود على بوابة الذل والخنوع والانصياع لأوامر الشيطان. رحل الهادي عليه السلام فكُسفت شمس من الشموس المحمدية اجتاحتها غيوم الجور التي ينهمر منها سموم الحقد أجيالاً وأجيال, دسوا له السم ليمزقوا الإيمان المغروس في قلبه النابض بدماء البقاء الرباني الذي يسري في قلوب المحبين والموالين, إيمان عجزت سموم الحقد الدفين من أن تنال من عزيمته وخسئت الأيادي الأثيمة أن تزعزعه بمثالب الجبناء التي يؤرقها شموخ الصروح كما أغاضتها هيبة الأنبياء ولن يهزم ذلك الحق الموصول بأسباب السماء عبر القرون انه إيمان بقوة الله أصبح رواسيا للمجد ترتفع عليها رايات السماء يرفل تحت ظلها العظماء.رايات للمجد تخطت عتبة التاريخ وطوت بجناحها جغرافية المكان ليتوقف الزمن منبهرا ويجر البغاة أذيال الخيبة والخسران. رحل الإمام بعدما انقضّت أسنان الظلم على سنينه وغاصت أيامه في بحور الحزن وتوالت على قلبه الحسرات وتعاقبت عليه النائبات. توسد الصبر وتجرع مرارته حين انزوى عنه الأنصار وقل المعين, فعرّج بعيدا في رحبة الملكوت يتلذذ بطيب المناجاة يفتح كفيه كأنها شفاه باسمة مستبشرة بوجه السماء النيّرة, تناغي حروف تبتله ثغور السماء فينساب رحيق الرحمة على قلبه المتألم يحنّ للقاء والالتحاق بركب الانقياء في أعلى علّيين رحل الإمام وقلوب المحبين مفجوعة تنزف الألم وعيون يسيل منها دمع الفراق تتوسل القرب وتنشد الشفاعة يوم الجزاء.
السلام على الإمام علي بن محمد الهادي التقي النقي يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا. عظم الله اجورنا واجوركم بذكرى استشهاده ورزقنا الله وإياكم شفاعته.