رسالة الى الناخب العراقي:: عليكم بانتخاب وطن كل الشعوب في العالم تتطلع الى ان تكون بلدانها واحة الأمان والحرية والعيش المشترك مهما اختلفت فيها الأديان والقوميات والأعراق والتفاهم هو الوسيلة الوحيدة لبناء الدولة ومؤسساتها بعيدا عن المهاترات والمناجزة السياسية بين الفرقاء والاحزاب في هذا البلد او ذاك لأن هذا التنازع لا يمكن ان يجلب الخير للشعوب ولا الطمأنينة أو راحة العيش كون الانشغال بالمشاكل والخلافات واحدة من آليات تدمير البلد .نحن اليوم في عراقنا الحبيب نمر في مرحلة تاريخية ومفصل زمني يمكن ان ينطلق منه العراق بالشكل الصحيح ووفقا للمعايير الديمقراطية التي تبنى بها البلدان المتقدمة في العالم كي نخرج من بعبع المحاصصة الطائفية والحزبية المقيتة التي عشناها طيلة السنوات العشر الماضية منذ تشكيل مجلس الحكم بعد سقوط النظام السابق وحتى ايامنا هذه التي نعيشها ونحن نتطلع الى صناديق الاقتراع ننازع الزمن من اجل الوصول الى برلمان متناسق يعبّر عن حالة الوعي الديمقراطي الصحيح البعيد عن كل المحاور والتكتلات التي مرت بنا في الدورتين السابقتين الى درجة انها شلت عمل الدولة العراقية وجعلتها في قاع النظام السياسي الصحي المعمول به في العالم بل على اقل التقادير لم ترتقي حتى الى الديمقراطيات القريبة منا في الدول العربية وهذا ما جعل المواطن العراقي اليوم يقف موقفا حقيقيا من اجل هذا الصراع والخروج منه بنتيجة صحيحة قادرة على العيش لتأسيس وترسيخ نموذج الديمقراطية الذي بدأ في شرقنا الأوسط وكما يبدو من خلال مشاهدتنا انطلاق ثورات الربيع العربي عبر مفاهيمه وايدولوجيا هذا النموذج وان كانت هذه الثورات في بعض الدول نقمة لأنها جاءت بأفكار لا تريدها شعوبهم مما جعلها عرضة للكثير من المشاكل والانقلابات الجماهيرية كما حصل في مصر وتونس وحتى في ليبيا هناك تحركات بهذا الاتجاه نراها اليوم.
نحن اليوم بحاجة الى ان نخرج من روح المحاصصة الطائفية والحزبية المقيتة التي عرقلت عمل مؤسسات الدولة بكل تنوعاتها وهذا يحتاج منا الى ان نذهب الى صناديق الاقتراع ليوم غد بعقلية انتخاب وطن وليس شخص من الشخوص السياسية او حزب او طائفة او قومية او دين لأن انتخاب الوطن يحمل في طياته أهم المهمات وهو البناء الحقيقي لعراق يستحق ان يكون بمستوى إمكاناته وقدراته العلمية وبالتأكيد ان من يحملون روح الوطن في نفوسهم ليسوا بالقلة لذلك علينا ان نركز في الاختيار ونحمل روح العراق بين طيات أنفسنا وفهم عقولنا ، ولا بأس أن نقف عند مفهوم حكومة الاغلبية السياسية المطروح اليوم فهو واحد من المفاهيم الأساسية الذي يمكن ان يخرجنا من حالة التحاصص الى حالة بناء الدولة بشكلها الصحيح وعدم الحجر على القوانين والمشاريع التي تمس المواطن بشكل عام لأن الكيفية التي عملت عليها الحكومات السابقة كانت خاضعة لمزاجيات كل حزب لديه وزير او مسؤول في هذه الوزارة او تلك والذي بموجبه كانت تتعطل القوانين والمشاريع ولا يمكن حلها او تمريرها إلا من خلال تنفيذ طلبات هذا الحزب او ذاك وفي اعتقادي هذا ليس عمل دولة وانما هو عبارة عن عمل بورصة شركات تجارية متناحرة في السوق وكأن البرلمان والحكومة هما البورصة التي يتم التداول التجاري فيها وهذا امر مؤسف علينا الخروج منه في هذه الانتخابات، بأن لا ننتخب للحزب والشخص والعشيرة ولكل المسميات الاخرى بل انتخاب وطن بمن يحمل هذا المفهوم.