الشوملي .. نشأتها وتطورها (دراسة في الاوضاع العامة)
تبقى رفوف المكتبة الوطنية في دار الكتب والوثائق عامرة بالكتب القيمة والجميلة المفعمة بالمعلومات المفيدة للقارئ والباحث في جميع ميادين العلوم والمعرفة، من هذه الكتب اخترنا كتاب يحمل عنوان الشوملي نشأتها وتطورها (دراسة في الاوضاع العامة) للمؤلف عبد الرضا عوض والبالغ 306 صفحة وبالحجم الكبير، تناول الكتاب تسمية الشوملي والمواقع الاثرية فيها والانهار المارة بها والجداول ووسائل التنقل في هذه المدينة وغيرها من المعلومات.
* ومن اين جاءت تسمية الشوملي نقرأ:
((جاءت تسمية الشوملي نسبة الى تسمية نهر يمر باراضيها يسمى (الشوملي) ويعد المحامي عباس العزاوي اول من ذكر تسمية (الشوملي) اذ قال من انجازات والي بغداد محمد رشيد باشا الكوزلكي لسنة 1855م كري انهار عديدة في لواء الحلة ومن بينها نهري الشوملي ، الصغير (الشويملي) والشوملي الكبير...) ومن ذلك يتبين ان تلك الانهر قد حفرت في اواخر الدول العباسية او بداية حكم الدولة العثمانية.
ولااحد يعرف معنى لهذه التسمية وقد شاع هذا الاسم اواسط الاربعينيات في اغنية ادتها احدى المطربات عندما هامت حبا باحد شيوخ تلك المنطقة فنظم الشاعر عبود الكرخي ابياتا ومنها بدأ الناس يرددون (عالشوملي، الشوملي، نارك ولاجنة هلي) من دون ان تطأ اقدامهم تلك الارض او ان يعرفوا شيئا عنها.
هناك عدة اراء في تسمية الشوملي منها: ماذكره الشيخ عبود الهيمص في خبر وضعفه: ان الشوملي جاءت من (الشومية لي) والشومية هي العصا الغليظة، فيذكر ان اثنين من رعاة البقر اختلفا على ملكية تلك العصا (الشومية) وكل يقول لصاحبه (الشومية لي) وتحورت الكلمة الى (شوملي)، وهذا في اعتقادنا خبر ضعيف كما نوه بذلك الشيخ عبود.
اما الرأي الثاني فيقول ان (الشوملي) اتية من (الشؤم لي) اي النحس وهذا تقدير غير موفق.
اما الرأي الاخر فيقال ان حاكما عسكريا عثمانيا قد امر بفتح نهر لاسقاء الاراضي الزراعية يقال له (شامل بيك) على عهد الدولة العثمانية فكانت تسمية النهر (شاملي) باضافة ياء النسب ثم حورت التسمية للتخفيف الى (شوملي) وهذا رأي غير مستبعد لكن لاتوجد وثائق تشير الى ذلك الامر. )) .
* وعن الاثار التي وجدت في الشوملي ذكر الكاتب:
(( يعد التقيب الابتدائي الذي تم سنة 1945م ظهرت مواقع اثرية قديمة قد ترجع الى العصر البابلي تم تشخيصها من قبل دائرة الاثار ولم يجر التنقيب فيها بعد الكشف عن اسرارها، وتقوم هيئة خاصة تابعة لمديرية الاثار بحراستها وجميعها تقع شرق مدينة الشوملي ويعتقد انها قصور لملوك في عهد خلا كانت امتدادا لقصور نفر وسومر جنوبا والاحيمر وكيث شمالا، ويظهر ان مجرى الفرات في عهد السومريين والاكديين والبابليين كان قد غير مجراه الحالي، اذ كان في قعر شط النيل (شيباد، كوثى، كيث، نيبور) وكلها تقع على شط التيل.
وثمة قسم اخر يقع على نهر الكار الذي هو امتدادا لشط النيل ونرى اليوم اطلال الحضارة البابلية بعيدة عن مجرى الفرات الحديث الذي احدث مجراه الحالي في زمن الاسكندر المقدوني سنة (331-323ق م) وليس من شك في ان امكنة هذه القصور وحدها تدل دلالة قاطعة على ان الفرات غير مجراه وان واديه فيما مضى غير واديه الان.
والمواقع الاثرية في منطقة الشوملي (المتحفظ عليها) هي كما يأتي :
ـ تل ابو بويريه، شرق الشوملي على طريق شوملي –نعمانية.
ـ تل ابو حصان، قرب محطة تقوية البث الفزيوني.
ـ تل ابو الحف، شمال الشوملي قرب قرية الخضريات. تل الخضريات، قرب قرية غافل.
ـ اثار الدير، تقع نهاية نهر الصلبة، شرق الشوملي.
والمقصود بالتل او كما يطلق عليه محليا (الايشان) مرتفع صغير يعتقد انه قصر او مدينة صغيرة نقضت وبمرور الايام والسنين غطيت بالاتربة.
ولأنهار الشوملي حصة في هذا الكتاب اذ نقرأ :
(تخترق اراضي ناحية الشوملي جداول صغيرة تختلج مياهها من شط الحلة الجانب الشرقي ويذكر ان هناك ثلاثة جداول قديمة كان لها وجود على عهد الدولة العباسية طمرت تماما ودرست وهي :
1-السيب، نهر قديم وهو الحد الفاصل اداريا بين ناحيتي المدحتية والشوملي لم تعد تجري المياه فيه منذ امد بعيد.
2-نهر العثمانية، او (العصمانية) الحالي تم كريه على عهد قريب.
3-(العمية) او (الصلنبة) وهو نهر قديم طوله 15 كم وهو الحد الفاصل اداريا بين ناحية الشوملي وقضاء الدغارة، اندرس ولم تعد المياه تجري فيه وتم حفر نهر بموازاته اطلق عليه (الحورية) نسبة للمقاطعة التي يمر بها.
وهناك جداول فتحت في عهد الدولة العثمانية تشير الوثائق الى كريها في عهد والي بغداد محمد رشيد كوزلكي سنة 1855م، تأخذ
مياهها من شط الحلة وهي على نوعين منها للنفع العالم واخرى للنفع الخاص وهي من الشمال الى الجنوب على النحو الاتي:
1-جدول الزبار، يمر بقرية الزبار ويسقي اراضي الشيخ عبس الهيمص، يبلغ طوله 4كم ترفع اليه المياه بوساطة الكرود (النواعير) ثم نصب محيي الهيمص اول محطة ارواء على ذلك النهر سنة 1942م.
2-جدول العثمانية (العصمانية) طوله 2كم، يسقي اراضي ضيكان.
3-جدول ابو الورد وهو اطول هذه الجداول اذ يبلغ طوله 40 كم لينتهي في ارض الجزيرة ضمن محافظة واسط وسع على عهد سلمان البراك سنة 1929م عندما كان وزيرا للري والزراعة يسقي اراضي الخضرية وغافل.
4-جدول ام الفلفل، يخترق اراضي الجريات والكوام وطريمش يبلغ طوله 4كم.
5-جدول الشوملي، وبه سميت قصبة الشوملي ويتفرع الى ثلاثة فروع عند قرية البو مخيلف/البو طرنان، قرب طريق المرور السريع. * واخيرا تحدث الكاتب عن وسائل التنقل في الشوملي قائلا:
(( كانت وسائل النقل بين القصبة وما جاورها عن طريق قوافل الجمال واحيانا الحمير، واختصت احدى عشائر البو سلطان (طريمش) بما تملكه من اعداد كبيرة من الجمال بنقل المنتجات الزراعية من الحقول الى القصبات المحيطة بالشوملي وبالعكس، فقد كانت تلك القوافل تتعهد موسميا بالحضور الى ارض الشوملي لتنقل البحبوب الى (المنثر) الخاص بملاكي الارض واحيانا تجري عملية مقايضة بالحبوب مقابل تمور اةو ملح او اي مادة اخرى وعند انتهاء موسم جني الحاصل تعود تلك الجمال واصحابها الى الصحراء طلبا للعشب.
ومن وسائط النقل الاخرى:
1-النقل المائي - الطبكة.
2-القطار
3-الطرق البرية. )) .
منقول
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زاهر zahr
