النتائج 1 إلى 2 من 2
الموضوع:

السفياني وعدائه لاهل البيت (عليهم السلام )

الزوار من محركات البحث: 243 المشاهدات : 1405 الردود: 1
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    عضو محظور
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الدولة: ✣ ιn ệХỉļЭ ✣
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 31,592 المواضيع: 1,673
    صوتيات: 90 سوالف عراقية: 6
    التقييم: 42837
    آخر نشاط: 25/September/2022
    مقالات المدونة: 10

    Rose السفياني وعدائه لاهل البيت (عليهم السلام )


    السفياني وعداءه لأهل البيت (عليه السلام)
    إن السفياني وحزبه هم أولياء الشيطان الذين يعادون الإمام المهدي (عليه السلام) اما الإمام وحزبه فهم أولياء الرحمن عز وجل، وهذان هما طرفا المعادلة الباقيين ما دام إبليس قائماً وناصباً نفسه داعياً للضلال والإلحاد والكفر بالله تعالى.
    ومما لا يقبل الشك أن يقف السفياني في وجه الإمام المهدي (عليه السلام) وصاحب دعوته السيد اليماني ويكنّ لهم العداء الذي هو امتداد للعداء الأموي القديم الذي كان أجداد السفياني يكنونه للرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، ومما يروى في ذلك ما جاء عن الحكم بن سالم عمن حدثه عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إنا وآل أبي سفيان بيتين تعادينا في الله قلنا صدق الله وقالوا كذب الله، قاتل أبو سفيان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وقاتل معاوية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي (عليه السلام) والسفياني يقاتل القائم (عليه السلام) )( ).
    والصراع بين هذين البيتين يمثل الصراع بين الخير والشر والذي يمتد إلى زمان قيام القائم (عليه السلام) الذي سوف يجتث الظلم والظالمين من أصولهم ويأتي على بنيانهم من القواعد بعون الله تعالى.
    ولعل في مواقف أبو سفيان المعادية للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وتأليب الناس عليه وجمع الجموع لحربه والقضاء على دعوته خير شاهد على ذلك العداء أيام خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) والمتمثل بمواقف معاوية بن أبي سفيان الذي جيش الجيوش وقاد حرب ضروس ضد علي (عليه السلام) في حرب صفين، أما موقف يزيد من الإمام الحسين (عليه السلام) فأشهر من نار على علم، وتعدى الأمر من العداء لأهل البيت إلى أتباعهم وشيعتهم حيث كان الأمويون يسومونهم سوء العذاب والتشريد والحرمان والقتل .
    هذه الحقائق التاريخية الواضحة للعيان ستتكرر مرة أخرى في عصرنا عصر الظهور الشريف للإمام المهدي (عليه السلام) وتحديداً قبيل قيام القائم وما بعد قيامه الشريف والمستهدف الأول فيها إمام الزمان (عليه السلام) وبما إنه غائب فإن صاحب دعوته السيد اليماني سيكون هو المستهدف من قبل السفياني ( أبو سفيان العصر ) وبالتالي ستحمل أتباع المهدي وأنصاره جزءاً من هذا العداء كما تحمّل أسلافهم من عداء بنو أمية، فالعداء هو هو ولكن الأشخاص تغيروا بتغير الزمان والمكان، فإذا كان أبو سفيان حارب أهل البيت بالسيف والرمح والقوس فقد أصبحت الأسلحة اليوم البنادق والمتفجرات والمفخخات وهو أمر ذكرته الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) وهو قولهم : ( يخرج السفياني وبيده ثلاثة قصبات لا يقرع بهن أحداً إلا مات )( ) ولا يمكن حمل هذه الرواية على ظاهرها لأنه لا يمكن قتل إنسان بمجرد قرعه بقصبة، بل إن المقصود بالقرع هو الانفجار الذي تحدثه القصبات الثلاثة التي تتكون منها القنابل التي يستخدمها الإنتحاريون في تفجير الناس فالقصبات الثلاثة هي عبارة عن مادة التفجير وجهاز التفجير والصاعق والتي لا يقرع بها أحد إلا مات نتيجة انفجارها.
    ومواقف السفياني تلك يمكن التعرف عليها عن طريق التعرف على تحركاته بعد سيطرته على الحكم في بلاد الشام وتحديداً في دمشق.
    إلا أن هناك طوائف يبقون مقيمين على الحق ولا ينصرون السفياني أو يدخلون فيما دخل فيه أهل الشام من حرب الإمام المهدي (عليه السلام) وهؤلاء حتماً ممن يعرف عنهم الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) إلا أن هذا الصنف من الناس لا ينجون من السفياني وسيفه إذ يعمل الأخير على استدراجهم ومن ثم القضاء عليهم بل وردت رواية تؤكد إن المستهدفين هم أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) الذين يتواجدون في بلاد الشام، فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) في معرض حديثه عن السفياني وحركته: (... وبعد دخوله دمشق يهرب منها أولاد رسول الله إلى قسطنطينية فيطلبهم ويردهم ملك الروم إليه فيضرب أعناقهم على الدرج الشرقي في جامع دمشق فلا ينكر عليه ذلك أحد )( ).
    يتبين من هذه الرواية إن هؤلاء الهاربين هم من أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أي من السادة المتواجدون في دمشق ولجوئهم إلى ملك الروم وإرجاعهم من قبل الروم يرمز إلى وجود علاقة حميمة بين السفياني والروم أو وجود مصالح مشتركة بينهم.
    ثم إن خروج تلك الجماعة من أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لا تخلوا من أمرين أما أن تكون أعدادهم كبيرة إلى حد الهجرة الجماعية إلى بلاد الروم وهذا ما لا ترضاه بعض الدول وهو أمر نشاهده اليوم من لجوء بعض الناس إلى الدول الأوربية فتقبلهم تلك الدول تارة وترفضهم تارة أخرى حسب الظرف المحيطة.
    وطلبهم اللجوء السياسي من ملك الروم وعند معرفة السفياني بذلك يقوم بالمطالبة بهم ويستجاب طلبه، وإن عمله ينبع من حقده على أهل البيت (عليهم السلام) وهذا ما نلمسه من طريقة قتله إياهم وضربه أعناقهم عند جامع دمشق الذي بني على هذا العداء، فليس غائباً عنا نصب رأس الحسين (عليه السلام) على الرمح في هذا المسجد وعياله ونساءه سبايا.
    فهذا الفرع من ذاك الأصل وهذا العداء من ذلك العداء والحقد لأهل البيت (عليهم السلام)
    وقد حذر أهل البيت من الشام والبقاء فيها عند ظهور الفتن والقتل، ففي رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( إذا سمعتم باختلاف أهل الشام فيما بينهم فالهرب الهرب من الشام فإن القتل فيها والفتنة )( ).
    ولو عدنا إلى رواية قتل أولاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) عند جامع دمشق لوجدنا إن الواقع وراء ما قام به السفياني هو دافع ديني وليس سياسي بدليل إن السفياني قام بقتلهم أمام الناس مع ما به من إرهاب من تحدثه نفسه في الخروج على سلطانه والحال إنه بالإمكان قتلهم ولكن ليس بهذا الجهر والإعلان.
    ومن الجدير بالذكر إن حركة السفياني سوف لا تخرج عن نطاق سياسة اتخاذ الدين ستاراً لها ودليل ذلك هو استعانة السفياني بالعلماء ورجال الدين ومن خالفه منهم قتله فقد ورد عن نهج السفياني: ( يقتل العلماء وأهل الفضل ويفنيهم ويستعين بهم فمن أبى عليه قتله )( ).
    وأظهرته بعض الروايات بمظهر المتعبد فجاء في وصفه: ( شديد الصفرة من أثر العبادة )( ). وهذا دليل على تستره بالدين لخداع أنصاره ومؤيديه ومن حوله.
    أما الرواية التي أشارت إلى قتل العلماء واستعانته بآخرين منهم فالمعنى واضح منها، وهو إن من يقتلهم من العلماء هم ممن يخالفوه في الرأي أو على غير مذهبه وقد يكونوا على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من المقيمين في بلاد الشام وخاصة دمشق.
    وعند تصفية الأوضاع الداخلية في بلاد الشام وسيطرته على مقاليد الحكم فيها بقبضة من حديد يتوجه إلى بلدان أخرى في مقدمتها العراق لغرض السيطرة عليه لأنه على علم إن العراق هو عاصمة الإمام المهدي (عليه السلام) ومقر ومركز دعوته المباركة.
    وفيما يخص العراق فإنه يكون غاية هم السفياني، ويضع السيطرة عليه على رأس أولوياته لأن العراق كما أسلفنا يكون عاصمة دولة الإمام (عليه السلام) ومركز حركته ثم إن غالبية أهل العراق هم من الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) الذين يبغضهم لبغضه لأهل البيت (عليه السلام) لذا فإنه يجد متنفساً لإظهار هذا الحقد عند احتلاله العراق فيسومهم قتلاً وصلباً وسبياً ويكون هذا الأمر هو شغله الشاغل، فعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( فيظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وشيعتهم )( ).
    والملفت للنظر إن الروايات الشريفة تتحدث أيضاً عن شخص آخر يسمى بـ( صاحب السفياني ) أو السفياني الثاني وإن دخوله العراق يسبق دخول السفياني الرئيسي، وصاحب السفياني هذا سوف ينتهي به المطاف إلى الموت في منطقة ما بين العراق والشام، فقد ورد عن عمر بن أبان الكلبي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة ...)( ).
    وصاحب السفياني يكون محور نشاطه أيضاً بلاد الشام والعراق ولا يستبعد أن يكون على طليعة جيش السفياني الرئيسي والقائد الأعلى لقواته أو بعبارة أخرى هو المسؤول عن حركة السفياني وظهورها وجمع العدة والعدد والتنظيم.
    ففي رواية: ( تفترق الناس والعرب... فتكون الغلبة لقضاعة وعليهم رجل من ولد أبو سفيان... ثم يستقبل السفياني فيقاتل بني هاشم وكل من نازعه من الرايات الثلاثة وغيرها فيظهر عليهم جميعاً، ثم يسير إلى الكوفة ويخرج بني هاشم إلى العراق ثم يرجع من الكوفة فيموت في أدنى الشام ويستخلف رجلاً آخر من ولد أبي سفيان فتكون الغلبة له ويظهر على الناس وهو السفياني )( ).
    يستفاد من هذه الرواية إن صاحب السفياني سفياني النسب أيضاً أي يرجع نسبه إلى أبي سفيان وفحوى النص يشير إلى أن صاحب السفياني لا يعبر عنه بالسفياني بل يرمز له بلفظ مغاير يختلف عن السفياني الرئيسي الذي عبر عنه في الرواية بالسفياني.
    وهناك رواية أخرى أوردها ابن حماد تشير إلى وجود سفيانيين اثنين جاء فيها: ( إذا غلبت قضاعة وظهرت على المغرب فأتى صاحبهم بني العباس فيدخل ابن أختهم الكوفة مع من معه فيخربها ثم تصيبه بها قرحة ويخرج منها يريد الشام فيهلك بين العراق والشام ثم يولون عليهم رجلاً من أهل بيته فهو الذي يفعل بالناس الأفاعيل ويظهر أمره وهو السفياني...)( ).
    والظاهر من الرواية إنه يوجد صلة قرابة بين السفياني الأول أو صاحب السفياني وقضاعة وإنها من ناحية الأم بدليل نعته بـ( ابن أختهم) وهذا ما لا ينطبق على السفياني الرئيسي الذي سبق القول بأن له صلة قرابة بقبيلة كلب وإنهم أخواله مما يعني وجود سفيانيين.
    ثم إن السفياني لا يموت إلا بعد قيام الإمام المهدي (عليه السلام) وتكون نهايته وقتله على يده بينما الرواية السابقة تتحدث عن موت رجل من آل أبي سفيان أو ( صاحب السفياني ) ما بين الكوفة والشام لقرحة تصيبه مم يعني إن المقصود به هو شخص آخر غير السفياني الرئيسي الذي يكون أكثر قوة وعنفاً ودموية من الأول لأنه هو من وعد الناس به وإنه يفعل بهم الأفاعيل لا شخص آخر الذي يسير على نفس منهجه الدموي العنيف ولكن بشكل أخف وطأة مما عليه الحال بالنسبة للسفياني.
    وكذلك ورد عن ارطأة قال: ( في زمان السفياني الثاني تكون الهدة حتى يظن كل قوم إنه قد خرب ما يليهم..)( ).

    مما يقف دليلاً آخر علة وجود سفيانيين، وجاء في رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( السفياني أحمر أشقر أزرق لم يعبد الله قط ولم يرى مكة ولا المدينة قط يقول يارب ثأري والنار يارب ثأري والنار )( ).
    ولعل السفياني الثاني ينادي بثأر صاحبه ( صاحب السفياني ) الذي يموت كما أسلفنا مما يجعله مغتاضاً لقتله فيطالب بثأره، وهذا أمر عرف عن جده أبي سفيان الذي نادى بثأر قتلى بدر من المشركين وجيش الجيوش لقتال المسلمين فكانت واقعة أحد التي خاضها أبو سفيان ثأراً لما حل بهم يوم بدر وأقبل عند نهاية المعركة رافعاً صوته بمسمع من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وأصحابه منادياً ( يوماً بيوم إن الأيام دول وإن الحرب سجال )( ).
    ولا يستبعد أن يكون في رفع السفياني شعار الثأر ومناداته به من باب المقابلة للشعار الذي ينادي به الإمام المهدي (عليه السلام) وأصحابه للمطالبة بثأر الإمام الحسين (عليه السلام) وهو شعار ( يالثارات الحسين ).
    أما ما يتعلق باحتلال جيش السفياني للعراق فالذي يبدو من سياق الروايات إن هذا الجيش عند دخوله إلى العراق يتوجه إلى الزوراء ( بغداد) بغية السيطرة عليها ومن هناك يتجه إلى الكوفة ومن ثم إلى غيرها من المناطق الأخرى، وهذا الأمر طبيعي لأن بغداد هي عاصمة العراق لتواجد مركز الحكم والقيادة فيها فإن السيطرة عليها يعني السيطرة على العراق، وفي سيطرة جيش السفياني عليها يقوض الحكم المتمثل بحكومة بني العباس، والقضاء على هذه الحكومة يعني خضوع العراق رسمياً للسفياني بعد احتلاله.
    ففي رواية عن حذيفة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أنه قال: ( فبينما هم كذلك في ستين وثلاثمائة راكب حتى يأتي دمشق فلا يأتي عليه شهر حتى يبايعه من كلب ثلاثون ألفاً فيبعث جيشاً إلى العراق فيقتل بالزوراء مائة ألف وينحدر إلى الكوفة فينهبونها..)( ).
    والظاهر إن سرعة احتلال جيش السفياني لبغداد وسهولة توجهه إليها تعود إلى ضعف حكومة بني العباس آنذاك نتيجة الأختلاف فيما بينهم مما يجعلها عاجزة عن مواجهة جيش السفياني وما يصاحب ذلك من فوضى وانفلات في الوضع الأمني مما يتيح للسفياني سرعة الانقضاض على العراق واحتلاله، وهذا ما صرح به الإمام الصادق (عليه السلام) عندما سأله يعقوب بن السراج: ( متى فرج شيعتكم قال: إذا اختلف ولد العباس ووهي سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع...)( ).
    ثم لا ننسى إن جيش السفياني يكون دخوله من الأراضي السورية المحاذية لأرض العراق في المنطقة الغربية التي لا يستبعد تعاون قادتها مع جيش السفياني وتسهيلهم لمهمة الوصول إلى بغداد، وهذا لا يعني إن جميعهم سوف يقفون مع السفياني بل قسم منهم أما القسم الآخر فيكونون واقعين تحت ضغط هؤلاء وليس لديهم حول ولا قوة ولا يستطيعون لجيش السفياني ردعاً ولا لأمره دفعاً.
    وعند دخول جيش السفياني إلى بغداد فإنه سوف يخربها ويسوم أهلها قتلاً ويستبيح المدينة ثلاثة أيام فعن الإمام الصادق (عليه السلام) متحدثاً عما يجري في تلك الأثناء أنه قال: ( ويعم العراق خوف شديد لا يكون معه قرار ويقع الموت الذريع بعد أن يدخل جيشه إلى بغداد فيبيحها ثلاثة أيام ويقتل من أهلها ستين ألفاً ويقتل سبعين ويخرب دورها ثم يقيم بها ثماني عشرة ليلة فيقسم أموالها ويكون اسلم مكان فيها الكرخ )( ).
    وهذا دليل على قسوة السفياني وشدته مع الموالين لأهل البيت، وهو بذلك يشابه أجداده من آل أبي سفيان فليس بعيد عن الأذهان ما فعلته هند زوجة أبي سفيان مع حمزة بن عبد المطلب وتمثيلها بجثمانه الطاهر الشريف .

    وقد أكد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على دمار بغداد وما تلاقيه من هوان بعد غضارة العيش وسعة الحال وحذروا من مغبة البقاء فيها لما سيصيبها من بلاء فقد جاء في ذكرها: ( تكون الزوراء محل عذاب الله وغضبه وتخربها الفتن وتتركها جماء فالويل لها ولمن بها كل الويل من الرايات الصفر ورايات المغرب ومن يجلب في الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها من قريب ومن بعيد والله لينزلن بها من صنوف العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف فالويل لمن اتخذها سكناً فإن المقيم بها يبقى لشقائه والخارج منها برحمة الله، فوالله إن بغداد لتعمر في بعض الأوقات حتى إن الرائي يقول هذه هي الدنيا وإن دورها وقصورها هي الجنة وإن بناتها هن الحور العين وإن ولدانها هم الولدان وليظنن إن الله لم يقسم الرزق إلا بها وليظهرن بها من الافتراء على الله ورسوله والحكم بغير كتابه ومن شهادات الزور وشرب الخمور وإتيان الفجور وأكل السحت وسفك الدماء ما لا يكون في الدنيا كلها إلا دونه ثم يخربها الله بتلك الفتن وتلك الرايات حتى يمر المار فيقول ها هنا كانت الزوراء )( ).
    وأشارت الرواية إلى حالة الخوف التي تشمل العراق عموماً وبغداد خصوصاً والتأكيد على إن أسلم المواضع فيها الكرخ ولا غرابة في ذلك لأن الكرخ لا يتواجد فيها الكثير من الشيعة على عكس الرصافة التي يسكنها غالبية الشيعة والتي تكون هدفاً للسفياني وجيشه.
    فذكر أحمد بن زكريا عن الرضا (عليه السلام) الذي سأل ابن زكريا قائلاً: (أين منزلك ببغداد قلت الكرخ قال أما إنه أسلم موضع ولا بد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل وليجة وبطانة...)( ).
    وفي رواية أخرى حول دخول جيش السفياني إلى بغداد: ( يدخل مدينة الزوراء فكم من قتيل وقتيلة ومال منتهب رحم الله من آوى نساء بني هاشم يومئذ وهن حرمتي...)( ).
    مما يدل على القتل الوحشي وانتهاك الحرمات، أما الكوفة فيكون هم السفياني الوصول إليها ويصبح شغله الشاغل هو احتلالها فيبعث جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفا فيصيبون أهل الكوفة قتلاً وسبياً وفي رواية إن عددهم مئة وثلاثون ألف مقاتل وينتهج هذا الجيش الجرار سياسة الأرض المحروقة فلا يمر بشيء إلا دمره ويهلك الحرث والنسل ولا يبقى بيت إلا دخله من ظلمهم شيء فقد جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ( والله لا يزالون حتى لا يدعوا محرماً إلا استحلوه ولا عقداً إلا أحلوه حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم وينابه سوء رعيهم حتى يقوم باكيان باك يبكي لدينه وباك يبكي لدنياه )( ).
    مما يعني إن فتنة السفياني هي من الفتن العامة التي يعم بلائها ويشمل البر والفاجر وذلك لأن الجيوش المحتلة عادة ما يرافق دخولها إلى البلد المحتل اضطراب الأوضاع وفقدان الأمن وزعزعة النظام مما يشجع على القيام بمثل تلك الأعمال من قبل ضعاف النفوس.
    روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال عن السفياني : ( يبعث مئة وثلاثون ألفاً إلى الكوفة وينزل الروحاء والفاروق فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود بالنخيلة فيهجمون إليهم يوم الزينة وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة ألاف من الكهنة ويقتل على جسرها سبعين ألفاً يتحامى الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد ...)( ).
    الرواية الثانية عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: ( ... ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ...)( ).
    ويبدو إن جيش السفياني هذا يتدرج في احتلال المناطق الواقعة ما بين الكوفة وبغداد ( الزوراء) محاولاً السيطرة على الطريق الواصل بين المدينتين لتأمين هذا الطريق وللحفاظ على جيشه من أي هجوم مباغت من الخلف مع سلوكه طريق يتتبع فيه مجاري الأنهار وما يتوفر على جوانبها من أراضي مزروعة التي توفر لجيشه المئونة .
    وهذا التفاوت بين أعداد الجيش المتوجه إلى الكوفة مرده إلى أن الجيش الأصلي المرسل إليها هو مئة وثلاثون ألفاً إلا أن قطعات من هذا الجيش وفي إطار تمشيط المناطق المحاددة للكوفة وتأمينها تنفرد عن هذا الجيش فيكون عدد الجيش المتبقي منها سبعون ألف مقاتل وهي أول القطعات الداخلة إلى الكوفة لغرض احتلالها .
    وعند دخول جيش السفياني إلى الكوفة يسبيها ثلاثة أيام ويقتل من أهلها ستون ألفاً على أقل تقدير ويمكث فيها ثمانية عشر ليلة يذيق أهلها فيها الأمرين، ولا يكون له هم إلا آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وشيعتهم.
    وقد وصف أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يفعله السفياني بقوله: ( كأني به قد نعق بالشام وفحص برايته في ضواحي كوفان فعطف عليها عطف الضروس وفرش الأرض بالرؤوس وقد فغرت فاغرته وثقلت في الأرض وطئته بعيد الجولة عظيم الصولة والله ليشردنكم في أطراف الأرض حتى لا يبقى منكم إلا القليل كالكحل في العين )( ).
    وهذه سنة من كان قبله من آبائه وأجداده في تعاملهم مع أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم، وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى هذا المعنى في قوله: ( وأيم الله لتجولن بني أمية أربا سوء لكم بعدي كالناب الضروس تغط بغيها وتخبط بيدها وتضرب برجلها وتمنع درها ولا يزالون بكم حتى لا يتركوا في مصركم إلا تابعاً لهم ولا يزال بلاءهم بكم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا مثل انتصار العبد من ربه إذا رآه أطاعه وإذا توارى عنه شتمه ...)( ).
    والمقصود بانتصار العبد من ربه ليس المقصود من ربه هو الله بل سيده ومالكه كأن يقال رب الأسرة أو رب الإبل أي مالكها، وهو واقع الحال في تعامل العراقيين مع بني أمية قديماً وهذا ما سيتكرر فعله عند دخول جيش السفياني إلى العراق.
    وقد حث أئمة أهل البيت (عليهم السلام) على أن تغيب الرجال وجوهها في ظل هذه الظروف حفاظاً على حياتهم وحقناً لدمائهم ففي رواية الحضرمي أنه قال: ( قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) كيف نصنع إذا خرج السفياني قال تغيب الرجال وجوهها منه ...)( ).
    ولا يكتفي السفياني بقتل الرجال بعد دخوله الكوفة بل يقوم بسبي النساء فقد جاء عن علي (عليه السلام) قوله: ( يسبي من الكوفة ألف بكرلا يكشف عنها قناع حتى يوضعن في المحامل ويذهب بهن إلى الثوية وهي الغرية ...)( ).
    إلى أن يتيح الله تعالى لهن راية الهدى ( جيش اليماني ) ليستنقذوهن من جيش السفياني ( ).
    وتذكر المصادر احتلال أجزاء أخرى من العراق فضلاً عن الكوفة وبغداد منها واسط والبصرة وعقرقوف وبابل وغيرها من المناطق مما يعني سيطرته على معظم الأراضي العراقية إن لم نقل كلها وهيمنته عليها.
    ففي رواية للإمام الصادق (عليه السلام) يتحدث فيها عن السفياني: ( يركب الأرض تسعة أشهر يسوم الناس فيها سوء العذاب فويل لمصر وويل للزوراء وويل للكوفة وواسط )( ).
    ولعل ذلك متأتي من وجود شيعة وموالين كثر لأهل البيت (عليهم السلام) في هذه المدن، كما انه من الممكن وجود جيوب للمقاومة في كلتا المدينتين تقف في وجه جيش السفياني وتحاول صد هجومه عليها فينزل بها عند ذلك نقمته وشره.
    أما أساليب ووسائل السفياني التي يستخدمها في صب غضبه على الناس فكثيرة حيث يقوم بالقتل على الاسم والهوية فمن شابه اسمه احد أسماء أهل البيت (عليهم السلام) قتله فقد ورد عن علي (عليه السلام) أنه قال : ( لم يزل السفياني يقتل من اسمه محمد وعلي والحسن والحسين وجعفر وموسى وفاطمة وزينب ومريم وخديجة وسكينة ورقية حنقاً وغيضاً لآل محمد (عليهم السلام) )( ).
    ولا يكتفي بالقتل فقط بل يتّبع أسلوب المثلى بعد القتل كما فعل جده الملعون يزيد بشهداء كربلاء فقد جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( ليؤخذ الرجل فتقطع يداه ورجلاه ويصلب على جذوع النخل وينشر بالمنشار ثم لا يعدو ذنب نفسه أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ )( ).
    وفي رواية أخرى: (ويبقر بطن امرأة حبلى في الطريق بغير ذنب فيسقط جنينها)( ).
    وغيرها كثير من هذه الروايات التي تركناها مراعاة للاختصار، ولو إن أحداً قرأ هذه الأحاديث قبل هذا الوقت لما استطاع أن يتصور هذا المنظر إلا إننا في هذا الزمان وتحديداً في العراق شهد جميع من كان هناك مثل هذه الأفعال مراراً وتكراراً والشواهد كثيرة، فلا استغراب من أن يقوم السفياني بالباقي عند دخوله العراق واجتياح جيشه له.

    وكذلك يقوم السفياني بإعطاء المال في سبيل قتل أتباع آل محمد فقد ورد عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( كأني بالسفياني أو بصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة فينادي مناديه من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم أما إن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلى صاحب البرقع قلت ومن صاحب البرقع فقال رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه فيغمزكم رجلاً رجلاً أما إنه لا يكون إلا ابن بغي )( ).
    وهذا أمر طبيعي حيث صرنا نشهد هذا الأمر في أيامنا فيتاجر بدم الناس مقابل حفنة من الدنانير، وتوجد إشارة في الرواية إلى أن المقصود بشيعة علي هم أتباع دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) والسيد اليماني ولا يقصد بهم الشيعة بصورة عامة لأننا كما نعلم إن الكوفة أغلب سكانها إذا لم نقل كلهم من الشيعة فكيف يستقيم ذلك إلا أن يكون المقصود أنصار الإمام الذين يطلبهم السفياني بصورة خاصة وإلا فإن باقي الشيعة في متناول يده وتحت ناظرية في كل الكوفة .
    وهذا يدل على أن له مؤيدين من داخل العراق ممن وافق هواهم هواه بل وحتى من داخل الوسط الشيعي ومن يحسب على مذهب التشيع وهو منهم براء بلحاظ قول الصادق (عليه السلام): (رجل منكم يقول بقولكم) وهذا الرجل سوف يبيع دينه وضميره وأهله لأجل حفنة من المال عن طريق كشفهم للأعداء وتعريفهم به، وهو أي صاحب البرقع يغطي وجهه حتى لا يتعرف الناس عليه لأنه من بينهم وهم يعرفونه ولكنه يضع البرقع ليخفي شخصيته.
    أما الحجاز فإن السفياني يوجه قسماً من جيشه إليه وتحديداً إلى المدينة بغية احتلالها، بعد أن يقوم باحتلال العراق فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: ( إذا خرج السفياني يبعث جيشاً إلينا وجيشاً إليكم فإذا كان ذلك فأتونا على كل صعب وذلول )( ).
    ويفعل في المدينة المنورة ما فعل في الكوفة، حيث يكتب إلى قائد جيشه الذي احتل الكوفة بالتحرك إلى الحجاز فيتم تسيير الجيش إلى المدينة، فيضع السيف في قريش ويقتل الرجال والولدان ويبقر البطون ويقتل في هذه المجزرة شخصين من قريش رجل وأخته ويصلبان على باب مسجد المدينة.
    فقد ورد: (يكتب السفياني إلى الذي دخل الكوفة بخيله وبعد أن يعركها عرك الأديم يأمره بالسير إلى الحجاز فيسير إلى المدينة فيضع السيف في قريش فيقتل منهم ومن الأنصار أربعمائة رجل ويبقر البطون ويقتل الولدان ويقتل أخوين من قريش رجل وأخته يقال لهما فاطمة ومحمد ويصلبهما على باب مسجد المدينة )( ).
    وهذا يدل على ضعف سيطرة الحكومة عليه وتشتت أمرهم وتفرق كلمتهم نتيجة المنافسة على الحكم مما يسهل على جيش السفياني دخول الحجاز .
    فيدخلها في اثنا عشر ألف رجل عليهم رجل من بني أمية وينزل داراً لأحد بني أمية، مما يعني وجود أسر أموية في المدينة وقد يكون هناك تعاون مشترك ولو بشكل محدود بين الطرفين مما يسهل عملية تتبع آل محمد وشيعتهم والقبض عليهم فقد ورد: ( وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من كلب واثنا عشر ألف عنان من خيل السفياني متوجهاً إلى مكة والمدينة أميرها أحد من بني أمية يقال له خزيمة أطمس العين الشمال على عينه طرفة يميل بالدنيا فلا ترد له راية حتى ينزل المدينة فيجمع رجالاً ونساء من آل محمد فيحبسهم في دار في المدينة يقال لها دار أبي الحسن الأموي ..)( ).
    أما ما يقوم به جيش السفياني من أعمال تخريب وقتل ونهب فكما فعلوا بالكوفة، حتى إن نفراً من بني هاشم ممن يسكن المدينة يضيق بهم الحال حتى يفر بعضهم إلى البراري والجبال طلباً للنجاة من سيف السفياني كما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله: ( يبعث السفياني جيشاً إلى المدينة فيأمر بقتل كل من كان فيها من بني هاشم فيقتلون ويفرون هاربين إلى البراري والجبال حتى يظهر المهدي )( ).
    وفي رواية أخرى: ( يؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم ولا يترك أحد إلا حبس)( ).
    وتصف الروايات فتك جيش السفياني بالمدينة وإن له بها وقعة ليست وقعة الحرة عام 62 هـ عندها بشيء فقد جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (يكون قبله بأيام وقعة بالمدينة تغرق فيها أحجار الزيت بالجمر ما الحرة عندها إلا كضربة سوط فينتحي الجيش عن المدينة قدر بريدين ثم يبايع المهدي )( ).
    وكأن التاريخ يعيد نفسه فأراد أن يعيد إلى مخيلة أهالي المدينة تلك الصور القبيحة لمجزرة الشيعة التي ألحقها الجيش الأموي أيام يزيد بن معاوية بالمدينة المنورة في واقعة الحرة( ).
    وتستهدف هذه الواقعة أهل المدينة عموماً ومن يقيم فيها من آل محمد على وجه الخصوص ممن رام الإفلات من قبضة جيش السفياني إلا أنه يدركهم ويذبحهم هناك ففي حديث للإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( أما من يهرب من آل محمد فيلحق بهم الجيش ويدركهم ويذبحهم عند أحجار الزيت)( ).
    وتشتد تلك الحرب بين الفينة والأخرى وتطفوا على السطح وتتسع إذا ما وجدت متنفساً أو أرضاً خصبة، وإذا ما هيئت لها القوة الكافية، لتطال كل ما هو مقدس لدى المسلمين وهو قبر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وقد أشار إلى ذلك قول الصادق (عليه السلام): ( ويبعث السفياني عسكراً إلى المدينة فيخربها ويهدمون القبر الشريف وتروث بغالهم في مسجد رسول الله ...)( ).
    ولا تقتصر تلك العمليات على المدينة فحسب بل تمتد إلى مكة لأن هدف هذه القوات هو الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يخرج من مكة خائفاً يترقب هو ووزيره السيد اليماني، ويبدو إن السفياني تصله معلومات بخروج الإمام (عليه السلام) من المدينة إلى مكة فيرسل جيشاً بأثره فيتحقق الوعد الإلهي بخسف الأرض بهم وإهلاكهم وجاء في ذلك عن الباقر (عليه السلام): ( سيكون عائذ بمكة يبعث إليه سبعون ألفاً عليهم رجل من قيس حتى إذا بلغوا الثنية دخل أخرهم ولم يخرج منها أولهم نادى جبرائيل يا بيداء يا بيداء يسمع مشارقها ومغاربها خذيهم فلا خير فيهم فلا يظهر على هلاكهم أحد إلا راعي غنم في الجبل ينظر إليهم حين ساخوا فيخبرهم فإذا سمع العائذ بهم خرج )( ).
    وفي رواية أخرى جاء فيها: ( ولا يفلت منهم أحد إلا بشير ونذير فأما بشير فيأتي المهدي وأصحابه فيخبرهم بالأمان من أمرهم ويكون شاهد ذلك في وجهه قد حول الله وجهه إلى قفاه فيصدقون لما يرون من تحويل وجهه ويعلمون إن القوم قد خسف بهم والثاني مثل ذلك قد حول الله وجهه إلى قفاه فيأتي السفياني فيخبره بما نزل بأصحابه فيصدقه ويعلم إنه حق لما يرى فيه من العلامة وهما رجلان من جهينة )( ).
    فينصر الله عبده ويهزم الأحزاب وحده بخسفه بهم في البيداء فيهلكهم عن بكرة أبيهم إلا اثنان منهم يكون بقائهما آية للعالمين، وإن نشاط جيش السفياني ونفوذه يبقى قوياً في الحجاز على الرغم من الخسف بجيشه وقيام الإمام المهدي (عليه السلام) في مكة.
    فيكاتب السفياني أهل المدينة يأمرهم فيها بقتل عامل الإمام (عليه السلام) عليها فينفذون أمره فقد ورد: ( يخرج إلى المدينة فيقيم بها ما شاء الله ثم يخرج إلى الكوفة ويستعمل عليها رجلاً من أصحابه فإذا نزل الشفرة جاءهم كتاب السفياني إن لم تقتلوه لأقتلن مقاتليكم ولأسبين ذراريكم فيقبلون على عامله فيقتله فيأتيه – أي الإمام – الخبر فيرجع إليهم فيقتلهم ويقتل قريشاً حتى لا يبقي منهم أكلة كبش ...)( ).
    منقول

  2. #2
    مشرف مُنتدَى الشّعرِ الشّعبي
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 4,908 المواضيع: 222
    التقييم: 9346
    آخر نشاط: منذ 2 يوم
    احسنت النشر

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال