لأيةِ حالِ أعلن الوجد كاتمهلأَيَّةِ حالٍ أَعْلَنَ الوَجْدَ كاتِمُهْ، = وَأقْصَرَ، عَنْ داعي الصَّبَابَةِ، لائِمُهْ
تَوَلّى سَحابُ الجُودِ تَرْقَا سُجُومُه، = وَجادَ سَحابُ الدّمعِ تَدمى سوَاجِمُهْ
أرَى خَصْمَنا يا وَهْبُ أصْبحَ حاكماً = علَينا، فَما نَدرِي إلى مَن نُحاكمُهْ
إذا طِبْتُ نَفساً بالسّلامَةِ، رَدّني = إلى الحُزْنِ دَهرٌ لَيسَ يَسلَمُ سالمُهْ
مُعَافَاتُهُ طَوْراً، وَطَوْراً بَلاؤهُ، كَمَا= بَرْدُهُ مَرًّا، وَمَرّاً سَمَائِمُهْ
وَما صِرْتُ حَرْبَ الدّهرِ حتّى أضَاءَ لي = تَحَامُلُهُ الأوْفَى على مَنْ يُسالمُهْ
أيا ناشِدَ الإحْسانِ أقَوَتْ نُجُودُهُ، = وَيا ناشِدَ الإسْلامِ أقْوَتْ تَهَائِمُهْ
وَيا ناعيَ المَعرُوفِ أسمَعتَ طَالِباً، = فأكدَى، وَمَطلُوباً، فأسلَمَ جارِمُهْ
رُزِئْنَا النّدَى الرَّبْعيَّ، حينَ تَهَلّلتْ = بَوَارِقُهُ، وَجَادَنَا مُتَرَاكِمُهْ
خَليجٌ منَ البَحرِ انبرَى، فانبرَى لَهُ = قَضَاءٌ أبَى أنْ تَستَبِلّ حَوَائِمُهْ
وَغُصْنُ رَسُولِ الله دَوْحَتُهُ التي = لها حُسنُهُ لوْ دامَ في الأرْضِ دائِمُهْ
وَما يَوْمُهُ يَوْمٌ، وَلَكِنْ مَنيّةٌ، تَوَافَى =حَديثُ الدّهرِ فيها وَقادِمُهْ
فلَمْ تَستَطِعْ دَفعَ المَنُونِ حُماتُهُ، = وَلمْ تَستَطِعْ دَفعَ الحِمَامِ تَمَائِمُهْ
لَهَانَ عَلَيْهِ المَوْتُ لوْ كانَ عسكرَاً = يُلاقيهِ، أوْ خَصْماً ألَدّ يُخَاصِمُهْ
فَعَادَ النّهَارُ الجَوْنُ جَوْناً، كأنّما = تَجَلّلَهُ مِنْ مُصْمَتِ اللّيلِ فاحمُهْ
مُصَابٌ كأنّ الجَوّ يُعنَى بِبَعْضِهِ، = فَمَا يَنجَلي في نَاظِرِ العَينِ قائِمُهْ
وَثُكْلٌ، لوَ أنّ الشّمسَ تُمنى بحرّه = لأحْرَقَها في جانبِ الأُفقِ جاحِمُهْ
وَدَمعٌ، متى أسكُبْهُ لا أخشَ لائِماً، = وَلَوْ أنّني مِمّا تَفيضُ هَزَائِمُهْ
وَقَبرٌ حَمَاهُ الجُودُ أنْ تَنسجَ الصَّبَا = عَلَيهِ، وَأنْ تَعفُو عَلَيْها مَعالمُهْ
سَقَتْهُ يَدَا ثاوِيهِ، حتى تَوَاصَلَتْ = بِنُوّارِها كُثْبَانُهُ وَصَرَائِمُهْ
كَذَبْنَاهُ لمْ نَجزَعْ عَلَيْهِ، وَلم تقُم =مَآتِمُنَا لَمّا أُقِيمَتْ مَآتِمُهْ