حملتْ شذى الأزهار
أنسامُ المساء
وتمخطرتْ وتمايلتْ
عجباً بسِحر ندى
تجاوز سِحرها
ورحيق زهرة فاقها
صفواً وأزكى نقاء
وجثى على سوقه الجورى
يواسى الأقحوان
ببسمةٍ حَملتْ له حرَ عزاء
أن تكونى وردة قد أينعت
وسط الحقول ومنها وحدها
دون الورود بعبقها
تسرى نسيمات المساء
يا وردة استوطنتْ قمم الجبال
أسكرتْ بجمال الروح فيها
كل خفقات الجمال
فهام بها حباً تجاوز
حده كل إدراك الخيال
العشق يعشقها
وقد جُن الهيام بها هياماً
ماذا عليك إن لم يجرؤ يوماً
أن يبوح لك الأنام
شَغفتِهم حباً بعبق سِحره
يبقى كما الأيام
فيهم ويزداد بهم غراماً
يدغدغ الإحساس تيهاً
ويلجم نطقهم صمتٌ
يترجم ما عجز
عن نطقه كل الكلام
مسكنكِ ثناياالروحِ منهم
وأنتِ لهم فجرالوئام
وانتشار النور فى دحر الظلام
سكون النفس فيهم أنتِ وسر أحلى الابتسام
هل لمثلك أن تنال تجاهلاً وتناسياً
لا وربك مالمثلك بينهم يوماً تُضام
ولا لمن يهواكِ يوماً
إن لاذ بصمته دهراً أن يُلام
عذراً له ما كان مبعث صمته خوفاً
لبوحٍٍ به العواذل أن تنل شراً
بأنفسهم مرام
فيظل يحضن صمته فى شقوةٍ
يمسح أساه بنسمةٍ تحمل بعبقك له
كل يومٍ عبير ودك فى التحية والسلام
بقلمى/ ود جبريل
إهداء لكل زهرةٍ فواحةٍ بعبق روحها
وسمو أخلاقها ما لها إلا أن تحب من قبل النسائم
وكل ذى حسٍ من البشر يقدر طهرها ونقاء روحها
ويخشى عليها من همسات القيل والقال فيخسىء
كل ترصد لمن يحسدها على ما حظيت به.