تتساءل بعض الأُمهات حول فشل أطفالهن في الجانب الاجتماعي، أذ لايجيدون عقد الصداقات مع نظرائهم، ويفضلون اللعب بمفردهم، فضلا عن افتقادهم إلى مراعاة مشاعر الآخرين؛ سواء كانوا أطفالا مثلهم، أم كبارا، فلا يختارون كلماتهم بعناية، ويتعاملون مع غيرهم بخشونة وعدوانية، فكيف نعلم الطفل إجادة التعامل مع المجتمع المحيط به؟
مهارات
يشير الخبراء والمتخصصون التربويون إلى أن الطفل لا يولد وهو يمتلك المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع الاخرين، فتكوين الصداقات والعلاقات مع الناس، بحاجة إلى طريقة طبيعية أو سريعة، وحين يتصرفون بفضاضة فإنهم لا يقصدون ذلك، وإنما يكون السبب هو عدم نمو الذكاء الاجتماعي لديهم بالقدر الكافي.. وانه يحتاج لكي يكون صداقات متينة إلى أن يتعلم بعض المهارات الاجتماعية ومنها: القدرة على الاستماع والتواصل، وعدم الاعتزاز بالرأي دون الاطلاع على افكار الاخرين ، واستخدام التفاوض بدلا من الصدام إذا احتدم الخلاف على قضية ما.
دور الام
بعض الصغار يولدون ولديهم موهبة تكوين الصداقات، وبعضهم قد يتعلمها بمفردهم، تماما كما يتمتع الاخر بموهبة طبيعية في الرسم أو الرياضة أو الكتابة، أما الذين يفتقدون هذه المهارات، فمن السهل على الأمِ تعليمها لهم وغرسها في نفوسهم.وحسب الدراسات، فإن الأطفال في عمر ست سنوات يكوّنون العلاقات عن طريق الاشتراك في الألعاب المختلفة، ويتمتعون بقدر عال من الأنانية، وفي سن 8 - 10 سنوات يكونون أقل أنانية ولديهم القدرة على تفهم مشاعر الآخرين واحتياجاتهم، ولكنهم يتميزون بالقسوة والغلظة في التعامل، وابتداء من سن 11 سنة يبدأ بالاهتمام بوجهات نظر الاخرين، وخاصة الأهل وزملاء الدراسة، ويمكنه أن يسامحهم على أخطائهم ويتعاطف معهم.
الابتعاد عن التوتر
الشعور بالتوتر والقلق عند تواجدهم مع اناس في المناسبات العامة التي تسبِب لهم احيانا الخجل والإحراج، فاذا كان الطفل من هذه النوعية، فيجب احترام رغبته في البداية وعدم إجباره على الاحتكاك مع الآخرين لأنه يفقد الاحساس بالراحة ، والأفضل تعويده على وجودهم حوله بحيث يجمع احدهم، ثم اثنين، فثلاثة، وهكذا إلى أن يخف توتره وخجله، ويشعر بثقة كبيرة داخله تقرِبه من الناس، ومن المهم مناقشته حول توقعاته لدوافع المحيطين به في أعمالهم ودوافعهم، فمثلا: لماذا يكذب شخص ما؟ ولماذا يبكي فلان؟ لأن هذا النوع من المناقشات يساعده على التفكير في الدوافع التي تحرِكهم، ويدربه على النظر الى الأمور من وجهة نظرهم لكي يتمكن من فهمهم ..كما ان مساعدته على قراءة الوجوه يعني سرعة فهم التلميحات التي تظهر على نفسية الناس، ويمكن للأم أن تتصفح كتابا أو مجلة، وتطلب منه أن يفسر لها تعبيرات الصور التي يراها كي يتوصل في النهاية إلى التعرف على كل مايصدر من تلك النظرات او الوجوه.
الاعتراف بانجازاته
الثناء على الطفل لا يقتصر على الدرجات المرتفعة في المدرسة، وإنما يمكن أن يقدم له أيضا إذا لعب مع صديقه دون حدوث مشاجرات مثلا، أو إذا اعتذَر عن خطأ ارتكبه، أو قدم هدية إلى طفل آخر، فمن المهم أن يشعر بتقدير الاخرين لأعماله الايجابية في المدرسة والبيت والشارع، وفي كل مكان يتواجد فيه.
ج/الصباح