تدثيرة شتوية
يحلو الشتاءُ بتدثيرٍ من الوُدِّ
نسيْجُهُ الشوقُ يُنهي هجمةَ البردِ
لا تتركي البرد يمضي دون حليتِهِ
فيذهبَ الوقتُ منحوراً من السَّعْدِ
لا تجعلي البحر بالتكدير منخنقاً
فيغلبَ الجزرُ ما أرجوهُ من مدّي
دعي المشاعرَ تجري من مكامنها
لا تحبسيها وفكّي الطيرَ من قيْدِ
طيري بروحي فكم بالروح من شجَرٍ
هدَّ الخريف بهِ عارٍ من الوردِ
ما أسعد الطيرُ حين الغصنُ رقَّصَهُ
فليت غصنكِ مجدولاً من الميْدِ
ترقَّصيني على نغْماتِ فاتنةٍ
فنَّانةٌ ترسمُ التحنان بالقدِّ
يا ريشة الشوق والتلوينُ من ولَهي
رشّي التلاوين يا وقّادة الزنْدِ
فستانكِ انْسَلَّ من تلويع قافيتي
فصرتُ أعرفُ ما يغشاكِ من شهْدِ
فهل تلومينني إنْ كنْتُ مرْتَشِفاً
حرفي الذي كان لا يقوى على الصدِّ
مالي إذا كنتُ رسّاماً ألوْذُ بها
فأرسمُ الورد لكنْ ناكث الوعدِ
وأرسمُ الليل بالتنهيد ليس لهُ
إلاّ فؤادي يهزُّ الوجدَ في مهدِ
حسين إبراهيم الشافعي
السعودية
سيهات