TODAY- 01 October, 2011
كفاح الجواهري: نرفض نقل الرفات الا بمشروع وطني متكامل
اكد كفاح الجواهري نجل الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري انه لا يتفق مع الدعوة اللتي اطلقت مؤخرا لنقل رفات ابيه من دمشق، معللا ذلك بعدة اسباب من اهمها ان تكون هناك عملية متكاملة ضمن مشروع وطني متكامل يليق يقيمة الشاعر، ومشيرا الى تناقضات في الاقوال والافعال في موضوع الجواهري تتمثل ما بين المطالبة بنقل رفاته وعدم استذكاره في ولادته ووفاته.
وقال كفاح الجواهري في حديث خاص لـ (ثقافات ايلاف) : اولا.. يفترض ان يكون هناك ما يوجب نقل الرفات، ونحن نتمنى ان تنقل رفات الجواهري ولكن ضمن مهيئات تعطي قيمة وتجعل من العملية متوازنة مع اقامة الفعاليات والنشاطات التي تجعل الموضوع مجموعة متكاملة من الاعتزاز والتقييم والتقدير لشاعر كبير مثل الجواهري، نحن حتى الان لم نجد شيئا من هذا على ارض الواقع في هذا المجال عدا قيام محافظة النجف بتسمية احد الشوارع في المدينة بأسمه، ولكن بشكل عام لا يوجد ذكر مهم للجواهري لا في بغداد ولا في غيرها، ووفق هذا التناسي او التجاهل او شبه التجاهل ما قيمة نقل الرفات؟، ثم اين سيكون مثواها الاخير ؟، هذه قضايا يجب ان تكون متكاملة ومدعومة بالقيمة المعنوية.
واضاف : نحن نتساءل عن معنى نقل الرفات دون الاجابة على تساؤلاتنا مثل: اين سيدفن ووفق اية صيغة ؟ وماذا ستكون نتيجة الدفن؟ اي هل سيقام ضريح مثلا وكيف سيكون ومتى؟، الان حيث هو مدفون في سورية على الاقل لديه ضريح شامخ عليه قصائده وخارطة العراق،نحن مع اي مشروع متكامل يهيىء لاعطاء الجواهري قيمة في بلده الذي شعبه يحبه وكان الجواهري متجاوبا مع احاسيس هذا الشعب وقضاياه.
وردا على سؤال هل يظن ان وراء المطالبة بنقل الرفات مكاسب سياسية ؟، اجاب : انا بالذات ارفض المبدأ او المنطلق هذا، ومنه انا اقول يجب ان يكون هنالك مشروع وطني متكامل لنقل الرفات وليست مجرد عملية نقل، انا لا استطيع ان اتهم احدا ولكنني ارفض ان تكون رفات سلعة للمتاجرة من قبل السياسيين او من اجل الدعايات السياسية لهذا الشخص او ذاك.
واشار الى مطالبة النجف بالرفات قائلا : انها ليست دعوة طائفية، فهو ابن النجف، والناس طالبوا برفاته لكونه ابن النجف، ولكن كما قلت يجب ان تكون عملية المطالبة بنقل رفاته ضمن مشروع دولة متكامل، نحن نسمع في الاخبار عن اشياء ستقام للجواهري مثل نصب ولم نعرف التفاصيل عنه، كما سمعنا قبل سنتين عن تسمية ساحة او موقع في بغداد باسمه ولكن لا يوجد مثل هذا في الحقيقة، ولكن هناك جهود مشكورة من امانة بغداد بتحويل بيت الجواهري الى متحف، وانا اعتقد انه لابد ان تتكامل القضايا وتصبح جميع المتعلقات بالجواهري ضمن مشروع وطني، والا فموضوع نقل الرفات سابق لاوانه. واختتم حديثه بالقول : لسنا نتخوف من عدم المصداقية فيما يقال، ولكن ما نعرفه ان الجواهري لازال بعيدا عن الاهتمام بما يليق به، وخذ مثلا مهرجان الجواهري الشعري، فكل الدورات التي اقيمت كانت هزيلة وكان الجواهري غائبا عنها قلبا وقالبا، كما ان الجواهري لم يستذكر هذا العام مثلا، لا بتاريخ ولادته ولا بتاريخ وفاته، لذلك انا ارى ان الامور في مجملها غير متناسقة وغير متوافقة، وهناك تناقض كبير ما بين التجاهل التام للجواهري وما بين التعبير عن مكامن معينة مثل نقل رفاته.