في منأىً عن العيون
رأيتكَ صامتاً صمتَ السكونِ
وفراغ ٌ موحشٌ
ودخانُ سجائرَ
في الفضاءِ يعومْ
وكأني بكآبةٍ قد فردتْ ذراعَيها
حولَ مقبرةِ الوجومْ
وكأنَّ الأطيارَ قد نأتْ عن أغصانِها
وباتَ الجو رعدا وغيومْ
وهواجسُ في الرأسِ تدورْ
أ هذا لأنني اخترتــُكَ دونَ البشر
لتكونَ رفيقي وقتَ الشدائدِ
وحينما يحلوْ السهرْ
بئسَ الاختيار
و لكَ ألفُ اعتذار
لأرحلنَّ إذاً !
دون أيّ إنذارٍ
ولكنْ مهلاً !
وتباً لهذهِ الأفكار
حبيبتـُكَ ... أنــا
مهما دارتْ الأقدار
ومهما عبثَ الخبثُ في صفوةِ الأنهار
ومهما هجرتْ موطنها الأطيار
ســـــوف
أبقى أنــا ... كما أنـــا
قنديلَ حبٍ
في ذلك السُّمار*
(الهام زكي - مجلة الكاردينيا)