قصة في ايام امير المؤمنين (ع) تحمل الينا الكثير من المعاني والعبر
************************************************** *
جاء ثلاثة أشخاص مُمسكين بشاب إلى الامام علي بن إبي طالب (عليه السلام)
وقالوا : يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا...
...
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : لماذا قتلته؟
قال الرجل : إني راعي إبل وماعز.. وأحد جمالي أكل شجرة من أرض أبيهم،
فضربه أبوهم بحجر فمات، فامسكت نفس الحجر وضربت أباهم به فمات
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إذاً سأقيم عليك الحد
قال الرجل : أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير،
فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن يضمنك؟
فنظر الرجل في وجوه الناس فقال: هذا الرجل
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل؟
فقال أبو ذر : نعم يا أمير المؤمنين
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) : إنك لا تعرفه، وإن هرب أقمت عليك الحد
فقال أبو ذر: أنا أضمنه يا أمير المؤمنين
ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث،
وكل الناس كانت قلقة على أبي ذر،
حتى لا يُقام عليه الحد، وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل
وهو يلهث وقد أشتد عليه التعب والإرهاق
ووقف بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال الرجل : لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد
فاستغرب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال :
ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب ؟؟
فقال الرجل : خشيت أن يُقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من الناس
فسأل أمير المؤمنين (عليه السلام) أبا ذر: لماذا ضمنته؟؟؟
فقال أبو ذر : خشيت أن يُقال لقد ذهب الخير من الناس
فتأثر أولاد القتيل
فقالوا لقد عفونا عنه
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): لماذا ؟
فقالوا نخشى أن يُقال لقد ذهب العفو من الناس
و أما أنا
فأرسلتها لكي لا يُقال ذهبت دعوة الخير من الناس
اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتوفنا مع الابرار بحق مضلومية صاحب العصر والزمان الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف )
منقووول