كان يجلس على كرسيه الهزاز على شرفة منزله
الذي تحيط به حقول القمح من كل جانب
يطالع الأفق شارداً بالرياح وهي تداعب السنابل برفق وتلك الأخرى ترقص فرح بتمايلٍ لطيف على أنغام حفيفها ...
تذكر أنه لا يحتاج إلى الزراعة كي يعيش ..؟
فلديه من المال الكثير ..!
ما يكفيه بقية عمره .... وأي عمرٍ فلم يعد هناك الكثير منه ,
لكنه تذكر..!
وقد بدأ النسيان يقتات على ذاكرته المجهدة
أجل هــــي كانت تحبه
كانت ترقص عند مرور نسمة من الهواء في الصيف الدافئ بفستانها المزركش وكتفيها العاجيين وتألق من عرق لطيف كأنه لؤلؤٌ على جبينها بقبعتها القشية
تنادي بصوتها الرقيق
أبي أنظر إلي أرقص مع سنابل القمح على أنغام الرياح وبيدها باقة من زهور برية
كأنها ملاكٌ سقط من فم البراءة
..........
لكن غصة عميقة في داخله تأكل ما تبقى من كهولته وهو يبحث عاجزاً عن مبرر واحد لمَ لمَ اختطفتها يا موت
يصرخ بصمته وعيونه تغرق بملح يأبى الجفاف
وهي آخر قطعةٍ حيةٍ مني
........
أجل حبيبتي أنا أزرع القمح فقط لأجلك
كي ترقصان سوياً
........
النهاية
بقلمي
المُؤَلِفْ للظِلّالْ
ياسين الجبوري
30/04/2014