TODAY- 01 October, 2011
هل المطالبة برفات الجواهري وجمال الدين.. طائفية صرفة حقا؟!!
اثار الوصف الذي اطلقه الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد حول طلب محافظ مدينة النجف العراقية بنقل رفات الشاعرين الجواهري ومصطفى جمال الدين، الاستغراب والدهشة في الوسط الثقافي العراقي، مشيرين الى انها تهمة رخيصة.
وقال عدد من الادباء ان صفة (طائفية صرفة) التي اطلقها عبد الرزاق تثير الاستغراب ولا تليق بشاعر مثل عبد الرزاق وكان عليه الابتعاد عن المماحكات والاستفزازات وما يثير المشاعر، مؤكدين ان امر المطالبة بالرفات عادي جدا لكون الدعوة جاءت من المدينة التي ينتمي اليها الشاعران وبمناسبة كبيرة تستعد لها المدينة، فيما جدد اتحاد الادباء دعوة نقل رفات كل المبدعين الذين ماتوا في الغربة.
وكان عبدالرزاق عبدالواحد قد وصف طلب النجف نقل رفات الشاعرين العراقيين محمد مهدي الجواهري ومصطفى جمال الدين اللذين يرقدان في سورية إلى العراق (إن هذه طائفية صرفة)، وقال (فالشاعران يرقدان منذ زمن في مثواهما، فلا تثيروا فيهما وهما رفات ما بينكم من نزاعات وخصومات، فسوريا كرمتهما واستقبلتهما وأنصفتهما وهم يريدون أن يعيدوهما إلى هناك لينبشوا قبورهم في العراق، فأنا أدعو إلى عدم التفكير في مثل هذا لأن هذه الأمور متعبة وموجعة جدا، فلماذا لم يكن هذا الأمر منذ زمن فمنذ أيام شاركت في احتفالية صديقي الشاعر الراحل مصطفى جمال الدين وهي الاحتفالية الثانية عشرة بعد رحيله، فالرجل رحل عنا منذ زمن فلماذا المطالبة به الآن، ولو كان العراق معافىً وسليماً لقاموا بهذا الأمر بشكله الأصيل ولكانت الدعوة بشكل أعم وأشمل لتشمل البياتي ويوسف الصائغ وغيرهما) وأضاف عبدالواحد: هذا الخبر صادم ومؤثر فينا كعراقيين نحب العراق ونخاف على ترابه وأرضه وننبذ الطائفية فكيف إذا أصبحوا يتعاملون فيها برفات رموز الشعر والأدب في العراق).
فقد قال فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق: اعتقد ان التهمة التي وجهها الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد لطلب نقل الشاعرين الكبيرين محمد مهدي الجواهري ومصطفى جمال الدين بوصفها (طائفية) غير دقيقة، ذلك ان هذا المطلب سبق وان طرح مرارا من قبل الاوساط الثقافية والادبية وربما يكون من المناسب بالافادة من بعض الفعاليات الثقافية الكبيرة التي سيشهدها العراق هخلال العامين المقبلين ومنها مهرجان النجف عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2012 وبغداد عاصمة للثقافة العربية عام 2013 ولهذا نحن ندعو ايضا الى نقل رفات عدد كبير من المبدعين منهم الشاعر الكبير الجواهري ومصطفى جمال الدين وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة واقامة مقبرة خاصة بهم حبذا لوتكون بأسم مقبرة العظماء اومقبرة المبدعين اسوة بما نجده في عدد من عواصم العالم مثل لندن، هذا الامر نتمنى ان يتحقق في القريب العاجل وبعيدا فعلا عن التقسيمات الطائفية ويضم مسيحيين ايضا مثل رفات الاستاذ يوسف الصائغ والكثير من المبدعين الذين فقدناهم في الغربة، نحن ضد اي توجه طائفي بالتأكيد وندعو الى احترام هذا التراث العراقي الكبير الذي تمثله تجارب كبار المبدعين العراقيين.
اما الشاعر فارس حرّام، رئيس الاتحاد الادباء فرع النجف، قال : بالنسبة لي انا اعتبر مسألة نقل رفات الجواهري وجمال الدين تكريما لهما بوضع اماكن لرفاتهما تليق بهما لتكون شاهدة لابناء النجف على ما النتجه العملاقان من ادب اثريا به الثقافة، اما الاتهام فنحن ليست لدينا تعليق، لان تهمة الطائفية تأتي من شخص اسهم بطريقة او باخرى في تعميق الفواصل بين طبقات المجتمع العراقي عندما انحاز الى نظام دمر الطبقات المسحوقة في العراق واسلم العراق منهارا الى الاحتلال الاميركي ليكون بعد ذلك جزء من ظاهرة بعد سقوطه، اما عن الرفات.. فمن حق اي مدينة في العالم ان تطالب برفات عظمائها لو قدر لها ذلك، ولو كانت مدينة اخرى اوربية اواميركية طالبت برفات عظمائها لكان الامر طبيعيا، ومن الممكن ان احكي ان فرنسا وايطاليا قبل سنوات كانا في صراع محموم من اجل تسجيل اكلة ما واحالتها الى التراث ووصل الامر الى الشكوى عند لجان دولية، ذلك لان هذه الاكلة تعود الى التراث الشعبي لاحدى هاتين الدولتين، في حين المطالبة بشعراء عظماء تعد من قبل من ساند النظام الظالم مطالبة طائفية، وهذه من علامات المفارقة والتناقض.اما الشاعر حسين الجاف فقال : هما ابنا العراق وتراثه،وشيء طبيعي ان يدعو احدنا لنقل رفاتهما، قبل ايام سمعت في احدى المناظرات التلفزيونية في احدى الفضائيات المصرية يقول ان العلم هو قطعة قماش والخريطة مجرد ورقة عليها مخطط للبلد لكن العلم والخريطة ينهضان برموزهما، هنا يجب ان اقول ان العراق عراق الجواهري، عراق النخيل، عراق مصطفى جمال الدين، عراق يوسف الصائغ وغيرهم، ودعوة محافظ النجف ليست طائفية ابدا وانما عراقية نابعة من صميم المشاعر،لنقل رفات هؤلاء الرموز الى ثرى الوطن، نحن اعتزازنا بوطننا ينبع لانه يضم رفات الاباء والاجداد، واتمنى ان تحصل فرصة لنقل رفات يوسف الصائغ والبياتي والجواهري وهادي العلوي وغيرهم. واضاف : مشكلة الاستاذ عبد الرزاق عبد الواحد انه يرى البعض ضده، وانا لا اجد احدا ضده وحتى اتحاد الادباء ما زال يحافظ على عضويته ونحن نعتبره واحدا من رموز الثقافة العراقية، اما البكاء على اطلال نظام قبر فهذه مشكلته هو، اما العراق فهو وطنه ووطن غيره، ولكن يجب ان نكون اوفياء لوطننا. فيما قال شاعر طلب عدم ذكر اسمه : ان التهمة رخيصة ولا تستحق الرد عليها، انا احترم شعرية عبد الرزاق عبد الواحد ولكن اختلف معه في مواقفه التي ابتعد بها عن الوطنية والالتزام، وكنت اتمنى ان يبتعد عن اطلاق التهم جزافا والبحث عن الاستفزازات والمماحكات كونه ما زال يدافع عن دكتاتورية نظام صدام وظلمه، ومن بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة.
اما الشاعر ياس السعيدي فقال : شيء جميل ان يطالب محافظ محافظة عراقية برفات شعراء عراقيين ينتمون الى المحافظة في مناسبة ثقافية، فكل الشعراء والعظماء حينما يموتون في غير بلدانهم يتم نقل رفاتهم الى بلدانهم بلا ادنى شك، اما قضية وصف هذه المطالبة بالطائفية فهي قضية غريبة لاننا لا نعهد حيثيات المطالبة التي قد تكون بأذن من ذوي الشاعرين المذكورين، والمسألة الثانية انا استغرب ان يصدر مثل هذا الاتهام من شاعر مثل عبد الرزاق عبد الواحد لانني شخصيا اتمنى عودته العراق بغض النظر عن خلافي الكبير مع مواقفه السياسية، لكننا بصورة عامة ضد سياسة الاقصاء وان العراق هوعراق الجميع، انا استغرب مجددا وصف المطالبة هذه بالطائفية على الرغم من علمي ان اتهام البعض سواء شخص او جهة معينة بالطائفية صارت سهلة مثل سهولة تحية الصباح في بلدان اخرى !! فيما قال مسؤول الصفحة الثقافية في جريدة المؤتمر احمد الثائر : دعوة نقل الرفاتين مخلصة لجعل امنية هذين الرمزين تتحقق على ارض الواقع بعد ما وقفت السلطة الديكتاتورية بكل آلتها الاقصائية ضدهما فآثرا الغربة على البقاء في سجن كبير يسمى مجازا (وطن ) وامنيتها كانت ان يتخلص العراقيون من الطاغية، وناضلا من اجل هذا، حتى وافتهما المنية في سوريا ودفنا في مقبرة الغرباء بدمشق، وما مطالبة النجف بأستعادة رفاة الشاعرين الا لكونهما نجفيين وثانيا تزامنا مع قرب انطلاق فعاليات مهرجان النجف عاصمة للثقافة الاسلامية.، ولكن يبدو ان هذه الدعوة قد اثارت حفيظة ما تبقى من ابواق المرحلة السابقة، واستكثرت اي اجراء يخدم الثقافة العراقية ويشير الى مظلومية الادباء الذين وقفت السلطة الديكتاتورية ضدهم ووقفوا بالضد من جرائمها التي اقترفتها بحق المبدع العراقي. واضاف : العجب كل العجب من هذه الشخصية التي ابتعدت عن هموم المواطن العراقي واقتربت وتماهت مع الطاغية حد الوله، طمعا بمجد زائل لمعته ماكنة الطاغية الاعلامية التي اقصت المبدعين الحقيقيين وابقت على هذا وامثاله.. فأين الطائفية في الدعوة الى اعادة رفات ابني النجف الاشرف العملاقين ؟، فلماذا تقوم الدنيا ولا تقعد عندما تكتشف احدى الدول ان قطعة اثرية او لوحة تشكيلية تشكل جزء من حضارتها وتراثها قد استقرت في بلد آخر فترسل الوفود وتحتج حتى تعود تلك القطعة او اللوحة.. والجواهري وجمال الدين تراث كامل احتشدت في متونه عذابات ومسرات وذكريات شعب صعب الحضارة وليس قطعة اثرية.