بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

وقال صلى الله عليه وآله:
( أسعد الناس من خالط كرام الناس ).

نعم أيها الكرام
من أراد أن يكون هانئا في علاقاته فليختار ذلك الصديق الذي يخاف الله في تعامله
يؤآخيه في الله ويصاحبه على بركة الله
يخاف عليه كخوفه على نفسه
يعينه في الشدائد ويواسيه في المصائب
يتعامل معه بالأمانه ولا يسوؤه بالخيانة
يفرح لفرحه ويحزن لحزنه
يسر لقربه منه ويحزن لبعده عنه
يعفو عنه إذا أخطأ ويستر على أخطائه
يوجهه إلى الصواب بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة
يبعده عن المعاصي بحسن أخلاقه
يصدقه في الحديث ويصدق معه في حديثه
يؤثره على نفسه ويحميه من شر نفسه
يتحدث عنه بالخير حاضرا كان أم غائبا
يكن له خير جليس وصاحب وصديق
وخير الأصحاب من يفدي صاحبه بنفسه وهذا ما كان من أمير المؤمنين علي عليه السلام حينما فدى رسول الله صلى الله عليه وآله بنفسه ليلة الهجرة فنال مدح الله له حيث قال تعالى
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)البقرة
فكان خير أخ وخير صاحب وخير جليس لرسول الله صلى الله عليه وآله بل أخبرنا القرآن الكريم بأنه نفس الحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله
قال تعالى
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)آل عمران

وقال أمير المؤمنين عليه السّلام ((ثلاثة تنقص النفس : الفقر ، والخوف ، والحزن ، وثلاثة تحييها : كلام العلماء ، ولقاء الأصدقاء ، ومر الأيام بقلة البلاء))

وقال عليه السلام في نهج البلاغة ((لايكون الصديق صديقاً حتّى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته وغيبته ووفاته))

وقال عليه السلام ((لاتتّخذن عدوّ صديقك صديقاً، فتعادي صديقك))

ومن وصايا لقمان الحكيم عليه السلام لابنه ((يا بني استكثر من الاصدقاء ولا تأمن من الاعداء فإن الغل في صدورهم مثل الماء تحت الرماد)) .


ختاما
أتمنى لكم أيها الحبة الموفقية لمجالسة خير الأصاحب وأكرمهم لتعيشوا سعداء
بل من أسعد الناس مصداقا لحديث رسول الله الذي بدأنا به الموضوع

نسألكم الدعاء