فرانكشتاين في بغداد - أحمد سعداوي
الرواية التي حازت على جائزة البوكر العالمية للرواية العربية .
حقق الروائي العراقي أحمد سعداوي الجائزة العالمية للرواية العربية، كما أعلن في حفلة أقيمت في مدينة أبوظبي مساء يوم أمس 29 نيسان (أبريل)، وكانت روايته «فرانكشتاين في بغداد» رشحت لقائمة الجائزة القصيرة التي أعلن عنها في بداية كانون الثاني (يناير) الماضي في العاصمة الأردنية عمّان، وهي روايتان من المغرب العربي «طائر أزرق نادر يحلق معي» ليوسف فاضل، و«تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية» لعبدالرحيم لحبيبي، و«طشّاري» لإنعام كجه جي من العراق، و«لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة» للسوري خالد خليفة، و«الفيل الأزرق» لأحمد مراد من مصر، إضافة إلى رواية سعداوي التي نالت الجائزة مع حصول صاحبها على مبلغ نقدي قيمته 50 ألف دولار أميركي، وكذلك ترجمة روايته إلى اللغة الإنكليزية، إلى جانب تحقيق مبيعات أعلى للرواية والحصول على تقدير عالمي، وتم خلال الحفلة تكريم الروائيين الخمسة الآخرين المدرجين على القائمة القصيرة في الحفلة نفسها، ونال كل منهم مبلغ 10 آلاف دولار أميركي بما فيهم الفائز.
وجاء في بيان لجنة التحكيم عن الرواية الفائزة الذي قرأه رئيسها الناقد سعد البازعي، الأسباب التي دعت اللجنة لاخيتار هذا العمل للفوز، منها: «مستوى الابتكار في البناء السردي كما يتمثل في شخصية «الشسمه». وتختزل تلك الشخصية مستوى ونوع العنف الذي يعاني منه العراق وبعض أقطار الوطن العربي والعالم في الوقت الحالي. في الرواية أيضاً مستويات عدة من السرد المتقن والمتعدد المصادر. ولهذا السبب وغيره تعد إضافة مهمة للمنجز الروائي العربي المعاصر».
وكانت «الحياة» نشرت يوم 26 نيسان (أبريل) خبراً بعنوان: «البازعي: قائمة الأعمال الستة تشكل تحدياً لاجتماع اللجنة القادم»، وأشارت إلى أنه يتوقع ذهاب الجائزة في الدورة الحالية إلى العراق أو سورية نظراً إلى غياب هاتين الدولتين عن الظفر بجائزة في الدورات السابقة، على رغم التجربة المهمة في الكتابة السردية للروائيين والروائيات في هاتين الدولتين، وما سجلوه من إبداعات تضاف إلى تقدم الرواية العربية، وبهذا الفوز يحقق سعداوي ما ذهبت إليه «الحياة» في الخبر السابق.
وكان رئيس مجلس أمناء الجائزة ياسر سليمان، علّق على هذا الفوز بقوله: «أبدع أحمد سعداوي في روايته «فرنكشتاين في بغداد» التي جاءت زاخرة بشخوص تتجاوز الواقع، وتلتقي به وجهاً لوجه في آن واحد، مثيرة في رحلتها هذه قضايا الخلاص من إرث طاحن لا خلاص لأحد منه على مستوى المسؤولية الفردية والجمعية. وتتألق الرواية بسرد أخاذ وغرائبية جاذبة تستنطق النفس الإنسانية في أحلك ساعاتها. ساحة الرواية بغداد وموضوعها في آخر المطاف يتعدى هذه المدينة ليشمل الإنسان أينما وُجد».
وتحكي «فرانكشتاين في بغداد» قصة هادي العتاك، بائع العاديات بحي شعبي في بغداد، والذي يقوم بلصق بقايا بشرية من ضحايا الانفجارات في ربيع 2005 ويخيطها على شكل جسد جديد، تحل فيه لاحقاً روح لا جسد لها، لينهض كائن جديد، يسميه هادي «الشسمه»، أي الذي لا أعرف ما هو اسمه، وتسميه السلطات بالمجرم أكس، ويسميه آخرون «فرانكشتاين». يقوم هذا الكائن بقيادة حملة انتقام من كل من أسهم في قتله، أو على الأصح من قتل الأجزاء المكونة له.
يذكر أن أحمد سعداوي روائي وشاعر وكاتب سيناريو من العراق ولد في بغداد عام 1973، يعمل في إعداد البرامج والأفلام الوثائقية، واعتبرت روايته «فرانكشتاين في بغداد» أفضل عمل روائي نُشر خلال العام 2013، واختيرت من بين 156 رواية مرشحة تتوزع على 18 بلداً عربياً
***