الجمعة, 16 أبريل/ نيسان, 2010, 02:45 GMT
أوباما وتعقيدات القدس وجيران العراق والترحيل السري
الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة حفلت بالكثير من التحقيقات والمقالات التي تراوحت من الاهتمام بموضوع الانتخابات البريطانية القادمة، إلى الرماد البركاني الذي تسبب في تعليق حركة الطائرات في عدد من الدول الأوروبية ومنها بريطانيا، لكنها ركزت ايضا على قضايا تتعلق بالعراق وأفغانستان والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وغير ذلك..
صحيفة "الجارديان" نشرت مقالا بقلم كارلو سترينجر بعنوان "مهمة أوباما الدينية مع إسرائيل"، والعنوان الفرعي يقول "أية مبادرة جديدة لاحياء عملية السلام في الشرق الأوسط من جانب الولايات المتحدة يجب أن تضرب قوة الأسطورة التي تدور حول التضحية الأخيرة المرتبطة بالقدس".
يقول الكاتب إن "الصحافة والمدونات تردد أن إدارة الرئيس أوباما تدرس إطلاق مبادرة سلام خاصة بها. لكن التفاصيل المذكورة ليست جديدة ولا مفاجئة، فإسرائيل يجب ان تعيش جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية، والأجزاء العربية من القدس ستكون عاصمة للدولة الفلسطينية، وسيكون هناك تبادل للأراضي لتعويض الفلسطينيين عن التكتلات الاستيطانية الكبرى".
ويمضي الكاتب فيقول: "كشف زبيجنيو بريجنسكي مؤخرا بعض تفاصيل هذه المبادرة المتوقعة، لكنه قال إنه ينبغي على باراك أوباما أن يأتي إلى الكنيست ويعرض اقتراحه للسلام بشكل مباشر، وذلك لأنه منذ زيارة السادات التاريخية، ثبت أن هذا هو الطريق إلى قلوب الإسرائيليين".
ويواصل قائلا إن أي مبادرة للسلام تواجه حجر عثرة في نهاية المطاف، يتمثل فيما يطلق عليه "الحوض المقدس"، أي منطقة القدس التي تضم الحرم الشريف، وجبل الزيتون، وجبل صهيون، ومجموعة متنوعة من المواقع المسيحية المقدسة".
دلالات رمزية
ويعتبر الكاتب أن هذه المنطقة هي الأكثر أهمية في العالم من حيث دلالاتها الرمزية. ويضيف أنه لفهم عمق هذه الرمزية من المهم أن نتذكر أن الوعي الباطني في الشرق الأوسط يقوم على "أساطير دينية".
ويعرض الكاتب الفرق بين النظرة اليهودية والاسلامية إلى المسجد الأقصى، كما يتطرق إلى فكرة التضحية في المسيحية التي يعتبر مسرحها أيضا مدينة القدس.
ومن فكرة التضحية بالنفس من أجل العقيدة الدينية ينطلق الكاتب إلى موضوع العمليات الانتحارية.
ويقول "هذه الظاهرة المرعبة ليست سوى التجسيد الأخير من تاريخ طويل مليء بالرغبة في سفك الدماء والموت من أجل المدينة المقدسة خلال الألفية الماضية".
بعد ذلك يستعرض تاريخ القدس منذ الحروب الصليبية إلى السيطرة العثمانية إلى الانتداب البريطاني إلى وضع القدس الشرقية تحت الحكم الأردني حتى عام 1967، وبعد ذلك دخول القوات الاسرائيلية إليها.
ويقول "وقد حفرت صورة الحاخام جورين وهو ينفخ في النفير عند حائط المبكى عميقا في وعي كل من الإسرائيليين ويهود الشتات، واعتبر كثيرون أن ذلك هو بداية لعصر تتحقق فيه السيادة اليهودية على جبل الهيكل الذي يعد بالنسبة لهم، حقيقة دينية غير قابلة للتفاوض".
و"قد اكتسبت السيادة على الحوض المقدس وجبل الهيكل، نوعا من القوة الأسطورية لا يمكن أن تولدها سوى العقيدة الدينية".
والحل الوحيد، في رأي الكاتب، بالنسبة لمنطقة الحوض المقدس، هو "التدويل"، وبالتالي تجنب "انتصار دين معين على دين آخر".
ويصل الكاتب إلى أنه لن يكون أمام أوباما لمعالجة موضوع القدس سوى "حث الجميع على قطع الصلة الرهيبة بموضوع التضحية المقدسة المرتبطة بالحرم القدسي الشريف ومدينة القدس القديمة".
ويقول الكاتب إنه "لكي يفعل ذلك ، فانه سيضطر للحصول على تفويض من جامعة الدول العربية بصفة عامة، والسعودية بوجه خاص".
وبالتالي مهمة أوباما في حل الصراع في الشرق الأوسط في نظر كاتب المقال، تتعلق "بمهمة ما وراء تاريخية. أما الثقة في قدرة أوباما على التغلب على المشاكل التاريخية القديمة في نظر الكاتب، فترجع إلى أنه ينظر إليه كشخصية عالمية حقا: والده الافريقي، وأصوله المسلمة جزئيا، مما يجعله أول رئيس أمريكي يتمتع بالثقة من قبل العالم الإسلامي".
ويتساءل الكاتب: ولكن كيف يمكن أن يقبل اليهود الإسرائيليون تدويل الحوض المقدس؟
ويجيب قائلا: من الواضح أن المؤمنين بالعقيدة الخلاصية لن يقبلوا ذلك، ولكن وفقا لجميع استطلاعات الرأي، فهؤلاء يمثلون اقلية صغيرة. ويظهر التاريخ أن رغبة غالبية الإسرائيليين لتقديم تنازلات بشأن القدس يعتمد على مدى ما يمكن ان تحققه التسوية من سلام وأمن دائم لإسرائيل.
وينهي الكاتب المقال بقوله إنه "إذا أراد أوباما تغيير تشاؤم الإسرائيليين بشأن إمكانية تحقيق السلام، فلن يكون أمامه سوى الالتفات إلى نصيحة بريجنسكي: أي سيتعين عليه اقناع شخصيات رئيسية في الجامعة العربية بالذهاب إلى الكنيست، وبهذا يدللون على أنهم يقبلون وجود إسرائيل".
ويعترف الكاتب بأن هذا دون شك، "أمر صعب. ولكن لا شيء أقل من هذا يمكنه أن يفي بالغرض إذا كان أوباما يريد حقا أن يفي بهدفه الاستراتيجي ، أي الانتقال إلى نظام عالمي أكثر سلاما".
جيران العراق
في الشأن العراقي تنشر "الجارديان" أيضا مقالا في صحيفة الرأي حول "دور جيران العراق العرب".
المقال يرى أن العراق لا يزال يعاني من الانقسام بين السنة والشيعة.
يسعى علاوي الى طمأنة جيران العراق
ويقول إن "هذه الفجوة موجودة أيضا خارجيا في شكل الصدع القائم بين العالم العربي السني وإيران الشيعية، والتي لعبت كثيرا على الاراضي العراقية".
ويقول إنه منذ الاطاحة بصدام حسين في عام 2003، برز دور ايران كثيرا في الشؤون الداخلية العراقية.
إلا أنه يرى أن القوى السياسية الشيعية في العراق أصبحت تدرك الآن، خصوصا بعد ما أسفرت عنه الانتخابات النيابية الأخيرة هناك، أن التصاقها بإيران يضرها في الشارع السياسي، وأنها قد بدأت في الابتعاد عن ايران، واتخاذ وجه "وطني" لها مثل حزب الدعوة الاسلامية.
ويرى الكاتب أن هذه القوى السياسية لم تعد بحاجة إلى دعم ايران العسكري والمالي لأنها باتت تسيطر على موارد النفط في العراق.
ويقول الكاتب إن العراق أبرم عددا من الاتفاقات الثنائية مع جيرانه من الدول العربية مثل الأردن ومصر إلا أن السعودية لاتزال مترددة في افتتاح سفارة لها في بغداد.
ويرى أن السعودية تنظر بقلق إلى التجربة الديمقراطية في العراق، وإلى بروز دور الشيعة، وإلى قدرة العراق على التفوق عليها لكي يصبح المصدر الأول للنفط في العالم.
ويقول إن السعودية "ستتفعل كل ما بوسعها لضمان بقاء عدم الاستقرار في العراق (بما في ذلك دعم وتصدير الإرهاب) لكي لا تصبح الجماعات الشيعية في العراق أقوى مما هي عليه بالفعل".
ويرصد الكاتب موضوع انشقاق حزب الدعوة عن الائتلاف الشيعي والتحالف الوطني العراقي باعتباره مؤشرا مهما لم يستغله السعوديون لتوجيه ضربة سياسية إلى إيران، بل سعوا إلى "نسف" تحالف المالكي مع زعيم سني يدعمه العالم العربي هو أحمد أبو ريشة زعيم جبهة صحوة الأنبار، التي كان من الممكن في رأي الكاتب، أن "تجعل المالكي يبتعد أكثر عن الفلك الإيراني".
وهذه السياسة، كما يرى الكاتب، يمكن أن تجعل القوى الشيعية في العراق التي تبتعد عن الفلك الايراني، تتجه مجددا إلى إيران.
ضحية الترحيل السري
صحيفة "الانبدبندنت" نشرت أيضا تحقيقا حول عائلة رجل تعرض للترحيل السري وأنها بدأت في اتخاذ اجراءات قانونية ضد الحكومة البريطانية.
وكان الرجل الذي تقول الصحيفة إنه يعتقد أن اسمه هو "يونس رحمة الله" قد احتجز سرا من قبل الأمريكيين في مركز اعتقال في أفغانستان بعد اعتقاله من قبل القوات البريطانية التي قامت بتسليمه لهم قبل ست سنوات.
وتهدف الدعوى القضائية إلى دفع الحكومة البريطانية إلى المساعدة في اطلاق سراحه.
ويعتقد أن الرجل واحد من اثنين من المشتبه بصلتهم بالإرهاب، وكان قد اعتقل من قبل الجنود البريطانيين في العراق في فبراير/ شباط 2004.
وفي العام الماضي اعترف وزير الدفاع السابق جون هاتون بأن القوات البريطانية شاركت في تسليم رجلين الى افغانستان حيث تم تسليمهما الى القوات الأمريكية هناك.
لكن على الرغم من الطلبات المتكررة من قبل محامي الرجلين، إلا أن وزارة الدفاع رفضت تأكيد هويتهما.
وتقول الصحيفة إن مؤسسة "ريبريف" الخيرية تقول إن رحمة الله، المعروفة باسم صالح، محتجز في قسم الصحة النفسية بمعتقل باجرام في أفغانستان، وإنه لم يتمكن من الاتصال بأسرته أو محاميه.
وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع السابق هاتون قوله أمام مجلس العموم ان الحكومة الامريكية اعلنت ان الرجلين نقلا الى افغانستان بسبب نقص المترجمين، ولكن "ريبريف" قالت إن تحرياتها توصلت إلى أن رحمة الله يتكلم العربية وكان يمكن أن يجري استجوابه في العراق.
في نادي القلم
نوال السعداوي تقول إنها باقية على افكارها
أما صحيفة "الجارديان" فتنشر تحقيقا تفصيليا يقوم على مقابلة طويلة، عن الكاتبة والناشطة المصرية نوال السعداوي. التي تقول عن نفسها 'إنني أصبحت أكثر راديكالية مع التقدم في السن".
وتبلغ السعداوي حاليا 79 عاما، وكانت قد درست الطب وعملت في مجال الصحة النفسية، ثم نشرت ما يقرب من 50 رواية ومسرحية ومجموعات من القصص القصيرة. وقد أثارت كتبها، التي "تتناول المشاكل التي تواجهها النساء في مصر وجميع أنحاء العالم، دائما الغضب".
وهي تقول للصحيفة إنها واصلت دائما معالجة القضايا المثيرة للجدل العنف المنزلي والأصولية الدينية في كتاباتها.
وقد دفعت دائما ثمن كتاباتها وموقفها، ففي عام 1972 فقدت وظيفتها كمديرة للصحة العامة بوزارة الصحة المصرية.
في عام 1981 ، واجهت اتهامات بارتكاب جرائم ضد الدولة وسجنت لمدة ثلاثة أشهر ضمن حملة الاعتقالات التي سبقت اغتيال الرئيس السادات.
وقالت انها استغلت وقت وجودها في السجن لكتابة مذكرات من سجن النساء على لفة من ورق التواليت، وباستخدام قلم يستخدم في تزجيج الحاجبين وقامت بتهريب الكتابات مع إحدى السجينات التي أطلق سراحها.
وفي عام 1993 غادرت مصر إلى الولايات المتحدة بعد صدور تهديدات بالقتل ضدها من جانب جماعات دينية.
ومن المقرر أن تتحدث السعداوي اليوم في لندن، عن حياتها في مهرجان نادي القلم الأدبي في العاصمة البريطانية.
الجارديان
الانبدبندنت