النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

ارتمت البراءة

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 371 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق جديد
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 37 المواضيع: 34
    التقييم: 36
    آخر نشاط: 25/July/2016

    ارتمت البراءة

    البراءة
    ارتمت البراءةُ بين
    ذراعي الوداعةِ
    وراحت تذرفُ الدموعَ .
    أتتْ بها الأقدارُ إلى عالمٍ
    ورودُهُ أشواكٌ وأزهارُهُ
    تختفي في طيَّاتِها لسعاتُ
    العقاربِ والأفاعي .
    راحت البراءةُ تبكي نفسها
    وتبكي العالمَ من حولِها .
    لغتُها غريبةٌ مبهمةٌ لا تسمعُها
    الآذان الصمَّاءُ وإذا سمعتها
    لا تفهمُ منها شيئاً .
    قلوبُ الناسِ تجمدتْ وتحولت
    إلى حجارةٍ سوداء .
    والأرواحُ تلبدتْ فيها الأحاسيس
    فغدتْ تبيعُ وتشتري كلَّ شيء
    في حانوتِ المشاعرِ والعواطف ،
    وأصبحتْ الموازينُ تزنُ كلَّ شيء بمعاييرِ
    الكسبِ والخسارة .
    لم يعد في هذا العالم مكانٌ للبراءة والوداعة والصدق .
    وصار الإنسانُ ينافقُ حتى على نفسِه ،أدمنَ لغةَ
    النفاق ِحتى غدتْ المداهنةُ والكذبُ والرياءُ هي الحروفُ الأبجديةُ في لغةِ البشرِ في هذا العالم .
    فماذا نتوقعُ أن تُنتجَ هذه اللغة وبمثل هذه الحروف ؟ لقد تزيَّفَ كلُّ شيء وكل ما تُنتجه هذه اللغة وفي كلِّ الحقولِ بات نفاقاً وفي سوق النفاق .
    رثت البراءةُ هذا العالم ورثت وجودها فيه .
    هي حزينةٌ تُحسُّ بالغربة الموحشةِ
    ولكنها تعرفُ نفسها وهي متناغمةٌ
    وصادقةٌ مع ذاتها . أما هذا العالم المتعفن
    فهو غريبٌ عن نفسِه شوَّه ذاتَه وزيَّفَ هوَِيَّتهُ
    وتراه يلهثُ وراء سرابٍ ،
    وما هذا السراب إلاَّ ذاته الضائعة .
    يلهثُ وراء حلمٍ توهَّمَ أنه سيسعدُ يوماً به .
    ولكنه عبثاً يركضُ ويلهثُ .
    تراكمتْ طبقاتٌ كثيفةٌ من الغبار
    على عيني هذا العالم فأصبح ضريراً لا يرى ... وعميَ حتى عن معرفة نفسه فضاعَ
    وتاهَ في صحراء الألم والعذاب .
    العالمُ يتألم ويتعذبُ لأنه فقد نفسه وأضاع هويَّتهُ وانحلتْ كينونتهُ وذابتْ في أسيدِ الشر والفساد .
    والبراءةُ والوداعةُ يتألمان
    ولكنهما يتألمان على الإنسان ويندبانِه .
    لم يعد الإنسانُ إنساناً بل أصبح
    كقطعةِ غيارٍ تافهةٍ في عجلة المجتمعِ
    المتفسخ والمادي .
    فهل يمكن للإنسانِ أن يجدَ نفسهُ يوماً ما ؟
    وأن يتعرفَ على ذاتِه فيحترمُ كينونتهُ
    ويُعيدُ لها قدرها بعد أن مرَّغها
    في الدَّنسِ والرجسِ والتزييف ؟
    ركعت البراءةُ وسجدت الوداعةُ إلى جانبِها
    فظلَّلتهما غيمة الطهارةِ وغمرتهما أمواجُ الروحِ وراحا معاً يصلِّيانِ ويضرعانِ لخالقهما الحقيقي المتخفِّي وراء الكون أن يساعدَ العالمَ ويمدَّ
    يد َ العونِ لهذا الإنسان
    المعذب عساهُ يجدُ نفسهُ ويعود من جديد
    إنساناً بريئاً وديعاً صادقاً مخلصاً ووفياً . آمين
    حكمت نايف خولي / من قبلي






  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,917 المواضيع: 122
    التقييم: 624
    مزاجي: ملل
    موبايلي: سامسونج
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى زاهر zahr
    مقالات المدونة: 6
    شكرا لك

  3. #3
    HOO-AH
    تاريخ التسجيل: April-2014
    الدولة: IRAQ
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 6,105 المواضيع: 130
    صوتيات: 25 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 3874
    مزاجي: .....
    المهنة: GIS & DATA ANALYSIS
    أكلتي المفضلة: Finger, Pizza, Burger
    مقالات المدونة: 1

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال