تعرض 68% من اللاجئات السوريات بإقليم كردستان لمضايقات جنسية
استطلاع للأمم المتحدة يكشف عن تعرض 68% من اللاجئات السوريات بإقليم كردستان لمضايقات جنسية
المدى برس/ أربيل
كشفت منظمة أممية، اليوم الأحد، عن تعرض 68 بالمئة من اللاجئات السوريات في إقليم كردستان لمضايقات وتحرش جنسي داخل المخيمات وخارجها، وأن ذلك يشكل "جريمة شائعة لا يأبه لها كثيرون"، وطالبت حكومة إقليم كردستان بمتابعة الموضوع ومعاقبة المسؤولين عن التحرش الجنسي وتقديم دعم أكثر للاجئين وتوفير الحماية للنساء منهم والعمل على توفير بيئة آمنة داخل المخيمات، في حين رأت منظمة كردستانية معنية بشؤون المرأة أن ذلك يثير علامات استفهام كبيرة على أداء وكالات الاغاثة والمنظمات الدولية والأمم المتحدة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقدته هيئة الأمم المتحدة للمرأة UN Women، اليوم، بفندق روتانا أربيل، لإعلان نتائج الاستطلاع الذي أجرته بالتعاون مع مؤسسة وارفين لقضايا المرأة، في مخيمات اللاجئين السوريين في إقليم كردستان، وحضرته (المدى برس).
وقالت ممثلة UN WOMEN، فرانسيس كاي، في المؤتمر إنه "يهدف لتسليط الضوء على الاستطلاع الذي أجرته الهيئة بشان أوضاع المرأة السورية في إقليم كردستان العراق، برغم أن مثل هذه القضايا لا يتم الافصاح عنها في مخيمات اللاجئين حول العالم".
وأضافت كاي، أنه "بالرغم من أن واحدة من كل ثلاث نساء يعانين من التحرش الجنسي في العالم، إلا أن هذه النسبة ترتفع إلى 57 بالمئة في الشرق الأوسط"، مشيرة إلى أن "الهيئة تعد ذلك التحرش جرائم جنسية".
وأوضحت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن "حالات التحرش الجنسي بدأت منذ ثلاث سنوات تزداد في العراق وإقليم كردستان، إذ أصبحت جريمة شائعة لا يأبه لها كثيرون"، مبينة أن "التقارير والمقابلات التي أجريتها الهيئة مع اللاجئات السوريات كشفت عن تعرضهن للتحرش الجنسي والمضايقة من قبل الجهات الأمنية وموظفي المنظمات الإنسانية العاملة داخل المخيمات، فضلاً عن تعرض العاملات منهن لمضايقات وتحرش جنسي من قبل سواق سيارات الأجرة خارج المخيم".
وناشدت كاي حكومة إقليم كردستان بضرورة "متابعة هذا الموضوع ومعاقبة المسؤولين عن التحرش الجنسي في مخيمات اللاجئين وتسليمهم للقضاء لتحل العدالة"، مطالبة بـ"تقديم دعم أكثر لأولئك اللاجئين وتوفير الحماية للنساء منهم والعمل على توفير بيئة آمنة داخل المخيمات".
وطالبت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وسائل الإعلام بضرورة "ممارسة دور بارز في التوعية ضد التحرش الجنسي"، عادة أن "التقرير الذي تم الكشف عنه اليوم، يأتي مكملاً لذلك الذي أعد في عام 2013 المنصرم، بشأن زواج القاصرات وغسل العار والتحرش الجنسي في مخيمات اللاجئين في الأردن وإقليم كردستان، حيث كانت ظاهرة زواج القاصرات شائعة في مخيمات الأردن والتحرش والعنف الجنسي سائداً في مخيمات كردستان".
وأوضحت كاي، أن هنالك "حالات من تجارة الجنس وبيع النساء قسراً من قبل الأزواج والأهل"، معتبرة أن "النساء أصبحن ضحايا لهذا الوضع".
وتابعت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أن "نسبة الأمية بين اللاجئات بلغت 55 بالمئة"، مبينة أن "جامعة صلاح الدين في أربيل، تقوم حاليا بدراسة هذه المشاكل عن طريق مجموعة من الفرق المتخصصة".
من جهتها قالت مسؤولة مؤسسة وارفين لقضايا المرأة، لنجه عبد الله، في المؤتمر، إن "المؤسسة أعدت الاستطلاع عن أوضاع اللاجئات السوريات داخل المخيمات وخارجها، ومدى تعرضنهن للعنف والتحرش، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة UN Women"، مبينة أن "انشغال الأحزاب ووسائل الإعلام بالسياسة والانتخابات جعلها تهمل القضايا الاجتماعية".
وعدت عبد الله، أن ذلك "التجاهل يشكل ظاهرة خطيرة يجب الوقوف عندها، لاسيما أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن 68 بالمئة من اللاجئات تعرضن لمضايقات أو تحرش جنسي بمختلف أنواعه، وفي مختلف الأماكن سواء خلال العمل أم داخل الأسر وداخل المخيمات وخارجها، من سائقي سيارات الأجرة وغيهم من الذين استغلوا ضعف اللاجئات لتنفيذ جرائمهم".
وذكرت مسؤولة مؤسسة وارفين لقضايا المرأة، أن "35 بالمئة من الشابات اللاجئات احتجزن من قبل عائلاتهن في الخيم، ضماناً لعدم تعرضهن لمضايقات جنسية، أو زواج القاصرات أو فرق الدعارة التي تستغل نساء المخيمات في أعمال منافية للآداب في الليل"، مؤكدة أن "عناصر أمن المخيمات لم يتمكنوا من ضبطها بنحو تام حتى الآن".
ورأت عبد الله، أن تلك "الحالات تثير علامات استفهام كبيرة على أداء وكالات الاغاثة والمنظمات الدولية والأمم المتحدة"، وتساءلت "لماذا لم تناقش تلك القضايا الحساسة حتى الآن".
ودعت مسؤولة مؤسسة وارفين لقضايا المرأة، هيئة الأمم المتحدة للمرأة والجهات المعنية الأخرى، إلى "وضع خطة لعلاج تلك المشاكل وتغيير طريقة العمل في المخيمات".
يذكر أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات، تسببت بتهجير أو نزوح ملايين السوريين عن ديارهم، ومنهم أكثر من ربع مليون سوري لجئوا الى إقليم كردستان بحسب الإحصائيات الرسمية في الاقليم مما ولد ضغطاً كبيراً على حكومة الإقليم والمنظمات الإغاثية.
المصدر:http://www.almadapress.com/ar/NewsDe...x?NewsID=29909