TODAY- 30 September, 2011
مرآة سحرية لمرضى ألزهايمر.. وسماعة أذن لمعالجة اكتئاب الشتاء

في المعرض الدولي لتقنيات رعاية ذوي الحاجات الخاصة «ريهاكير» بدسلدورف

الفقمة الروبوتية روبه رفيقة المسنين


في المجتمع الألماني «العجوز»، الذي تزداد فيه نسبة المسنين باطراد، هناك أكثر من 10 ملايين شخص بحاجة إلى رعاية خاصة، منهم 2.3 مليون مقعد وبحاجة إلى رعاية كاملة. ولهذا يتمتع العرض الدولي لتقنيات رعاية ذوي الحاجات الخاصة (21 - 24 سبتمبر - أيلول الحالي) بدسلدورف بأهمية خاصة بالنظر للعون التقني الذي يمكن أن يوفره للمعاقين في هذا العالم.
فنسبة المسنين في أوروبا والعالم، والعالم الصناعي ككل، لا تختلف عنها في ألمانيا، هذا في حين تتراجع أعداد الناس المستعدين للنهوض بمهمة رعاية المسنين وتتزايد الحاجة إلى الروبوتات والتقنيات الإلكترونية التي تضمن رعاية المسن في داره.
ومن يتابع تطور هذه التقنيات خلال 5 سنوات (المعرض السابق عام 2005) سيلاحظ القفزة التي حققها قطاع الإنتاج التقني الصحي خلال هذه الفترة.
شارك في المعرض الدولي «ريهاكير2011» نحو 800 شركة عالمية من 30 دولة، وينتظر أن يزوره 50 ألفا من الأطباء والمختصين وأصحاب دور رعاية المسنين، ورؤساء المستشفيات والعيادات المتخصصة بمعالجة مشاكل وأمراض المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وتباينت المعروضات بين المقاعد السيارة للمقعدين، التي تحولت إلى سيارات صغيرة مزودة بكافة تقنيات الأمان والرعاية الصحية، وبين الأطراف الصناعية الذكية والكومبيوترات التي تتلقى التوجيهات وتنفذها.
«المرآة السحرية» من معهد فراونهوفر للتقنية، في مدينة دويسبورغ، لا ترد على زوجة الأب التي تسأل من هي الأجمل في البلاد، حسب قصة الأخوين غريم «الأميرة والأقزام السبعة»، لكنها ترد على وتتفاعل مع المسنين مرضى ألزهايمر. وتم تصميم المرآة السحرية كجزء من بيت وحمام المستقبل الذي يتيح للمسنين العيش بمفردهم دون مساعدة. والمرآة عبارة عن شاشة كبيرة لكومبيوتر تمكن برمجتها كي تظهر على الشاشة جميع الواجبات المطلوبة من المسن؛ فهي تُظهر كلمات ورسوما وتطلق جرسا يذكر بوقت تناول الدواء، وبوقت زيارة الحفيد، كما أنها تتصل مباشرة بمركز الإسعاف عند حصول صوت ارتطام ناجم عن سقوط الإنسان أو حدوث حريق... إلخ.تبدو الفقمة الروبوتية التي صنعها العلماء اليابانيون مثل لعبة أطفال صغيرة وناعمة من الفرو، لكنها في الحقيقة مخصصة طبيا لعلاج مختلف الحالات. والمستورد في ألمانيا، إرين هوغندورن، أوضح أن الفقمة تتحرك تماما كالحيوان؛ فهي ترمش وتحرك أذنيها وعضلاتها مع حركة الإنسان المسن عليها، كل ذلك مع أجهزة استشعار صغيرة ومدمجة.وأشار إلى أن دار «هاوس أولاند» في مدينة بريمن الألمانية، وهي دار للمسنين متخصصة في رعاية مرضى ألزهايمر والخرف الناجم عن تقدم السن، صارت تستخدم الفقمة الناعمة في مساعدة المرضى على التذكر في إخراجهم من حالة الاكتئاب واليأس التي تصيبهم. تحمل الفقمة في بريمن اسم «أولي» وصارت تتمتع بشعبية كبيرة بين المسنين، خصوصا من فئة أعمار ما بعد 82 سنة.الحجم الأكثر شيوعا من «روبة»، وهو روبوت «أوتونوم» (ذاتي الحركة) يستجيب للمس والضوء والكلام ويصدر حركة وأضواء تتناسب مع المؤثر (الإنسان) الذي يخاطبه. ويتناول روبة غذاءه (الطاقة) عبر بزازة (مصاصة) حينما تفرغ بطاريته.وقررت الدار المذكورة تشغيل 10 روبوتات من هذا النوع بعد 4 أشهر من تجربتها والتأكد من تأثيرها الإيجابي على مرضى ألزهايمر.
وهكذا ارتفع عدد الفقمات الروبوتية، من هذا النوع، المستخدمة في العلاج في عموم دور ألمانيا إلى 150 فقمة.
زابينة غرويلش، رئيسة الدار، قالت إنها كانت «تشك بجدوى» الفقمة في البداية، إلا أن الروبوت الصغير أثبت فاعليته فعلا. اتضح بعدها أن المسنين يتعاملون مع اللعبة كالأطفال، ويخاطبونها كما يخاطب الأطفال جروهم الصغير المدلل. مثلا فقد استخدمت الفقمة الروبوت في تشجيع مسنة على زيارة الطبيب، ومع رجل آخر لتذكيره بأن موعد زيارة ابنته قد حان.الملاحظ أن الفقمة لم تؤثر في عقل المسنين من عمر يقل عن السبعين، لكن الرجال والنساء من أعمار متقدمة تفاعلوا معها.
وأكدت غرويلش أنها واعية تماما إلى أن الروبوت ليس علاجا جذريا لمرض ألزهايمر، لكنه بالتأكيد علاج جيد للأعراض الناجمة عن المرض.
وتنقل الدراسات حول «روبة»، من اليابان وألمانيا، أن الكثير من المسنين يحملون الفقمة الروبوت على ذراعهم، يمسون وبرها الناعم بحنان، يخاطبونها، ويريدونها معهم حتى في ساعات النوم. وأدى هذا الحال إلى أن بعضهم صار فجأة يذكر أن لديه حفيدا أو حفيدة أو أختا وصار يطالب هؤلاء بزيارته، واستعاد بذلك جزءا كان منسيا من حياته. المهم أن يتواصل الأحفاد المنسيون مع الجد حينما يتذكرهم وإلا ذهب كل تأثير «روبة» سدى.
ومهم أيضا أن سعر «روبة» لا يقل في السوق عن 5000 يورو.
وكان للمخترعين الشباب حصة كبيرة من الأضواء في معرض ريهاكير 2001. المخترعان الشابان يانيس مينك (15 سنة) وزميله هيننغ ميغارد (16 سنة)، من إعدادية فنسن لوبيك، فازا بجائزة الاختراع الأولى نظير تطويرهما لسوفت وير يتيح للإنسان إعطاء الأوامر بصوته لمختلف الأجهزة ومن جميع الماركات. ويمكن ربط مختلف الأجهزة الحديثة على جهاز تشغيل السوفت وير، وهو يعين المسن على توجيه الأوامر صوتيا لمختلف الروبوتات والأجهزة كي تعمل أو تتوقف.وذكر د. سفين بازيكو أن إدارة المعرض نظمت لقاءين كبيرين للشابين مع ممثلي الشركات المنتجة للأجهزة الطبية بهدف إيجاد ممول لمشروع إنتاج نظام الأوامر الشمولي من اختراعهما.جوليان نويماير (21 سنة) من مركز أبحاث «مرسيدس بنز» (في مدينة فورت)، نال الجائزة الثانية عن اختراع نظام لتحذير الإنسان، المعاني كسورا في الأطراف السفلى أو الحوض، من الضغط بثقله على الرجل الموضوعة بالجبس. فالنظام عبارة عن جهاز دقيق لاستشعار الضغط والوزن يطلق إنذارا صوتيا أو ضوئيا عند تجاوز الإنسان تعليمات الطبيب. مثلا يوصي الطبيب المريض، بعد أسبوع من العملية، بأن بوسعه الضغط بـ10% من جسمه فقط على الرجل المكسورة. يوضع جهاز الاستشعار تحت القدم المكسورة، ويبرمج الطبيب النظام كي يطلق إنذارا حال تعدي ضغط ووزن المريض هذه النسبة.
ومن الممكن لاحقا تصحيح جهاز الإنذار بمساعدة الكومبيوتر كي يستطيع المريض زيادة الاعتماد على رجله بالتدريج.
شركة «كوبيت» قدمت نظاما كاملا من الجدران المتحركة التي تتيح تقسيم أي مساحة، داخل مستشفى أو بيت، حسب الطلب وحسب العلاج وسن المريض. هذا يتيح إعادة تقسيم المباني وترتيب الجدران داخل الغرف بما يسمح لمقعد بالتحرك بسهولة بينها، أو تعين الكفيف في العثور على طريقه بشكل أسهل.
والجدران سهلة الحركة ولكن متينة وتضمن عزل الصوت بدرجة كبيرة.
أوفه رونكلن، من مجموعة «هاكون» للأجهزة، استعرض لزوار المعرض مصعدا صغيرا وخفيفا يمكن نصبه داخل أي بيت، وله عدة أبواب قابلة للطي، ثم إن المصعد بأكمله قابل للطي عموديا عند انتفاء حاجته مؤقتا. وشراء ونصب المصعد مدعوم بنسبة معينة تأخذها شركات التأمين الصحي الألمانية على عاتقها.واستعرضت شركة توربو الجيل الثاني من المقاعد السيارة «تروجا ج 2»، وهي مقاعد سريعة الحركة وخفيفة الوزن ومزودة بكل ضمانات السلامة والرعاية الشخصية والصحية.
وكان الجيل الأول قد نال جائزة أفضل مقعد متحرك في معرض 2004.
شركة «دايركت أنوفيشن» شاركت في المعرض بلوحة أزرار من زر واحد، يجمع بين مهمات الماوس ولوحة الأزرار، ويتيح الكتابة والقراءة ومختلف المهمات باستخدام إصبع واحدة. وتقول الشركة إنه يعمل بواسطة أنظمة استشعار تعوض عن بقية الأصابع ومصمم لذوي الحاجات الخاصة ممن فقدوا معظم أصابعهم.الجديد جدا، وعلى المستوى العالمي، جاء في وقته تماما، أي مع انتهاء فصل الصيف وبدء فصلي الخريف والشتاء الطويلين؛ إذ تقدمت شركة «والكي» النرويجية بسماعات أذن تسطع بضوء يشبه ضوء الشمس في داخل الأذن مباشرة، إلى الدماغ، وتعين بالتالي في معالجة المعانين اكتئاب الشتاء الناجم عن قلة الضوء، علما بأن عدد المعانين كآبة الشتاء في النرويج يزيد بنحو 18% عنه في ألمانيا بسبب ندرة الشمس في بلدان الشمال الأوروبي.أجهزة علاج اكتئاب الشتاء بالضوء، السائدة في العلاج، تتطلب تعريض الإنسان إلى ساعتين من الضوء الشبيه بضوء أشعة الشمس يوميا، في حين أن شركة «والكي» تتيح ذلك خلال الاستماع إلى الموسيقى. شارك في تصميم واختبار الجهاز 15 عالما من جامعة أولو النرويجية وجربوه على 350 معانيا من ميلانكوليا الشتاء قبل أن ينالوا إجازة استخدامه طبيا.