للكاتبة :وفاء شوكت خضر
موجع نداء اللون الأبيض ..
حين يستصرخ الحرفَ ..
فلا تعاند ايها البوح امرأة الفصول إذا أتت محملة بالمطر ،أو متقلبة الأجواء بحرِّهاٍ وقرها ..
عاصفة ريحها أو هادئة رقيقة كنسمة ندية جمعت قبلات الفجر للزهر قطرات ندى تنثال عطرا ..
إن أتت ..
بوهج الشمس أو سطوع القمر ؛أوهبطت نجمة من السماء محترقة بالشوق ..
لا تتهاون بعشق امرأة ..
يشتعل فجأة ليشعلك ،ويخمد فجأة ليحيرك ..
لا تندهش إن أتتك وردة شائكة ،أو هطلت ياسمينا ،أو تمايلت كأغصان دالية غنوج ..
إن أتت ..
كقطة وديعة ،أو طيرا جارحا ..أو أتت يمامة تلتقط الحُبَّ عن الشفاه ..
لا تندهش إن صارت زوبعة في دواة ،أو موجة هادرة على سطر ،أو امتدت روضا سندسيا في فراغ الصفحات ..
ولا تندهش ..
إن أتت جامحة تمنح الغرور تارة ،وتارة تكسر الكبرياء ..
تستنزف المشاعر حتى أخر نبض ؛فتهجر بعناد طفلة أو بثورة امرأة غيور ..
لتعود كسيرة بشراسة ،تدور دوران الأرض حول الشمس ،حتى تدير الرؤوس بسحر حرفها ،لتترنح ثملا دون مدامة في تشابك فوضى مشاعر ..
امرأة ..
تتزايد حماقاتها بنوبات هوس الحرف لتستحضرك مكبلا بثورة إلهام عارم كلما لامست يدها نعومة الورق لتكتبك ألوان ربيع متوهج بالخصوبة ،صارخ بالعطر ،دافئ ؛يستفز برقته الحواس الخمس فتزيدها إلى عشرة ؛عشرين ،تشعلها لتصل إلى درجة الغليان ثم تعيد تجميدها في لحظات ..
فإياك ..ايها البوح
إياك أن تعاند امرأة تستفزها الفصول فترتدي أبجديتها نزق الطبيعة لتراودك عن نفسك ،تشق قميصك من قبل ومن دبر ،لتهتك سر الحرف بسواد سجم المداد النافر من عين قلم أسرته أنامل كف ،رسمت خطوطها رياح الرغبة شوقا للبياض ..